(المقدمة:- )

**  في بداية حديثنا أود أن أعرض إلي سيادتكم الدور الرئيسي للمكتبة ألا وهو خدمة البحث العلمي وتلبية إحتياجات المستفيدين وسهولة الوصول إلي مصادر المعلومات, هذا وقد تقوم المكتبة بالعديد من العمليات الفنية لتحقيق ذلك وهي :الحصول علي مصادر المعلومات (بناء المجموعات) وحفظها وكذلك إتاحتها للمستفيدين عن طريق عدة عمليات منها:

ــ الفهرسة والتصنيف والتكشيف والإستخلاص وغيرها, ونظراً لان عملية النشر مستمرة وتطور المعلومات سريع فعلي المكتبة تنمية مجموعاتها بإقتناء مجموعات جديدة لإمداد المستفيدين بالمعلومات الحديثة في المجالات المختلفة؛ ويقوم بتلك العملية قسم التزويد بالمكتبة هذا وتنقسم عملية تنمية المجموعات  إلي عدة حلقات هي:

(دراسة مجتمع المستفيدين - وضع وإقرار سياسة تنمية المجموعات - تقيم واختيار المجموعات - الإقتناء و التزويد - تقيم المجموعات - تنقية المجموعات ).  وسوف اتناول في هذه الدراسة أحد حلقات دورة تنمية المجموعات ألا وهي تقيم وإختيار المجموعات وسوف يتم تناول هذه الحلقة من حيث معايير تقيم المصادر الإلكترونية علي شبكة الإنترنت تحديداً والدوريات الإلكترونية خصوصاً.                            

  **  مصادر المعلومات الإلكترونية:- 

  خلال القرن العشرين تعاملت كافة أنواع المكتبات مع أوعية ومصادر المعلومات الورقية, ووضعت كل الاسس والمعايير لتنظيمها بموجب شكلها الورقي من الإختيار والتزويد إلي الفهرسة والتصنيف وصولاً للخدمات, مركزة بالذات علي الكتب والدوريات. ولكنها واجهت أشكالاً جديدة من هذه المصادر فقد ظهرت المصغرات منذ عقد الثلاثينات من القرن العشرين ودخلت المواد السمعية البصريةإلي مجاميع المكتبة إبان الحرب العالمية الثانية ثم جاءت الأشرطة والأقراص الممغنطة لتحمل المعلومات المقرؤة ألياً في عقد الستينات مع دخول الحواسيب إلي المكتبات. تلتهاتقنية الأقراص الليزرية المكتنزة بكل أنواعها وأشكالها CD-ROM/ يرMultimedia/DVD وغيرها والتى إنتشرت خلال عقدي الثمانينات والتسعينات.كلها عدت نوع من التحديات للمكتبات ولكنها استطاعت احتوتئها جميعا والتعامل معها.ويبرز هذا التحدي بسبب التطورات السريعه والمتلاحقه في مجال تكنولوجيا المعلومات. 

** المصادر الإلكترونية المتاحة علي شبكة الانترنت:- 

  تعتبر شبكة العنكبوت العالمية (الويب)

(World Wide Web (www)

المصدر الرئيسي للحصول علي المعلومات المتاحة عبر الانترنت وتتيح الشبكة الوصول إلي مجموعة متنوعة من مصادر المعلومات بكافة صورها وأشكالها وتتميز شبكة الانترنت عن كل من المصادر المطبوعة ورقياً والمصادر الالكترونية المتاحة علي اسطوانات الليزر من حيث مدي الحداثة وسهولة الاستخدام ونمط مصطلحات البحث عن المعلومات في هذا المصدر واستراتيجيات البحث المتاحة.هذا وقد أثر النشر الالكتروني  علي الانترنت علي بنية النص المكتوب حيث يتم صف المادة في النصوص المطبوعة كتسلسل خطي يقوم القارئ بتصفحها من بداية النص لنهايته, أما النصوص الالكترونية تعتمد عليتقنية النص الفائق Hyper text التي تسمح للمستفيد بالتنقل داخل النص وخارجة.ويعد الانترنت مصدرا ًضخماً من مصادر المعلومات فقد كشفت إحدى الإحصائيات عام 2000 أن عدد صفحات الويب المتاحة علي الانترنت تبلغ 2.1بليون صفحة, وهناك أكثر من 7ملايين صفحة يتم إضافتها يومياً,

ــ تتميز المعلومات المتاحة  علي الانترنت بالديناميكية حيث تتغير باستمرار وتختفي في بعض الاحيان.وتحفل الانترنت بمجموعة من مصادر المعلومات الأولية والثانوية والإرشادية فهناك الدوريات الالكترونية والرسائل الجامعية والمواصفات القياسية فضلاً عن المصادر الثانوية المتمثلة في المجلات التي تهتم بالتعليق علي المصادر الأولية, وكذلك الصحف والكتب الالكترونية والموسوعات ودوائر المعارف والمعاجم الالكترونية ...الخ, هناك ايضاً المصادر من الدرجة الثالثة الارشادية مثل الادلة الموضوعية والببليوجرافيات وقوائم الناشرين وادلة المكتبات (التي لها مواقع علي الشبكة) وادلة الهيئات...الخ. 

**اختيار الدوريات الإلكترونية:

لقد تعودنا فى مكتباتنا على التعامل مع مصادر المعلومات الورقية وبعض المصادر الإلكترونية وفق أسس الاختيار المألوفة فى عالم المكتبات والسؤال المطروح الآن ماذا نعنى باختيار الدوريات الإلكترونية؟ وهل ستخضع هذه الدوريات لنفس أسس وقواعد الاختيار وبناء المجموعات؟ خاصة ضمن التعريفات السابقة للدورية الإلكترونية والتى تؤكد أن العديد منها غير متاح إلا بشكل إلكترونى رقمى عبر الإنترنت.

والحقيقة التى يجب مواجهتها من قبل المكتبات خاصة المعنيين بالاختيار وبناء المجموعات والاشتراك فى الدوريات هى أنهم باتوا يتعاملون مع شئ جديد مختلف تماماً حتى عن باقى مصادر المعلومات الإلكترونية كالأقراص المرنة والمكتنزة فهذا الشئ الجديد غالبا – متاح عبر وسائل الاتصال عن بعد ولكنه غير موجود فعلياً ضمن مجموعة المكتبة وداخل جدرانها ، وعليهم تطوير وتغيير الأسس والأساليب التى اتبعتها لفترات زمنية طويلة فى عمليات الاختيار لتتناسب مع هذه الحالة الجديدة التى أصبحت واقعاً فرضته على المكتبات التطورات التكنولوجية المتسارعة والمتجددة دائماً.