صناعة التعليم الالكتروني صناعة جديده نسبيا لكنها تنمو بشكل متسارع، مازالت المنطقة العربيه والخليجية ترفض هذا النوع من التعليم بشكل واضح حيث انتشرت في بدايات ظهور هذه الصناعة الكثير من الجامعات التي تبيع شهادات وفتحت لها مكاتب في المنطقة العربيه والكثير من ابناء المنطقة دفعوا الكثير من الاموال ليحصلوا في النهايه على وهم وهو شهادات وهمية من جامعات لا وجود لها.
ونتيجة لعدم الرقابه المنطقه حيث قامت هذه المكاتب الوهمية بنشر اعلانات في صحف حكومية حول هذه الشهادات ولم تتحرك الجهات الرقابيه التعليميه وذلك في منتصف التسيعنات من القرن السابق مما ادى بالكثير من سكان المنطقة بالثقه في هذه المكاتب وانتهوا الى الا شي، بعدها قامت الجهات الرقابيه والتعليمية بالحديث في الصحف واصدار البيانات بان هذه المكاتب تبيع الوهم وانهم لا يعترفون بالتعليم الالكتروني نهائيا، ما زالت جميع دول الخليج لا تعترف بشهادات التعليم الالكتروني حتى لو اتت من احدى ارقى الجامعات في العالم، حيث من اهم شروط معادلة الشهاده هو التاكد من ان الطالب درس في بلد الجامعه خلال فترة الدراسه ولم يدرس اونلاين.
هناك حقائق يجب ان تاخذ في الحسبان حيث ان صناعة التعليم الالكتروني تنمو بشكل متصاعد ومعظم الجامعات ذات السمعة العاليه وان لم يكن جميعها اصبحت لديها اقسام التعليم الالكتروني بل انها اصحبت تقدم تخصصات بالكمال الكترونيا ولا تحتاج لوجود الطالب في حرم الجامعة، حيث وصلت القيمه السوقيه للتعليم الالكتروني في عام 2010 الى اكثر من 60 مليار دولار بزيادة 24% عن عام 2009.
نقاد التعليم الالكتروني في المنطقة يقولون بان التعلم لوحده عن طريق الكمبوتر لا يوفر النقاش الفكري لثري الذي يوجد داخل الفصول التعليميه لكن هل احد من هؤلاء النقاد درس على الاقل ماده واحده اونلاين من احد الجامعات الراقيه ليدرك بانه يتم هناك نقاش ثري بين الطلبه والاستاذ وهناك العمل الجماعي وحضور المحاضرات مثله تماما مثل التعليم في الفصول بل الاختلاف الافضل بانه لا يوجد هناك امتحانات حفظ للمنهج بل هناك اوراق عمل وتحليل تقدم عوضا عن الامتحانات مستمرة حول كل هذه القضايا.
يوجد حاليا في الولايات المتحده اكثر من 6 مليون طالب يدرسون اونلاين في مختلف الجامعات المعترف بها في مريكا وهذا الرقم مرشح للزياده سنويا.
السؤال الذي يطرح نفسه شهدت المنطقه اكثر من مؤتمر للتعليم الالكتروني خلال السنوات الماضيه واشادات به جهات كثيره وتكلمت عن المستقبل الالكتروني للجيل الشاب حيث يقضي هذا الجيل معظم وقته امام الانترنت ويدرك كيفية التعامل مع هذه التقنية.
هنا في دولة الامارات العربيه المتحده توجد جامعة حمدان بن محمد الالكترونيه حيث تقدم برامج تعليميه من البكالوريوس الى الدكتوراة حيث تتطلب حضور الطالب سنتين في الجامعه قبل البداء في الدراسه الكترونيا للحصول على الباكلويوس او حوالي حضور مره شهريا للفصل في دراسة الماجستير وهي معترف بها من وزراة التعليم العالي الاماراتيه وتعتبر هذه الخطوة ممتازه في بداية الطريق، لكن الوزارة لا تعترف باي شهادة تعليم الكترونيه من اي جامعه اخرى حتى لو كانت هارفاد وهي جامعة ذات سمعه تعليميه راقية.
هنا، يجب على وزرات التعليم العالي في المنطقة اعادة التفكير حول التعليم الالكتروني الذي سوف يسمح للكثير من الشباب الذي يعمل في المنطقه من اكمال فرص تعليمه في جامعات ذات مستوى تعليمي عالي حيث انه لا يستطيع ان يترك عمله ويسافر ويدرس وهذا سوف يساعد ابناء المنطقه في الحصول على فرص تعليم ذات مستوى عالي وهو يقوم بعمله ويعيش وسط عائلته مما سوف يؤدي لتطوير المعارف.
ساحة النقاش