*** ذئب واعظ ***
........
عبثا حاولت الحفاظ عليك.
لكنك كنتَ كقشة.
صيف يابسة.
حملتها أول رياح أيلول.
فاختفت بسرعة.
في الأفق البعيد.
لقد هجرت البلدة .
بين عشية وضحاها.
وأنت الواعظ المتمرس.
فأدركت أنك أخف من الريشة.
لا وزن لك، أجوف من الداخل.
أخذتُكَ إلى حدائق غناء.
لتستنشق عبق الإخلاص والوفاء.
لكنك تجهل عطر الزهور.
لأنك تعودت على رائحة الغدر.
من أي طينة أنت ؟
وَضَعْتَ أمامي بساطا أحمرا.
ثم سحبته لتسقطني.
في مستنقع اليأس.
جعلتَ الأيام بلا ليل.
لأنك أخذتَ النوم معك.
و تركت العيون مشرعة.
لايُغْمض لها جفن.
حرارة الضياع أذابت.
شموع الأمل.
إحساسي بخستك.
أقعدتني بدون حراك.
أتأمل هذا القدر.
الذي جمعني معك.
ثم ما لَبِثْتُ أنِ اقتنعتُ.
بأن الحياة لا تقف عندك.
فأغلقت كتاب قصتك.
لأعود إلى روحي.
ولن أعود إليك.
............
عبداللطيف قراوي ..من المغرب