أحن اليك أيها الغروب المسافر لجوف الظلام وحيدا..تاخذ حصيله الأيام تاخذ ثرثره الشفاه ..صخب النهار ..سطوة الشمس الملتهبه تدخلها لصدرك الممتلئ بالغموض .. تأخذ ملايين الصور التي إرتسمت في الحدقات..صور الغرام..صور البؤس..صور العذاب والقهر والتدمير.. تسلب النهار دفاتره ..تجرد الأزهار من أثواب تفتحها.. وتستبيح شذاها.. تغلق الأبواب وتوصد النوافذ وخلفها حكايات باتت أسيره في صدور مزقها الألم. أيها الغروب: أرقبك في هذه اللحظات وفي شفتي بوح ..وفي قلبي غرام.. وذاكرة الأيام تمر في خلدي كأطياف منسوجة من حرير يفوح منها زمن الطفولة وضحكات البراءه يعانقها رائحة تراب الديار .. وتدنو منها عناقيد الكروم وخرير الماء تشارك العصافير زقزقاتها وهي ترفرف منتشية.. تنشد الارتواء واطفاء لهيب اجسادها الصغيره. أيها الغروب الغريب.. أيها الراحل المرتحل.. أيها المعذب المتعذب ..أيها الحائر في مقل عشقت فحرمتها العناق.. أراك تنشد راحلة المساء.. تحمل ازارك مبتسما..تلف شال الشفق حول جسدك المعتم.. تناظر بقايا الشمس التي أسقطها المساء نحو مخدعها.. يالك من سيد مستبد..يالك من عنيد لايقهر.. ليس هنالك من يستطيع أن يوقف إبحارك نحو أعماق الليل الذي فك إزاره .. ولبس حلته وأرخى جدائله لتلتف حول اطراف الأرض ..ليهبط لمخدعها وهي في عذرية الإنتظار.آه كم أعشقك أيها الغروب المتغطرس رغم قساوة هروبك .. رغم وحشية عشق الأسر وإدمان المأسور.. أراك لا بل أشعر بانك تدغدغ همساتي.. تدندن لحني فتنثر كلماتي في الأفق.. تلامس ذلك الركن الذي شيدته روحي لتحتجب فيه مشاعري.. عندما يطوف بها بحر ذكريات الأمس ..التي تلامس حاضري بأنامل عاشق ماعرفت غير العفة ..وما حملت باطرافها غير الأمان. أيها الغروب: الذي بات غريبا.. بات صريعا.. أرجوك تنفس ألفة في بقايا شمس الأمل في تلك القلوب المتعبه..اترك للغد قبسا يهتدي به الحائرين.. فأنا أراك تحن للملتقى.. تذكر حواراتنا في الأيام الخوالي ..تذكر وشوشات شفاهنا ..ورقصات قلوبنا ..التي لم يفزعها الظلام..نعم أيها الغروب إننا العاشقين لأرواحنا ..إننا المنتمين لقلوبنا.. إننا الساجدين في محراب خالقنا..فتلطف بنا لكي نبقيك صديق...........محمد العطار