وغدونا بلا عذر..!!
ــــــــــــــــــــــ
-#وهكذا..
كان الأمر يحدث في كل مرة..
أنت تضعني عمدا على مقصلة الانتظار..
وقلبي يدونك قهرا في خانة الغياب..
ثم يلتمس لك الأعذار..
ويخترع الحجج..
حتى تلك التي لم تطلبها للصفح والغفران..
إلى أن انتهت السبعون ألف عذر التي أمرت أن ألتمسها لك..
فأظلمت الحكاية، وضجت القناديل..
وغدت الأشياء بلا قيمة..
كل الأشياء..
اللهفة والاشتياق..
الأحلام..
والوعود المقدسة..
نعم..
ماتت كل لذة مرتقبة للقاءات المؤجلة المعتقة في خوابي الصبر..
انطفأ شغف العناق بعد أن ضاع العمر سرابا تلو سراب..
وسقط الحب من جيوب قلوبنا المثقوبة..
أنا بالجُرح..
وأنت بالغفلة..
وحينها..
كان لابد أن يتساوى الحضور بالغياب..
فلا ذاك عاد مميتا، كما كان في بادئ الأمر..
ولا هذا إلى الفردوس ينتسب..
-#يليه..
أما عن ضعفي..
فحدث ولا حرج..
فأنا يا سيدي ممتلئ بالخوف الأسود..
معجون بماء الوهن..
أستعجل النهايات البعيدة رغم قربها..
أرعن لا يعرف كيف ينهي حربا بدأتها الجحيم..
تائه لا أعرف كيف ألملم ذاتي مرة أخرى من على أرصفة الضياع..
من أقبية العدم..
ومن سراديب المجهول..
كيف أرتب كل هذه الفوضى التي بداخلي، وأنا نفسي أثير الفوضى كلما هممت..
وقد نذرتُني ذات مرةٍ قربانا لقسوة الزمن الذي لا يمضي..
فجمع كل قوافله ومضى، لكن بدوني..
ورغم أني كنت فاشلا جدا في تقليم أظافر الوقت..
فقد كان غيابك فاشلا بامتياز في أن يثبت حسن نواياه..
وها...قد وصلنا إلى مرحلة اللاشيء..
تلك المنطقة المظلمة المقيتة..
فراغ يشبه العدم..
أو عدم يرتدي الصمت..
أتعرف؟!..
كان الأمر أشبه بليلة، أطفأ أحدهم كل نجومها دفعة واحدة..
لكن الفارق هنا..
أن هذه الليالي الظلماء يعقبها انبلاج الصبح..
بينما ظلت أفقي مظلمة، حتى خارج نطاق الحلم..
حتى في الواقع..
ظللت يا سيدي بلا شمس..
لتظلا آثمين..
غيابك، وأنت..
أنت قاتل باحتراف..
وهو شاهد أخرس، طويل اللسان..
سيئ السمعة..
انتهى..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
نشرت فى 5 نوفمبر 2022
بواسطة Achkariman
عدد زيارات الموقع
106,035