مؤسسة صفوة الشعراء للشعر والآداب والثقافة magazine of poetry, literary, cultural and social

في خضم المواجع ..التي لا تهدأ ولا تستكين ..أرى أمي في كل وقت وحين ..تسبيحة فجرٍ ..تُعَدُ على أصابعها الذكر اليقين ..توقظ النجوم في طرطقة وضوءها ..لتصحو العصافير على نهج أذكارها ..كما السابقين الأولين ..تقف في محراب القداسة ..داعيةً سفن الرضا لأبناءها العالقين ..بين برٍ متجهم وبحر لعين ..تنهي صلاتها بهدوء راهبة ..لا يصيبها كلل الزهد ..تتجه نحو معجنها ..تقرص عجينها المخمور ..تحيطه ببركة قراءتها ..تقطعه بأصابع من نور ..ترقه في راحتيها فيتمسك ..من طعم يديها ..حقاً ويقين ..رائحة خبزها مازالت عالقة ..في جنبات الحيطان ..في هواء الدار رغم بعد المسافة ..بين هذا الزمن وذاك الذي ..ما شهد فينا لعنة الطين ..أمي رحمك الله رحمة الأولين والآخرين ..كيف أوقظ عينيك حين ..أشعر بطيفك يلف حولي ..يهدهدني كطفل لم يبلغ سن الفطام ..أشعر بأنفاسكٍ في فراش موتي ..واتقاد الحياة في صبحي ..كيف لي أن أعانق طيفاً نوراني الوجود ..يراه قلبي ولا يدركه بصري ..أمي كانت تلك الشمس ..التي كلما أطلت بوجهها أشرق لها الوجود ..ستبقى في قلبي آية العطاء بلا نضب ..و نهر كوثر يسقيني إرادة الحياة ..كلما حاربني نعيق الغربان في خرائب الموت .........#عائشة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 2 نوفمبر 2022 بواسطة Achkariman

عدد زيارات الموقع

105,822