سيدتي العزيزة : أنا دوماً أبذل قصارى جهدي تجاه الاشياء والأشخاص ، لأنني يعز عليا ترك الاشياء التي لطالما تعلقت بها ، لا أحد يتفهم مدى صعوبة شطب الأحلام وكتابة أخرى لذا أحاول مرة بعد مرة ولكنني عندما أكتفي ادير ظهري وكأن تلك الأشياء لم تكن لي يوماً، وكأن كل هؤلاء الأشخاص لم يعترضوا طريقي.. سأحاول نسيانك
أخبروني بأنك غير مهتمة.. برغم كل محاولاتي في عدم التصديق ، لكنني أقتنعت.. أخبروني بأنك إن كنت تكترثين ولو قليلاً ، لما كان بين المحادثة والمحادثة دهراً من الزمن ، وبين اللهفة واللهفة دهرين من الحسرة والأشتياق ، أخبروني كذلك بأنك لو مهتمة لامري كان سألتُ عنك استفسرتُ أو وعاتبتُكِ.. لا تغيب وتطيل في الغياب.. أخبروني أيضاً أن الكلمات المتقاطعة التي تدخل في طيها لاتسمن ولاتغني من حب ، أنا الذي يعشق التفاصيل لم يعد أي منطق يقبل تحليل وضعي ، أخبروني الكثير ونصحوني بالنسيان.. لا لشيء سوى أن هذا الوضع الذي أعيشه لايؤذي أحداً غيري ، وانك لو كنت تهتين لأمري لما تركتِ لي مجالاً للعذاب ، أخبروني بأشياء عدّة ولم أجد للساني كلاماً أدافع به عنك أمامهم، لأول مرة أفضل السكوت والالتجاء لمكان آمن منك ومنهم وأحاول النسيان.. لكن طيفك كان دائما يراودني.. كيف اخلع ظلك الثقيل من مخيلتي.. لا تأتي يوماً وتسألين أين انا.. انا رحلتُ مع الخائبين وتركت لك وقتك مع من تحبين ، أنا من انتظر منك شيئاً جميل حتى ذبُل إنتظاريّ .. كنت أحاول مرارا البقاء بجانبك بأي طريقة ولكنك لم تفهمي عمق مشاعري اتجاهك ، كنت أقاتل من أجلك حتى وجدت أنني أنا من قُتِل.. أنت الوحيدة التي لم أصنّف علاقتي بها.. كنت أراك الأكثر دائمًا.. صديقتي الأكثر.. قريبتي الأكثر.. وحبيبتي الأكثر.. كنت أراك عالمي.. وعافيتي.. وضحكتي.. ثم يأتي من يحدّثني عن الكبرياء.. والاعتياد.. والنسيان.. لا شيء يحدث من هذا معي حين تكونين أنت.. أنت خارج حدود المنطق دائمًا... منذُ تلكَ الليلة لم تصلني أي رسالة منك.. ؟ ، حسنًا هذا ليس غريبًا لكنه يؤلمُّني كثيرًا ، والغريب أنني بكل مرة أُقرر الا أنتظر منك شيئًا ، وأن أمضي وأتركَ الأمر للصُّدف ، لطالما كانت تأتيني بك.. كانَ يَجِبُ علينا أَن نَبقى أَصدِقاء ، اصدقاء وعلاقتنا عفوية نعذر بعض اذا غاب واحد منا، اصدقاء فقط لن انتظر منك المبادرة ، ولن انتظر منك عذر ولن انتظر منك كلام ولن استمع الى الاغاني ولن الجئ الى العُزلة لن اذبل من غيابك ، فقط اصدقاء ، ليتنا بقينا اصدقاء فالحب عُمرُهُ قصيرٌ جداً.
لست حزينًا لان جزءًا من قلبي كان عالقا معك ، ولا لأني خسرت الكثير، في سبيل تلك السعادة التي كنا نحلم بها ونبني فيها بيوتا من طين على ضفة النهر حطمتها رياح السنين ، أنا اليوم فقط أتألم لأن بقاء قلبي معك لن يمحو حقيقة أننا أصبحنا غرباء.. وهل تدركين ما معنى أن قلبي الذي كان لا يعرف أزهار الربيع الا بوجوك وأصبح لأجلك بُستاناً مثمرًا، ثم ماذا.. ؟ ثم إنك تفننتِ في إحراقه بطريقة أشد مما كان عليه.. اليوم انا وحيدًا بين الصفحات الافتراضية أُرى سخرية البشر ، هنا إنسانًا يكتب عن الحزن وآخر يدعي السعادة وثالث يعاني من الهامشية ولا أعلم شعور من الصادق كم اصبحت الحياة تافها ومشلولة بغيابك.. أجلس اليوم مرتجفا على الكرسي يفضح اضطرابي ثباته أمدُّ ساقي ، لتتعثر كل اللحظات التي ستعبر من دونك يمر كل شي وأنت لا تمرين .