واحة سيوة تعد من أجمل الواحات التى أحبها فقدعملت فيها أربع سنوات كاملة فى التجارب الحقلية لدراسة الدكتوراه وذلك على تسميد أشجار الزيتون ونخيل البلح بالواحة لاستخلاص توصيات سمادية من العناصر الكبرى والصغرى لهذه الاشجار تحت ظروف الواحة حيث لم تجرى اى تجارب تسميد سابقة على هذه الاشجار التى تتميز بها الواحة ، لذلك قبل ان أذهب الى الواحة قرأت عنها الكثير ، عن الاراضى والمياه والزراعة والسكان وعاداتهم وتقاليدهم وكل مايخص الواحة قمت بجمعه وقرأته لكى أتعرف عليها عن بعد قبل الذهاب لها . ووفقت والحمد لله فى إنجاز الاهداف المرجوه من التجارب والبحث بفضل الله تعالى . وفى هذا الاطار فكرت ان ألخص ماقرأته وعايشته فى واحة سيوة كى يتعرف العامة على جزء عزيز وغالى من هذا الوطن والذى يعتبر من المناطق الواعدة فى الزراعة المصرية .
و تهتم الدولة اهتماما كبيرا بتنمية واحة سيوة حيث توحد كافة الخدمات والمرافق بها وفى الحقيقة لم يقصر معى مكان عملى وهو مركز بحوث الصحراء فى أى شىء من مستلزمات وأدوات البحث بل لم يقصر مع أى باحث خاصة وأن مناطق عملنا لها طبيعة خاصة حيث يكون العمل فى المناطق الصحراوية الوعرة.
وتعد واحة سيوة من أهم خمس واحات فى الصحراء الغربية وهى سيوة والبحرية والداخلة والخارجة والفرافرة هذا بخلاف واحة الفيوم القريبة من الوادى والدلتا .
وتقع واحة سيوة شمال الصحراء الغربية وجنوب مرسى مطروح بحوالى 306 كيلو متر وتبعد 65 كيلو متر عن الحدود المصرية اليبية ولذا فهى تعتبر بوابة مصر من حدودها الغربية .
وسيوة عبارة عن منخفض يبلغ منسوبه فى المتوسط 17 متر تحت مستوى سطح البحر ويبلغ طول الواحة 75 كم وعرضها يتراوح من 5 الى 25 كم وتقع الواحة بين خطى طول 18-25 ، 5-26' شرقا ودائرتى عرض 5- 29
20- 29شمالا .
وحيث أن سيوة تشغل جزءا من صحراء شمال افريقيا والتى تعرف بالصحراء الكبرى .. فيسودها مناخ حار جاف فى فصلى الصيف والربيع ومناخ دافىء فى الشتاء والخريف .
ويحد هذا المنخفض من ناحية الشمال حافة شديدة الانحدار ترتفع نحو 150 مترا ، أما من الجنوب فلا توجد حواف بمعنى الكلمة وانما تمتد رواسب الرمال والتى تمثل البداية لبحر الرمال الاعظم والذى يعد من اكبر مساحات الرمال فى العالم والمنخفض مفتوح نسبيا نحو منخفض القطارة شرقا ومنخفض جغبوب غربا وتبلغ المساحة التى يشغلها هذا المنخفض نحو 1088 كيلو متر مربع وسيوة تتميز بوفرة مواردها المائية الطبيعية حيث يوجد بها الينابيع المتفجرة من أحجار جيرية متشققة وهى أكتر من 200 عين يتدفق منها الماء طبيعا دون تدخل اى بشر(سبحان الله) وتستخدم هذه المياه فى اغراض شتى ابرزها الزراعة (تقرير المنظمة العربية للتنمية الزراعية).
وتحتوى واحة سيوة على عدة برك أو بحيرات وهى تعتبر اكثر المناطق المنخفضة فى الواحة وهى بركة المراقى وسيوة فى الغرب وبركة أغورمى والزيتون فى الشرق هذا بخلاف بركة تميرا والمعاصر فى أقصىالشمال الشرقى وهذه البرك تسمى السبخات Sabkha'وتسستمد مياها من صرف الاراضى الزراعية فى سيوة .
وتتكون واحة سيوة من عدة قرى أو مراكز كما يطلق عليها وهى مدينة سيوة فى الوسط ويوجد فى الغرب المراقى – مشندت- بهى الدين وخميسة وفى الشرق يوجد أغورمى – أبو شروف – الزيتون وأم الصغير .
وسكان سيوة خليط حيث ينتسبون الى البربر والعرب والسودانيين وهم يتحدثون بلغة خاصة مشتقة من لغة البربر وتسمى اللغة السيوية ولاتستطيع ان تفهمها ابدا فهم يتحدثون معك بالعربى عادى لكن فيما بينهم يتحدثون بها حتى وانت معهم لاتفهم اى شىء عما يدور حولك وهى ليس لها حروف ولاتكتب وقد عرضوا على ان اتعلمها منهم ولكن دون جدوى .
وتعتبر الزراعة هى النشاط الرئيسى للسكان فى واحة سيوة حيث تبلغ مساحة الارض القابلة للزراعة 120 ألف فدان تقريبا ولكن المستغل منها حوالى 11 ألف فدان فقط . وتعتبر أشحار الزيتون ونخيل البلح من أهم المحاصيل البستانية فى الواحة حيث تشغل حوالى % 96 من المساحة المنزرعة بالواحة وباقى المساحة (4%) يزرع بها بعض اشجار الفاكهة الاخرى مثل الرومان والمشمش والتين والعنب والموالح بالاضافة الى بعض محاصل الخضر (الادارة الزراعية بسيوة).
وتبلغ مساحة الزيتون المنزرعة بحوالى 4649 فدان تنتج حوالى من 12-15 طن من أصناف الزيتون المختلفة ،
أما نخيل البلح فيأتى فى المرتبة الثانية من حيث الاهمية الاقتصادية بعد الزيتون فى الواحة حيث تبلغ مساحة النخيل حوالى 3448 فدان تنتج حوالى من 11 الى 12 ألف طن سنويا (El-Kadi, 2002)
أما عن تاريخ سيوة فيقال بانه اطلق عليها عدة اسماء على مر العصور منها واحة السعادة وواحة الزيتون وأرض النخيل وغيرها .. واسم سيوة يقال انه نسبة الى صنم يسمى سيوخ فى معبد أم عبيدة بسيوةوقد حرفت الكلمة بعد ذلك الى سيوة .
وقد أشارت الدراسات التاريخية ان واحة سيوة هى واحة آمون (جيوبتر) الاسطورية وكانت أبعد الواحات عن مصر الوادى آنذاك وقد عبد فيها الاله آمون حيث كان لمعبده مكانة رفيعة بين المصريين حتى سمى اهل الواحة بالامويين (هيرودوت 450 ق م) ومازالت آثارهذا المعبد بالواحة.
ويذكر التاريخ أن قمبيز وجيشه قد طمر فى الرواسب الرملية لبحر الرمال الاعظم فى محاولته للوصول الى الواحة لغزو معبد آمون (عام 552 قبل الميلاد) . وقد سعى الاسكندر الاكبر الى زيارة معبد آمون لتقديم القرابين وهناك توج فى قرية اغورمى حيث اقيمت قاعة لتتويجه وعاد منها الى ممفيس عاصمة مصر آنذاك (عام 331 ق.م) .
لهذا تعتبر واحة سيوة من المناطق الغنية بمقوماتها السياحية المتميزة حيث تجمع الواحة عدة انماط مختلفة من السياحة فى الاثار كما ذكر بالاضافة الى جبل الموتى وسيوة القديمة (شالى) والمقابر المنحوتة فى الصخر والتى ترجع الى العصر الرومانى فى منطقة خميسة .
كما تتمتع واحة سيوة بمناظر طبيعية خلابة وزراعات كثيفة ومتداخلة من نخيل البلح وأشجار الزيتون بين الطرق والدروب (جنتان عن يمين وشمال) علاوة على وجود العديد من العيون الرومانية القديمة لعل أشهرها عين كليوباترا وعين قريشت.
. كما تشتهر الواحة بعلاج أمراض الروماتيزم والروماتيد من خلال نوع من العلاج الطبيعى يقوم على الاستفادة من رمال سيوة عن طريق حمامات الرمل او ما يعرف بعملية الدفن خلال أشهر الصيف وأشهر هذه المناطق منطقة جبل الدكرور .
ايضا يوجد نوع من السياحة فى سيوة يسمى بسياحة السفارى وهو نوع مفضل لدى الاجانب حيث الكثبان والتلال الرملية خاصة فى المنطقة الجنوبية وطريق الواحات البحرية وباتجاه منخفض القطارة .
وللحديث بقية فيما تم عمله فى واحة يسيوة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساحة النقاش