خطاب يثير الإشمئزاز


لم نكن نتوقع الكثير من خطاب أوباما في الجمعية العامة و لكن من كان يتكلم اليوم هو نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بل لو ان نتنياهو كان المتكلم , ما كان أعطى و تكلم عن اسرائيل مثل ما تكلم أوباما الذي جعل من نفسه في هذا الخطاب ناطقاً رسميا باسم حكومة إسرائيل . أوباما الذي تشدق بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها و نضال الشعوب العربية من أجل حريتها و ضع إسرائيل في نفس الموقع و هو يتباكي على ماضي اليهود و اضطهادهم و كأن الشعب الفلسطيني هو من اضطهد اليهود و أعاد أوباما تكرار نفس النغمة الصهيونية من أن دولة اسرائيل بتعداد سكانها الذ يقار الثمانية ملايين و مساختها الصغيرة محاطة بمحيط عربي معادٍ لها متناسياً ان إسرائيل هي من أفشلت جهود السلام و ان ما تقوم به على الأرض يقوض عملية السلام من أركانها , متناسيا ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط من تمتلك السلاح النووي و انها الدولة البادئة دوماً بالعدوان . تجاهل أوباما معاناة الشعب الفلسطيني طوال العقود الماضية و جرائم اسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين ليعلن أكثر من مرة اصراره على الحفاظ على أمن اسرائيل و كأن اسرائيل هي المُعتدى عليها و ليست الجاني و كأنه لم ير أشلاء الأطفال و هي تتطاير في السماء مع كل قصف صهيوني لقطاع غزة و لم ير قطعان المستوطنين و هم يهاجمون المدنيين الفلسطينيين في بيوتهم تحت حماية جيش الاحتلال , لم ير جرافات الاحتلال و هي تقضم ما بقى من الأرض الفلسطينية , رأى دموع التماسيح الكاذبة ولم ير دموع الامهات الفلسطينيات . لن نصب بخيبة الأمل من الموقف الأمريكي الذي أبداه اليوم الرئيس أوباما فقد كنا نتوقعه و لكن أصبنا بالقرف و الإشمئزاز من الكلمات التي صدرت في خطابه و هو يتحدى العالم و على مسمع و مرأى من زعماء العالم و لن نكون الخاسرين فقد أمدنا هذا الخطاب بالكثير لمواصلة كفاحنا لنيل حقوقنا و قد كشفت عورة الادارة الامريكية أمام العالم أجمع و أظهر هذا الخطاب أن أمريكا لم تعد مستأمنة على عملية السلام بعد أن جعلت اليوم من نفسها طرفاً واضحا و بصورة جلية يقف إلى جانب الاحتلال وبكل قوة و ستكون لنا كشعب فلسطين كلمتنا أمام هذا الخطاب الذي لن يسعد أمريكا و اسرائيل بل ربما ترى فيه أسوء كوابيسها . يغض النظر عن ما نطق به أوباما ستبقى دوماً كلمةالفصل لنا لأننا أصحاب الحق و لن نفرط به .

  • Currently 96/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 375 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2011 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,266