<!--<!--<!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--><!--<!--
بين التفاؤل و التشاؤم ......
مع انطلاق مركب المفاوضات المباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية و إسرائيل تسارعت الأقلام لتسطر الكلمات بين مؤيد و معارض لهذه المفاوضات و كلٌ يأتي بحججه و براهينه و الكل يعلم أن الرئيس عباس ذهب إلى هذه المفاوضات مرغماً بعد الخذلان العربي له , فكان اللقاء الأول في أمريكا بحضور الرئيسين مبارك و أوباما و العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني و كان هناك لقاء ثنائي جمع الرئيس عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو . غُيب الإعلام عن هذا اللقاء كما اتفق الطرفان و لم يصدر عنهما ما يروي عطش الصحافة العالمية منها و المحلية . ثم كان اللقاء الثاني في القاهرة بحضور الرئيس مبارك و كان هناك أيضا تعتيم إعلامي كبير عما تمخضت عنه هذه اللقاءات . تصريحات الوفد الفلسطيني لم تعط الانطباع بأن هناك تقدم ما أو اختراق في مكان ما , بل إن الغالب على هذه التصريحات هو الانتظار حتى السادس و العشرين من سبتمبر حيث اليوم الذي ينتهي فيه التجميد المؤقت للبناء في المستوطنات . كنت سأكون من المتفائلين و أنا أرى أن الطرفين تكتما بشكل ما على ما تم أو ما نوقش خلال اللقاءات الماضية و تركا المعارضين للتصريحات مما يدلل على أن هناك شيئاً ما تم طبخه خلال هذه اللقاءات خاصة مع وجود باراك على رأس وزارة الجيش الإسرائيلية التي تهتم أيضا و لها اليد الطولى في قرار وقف البناء من عدمه في المستوطنات و صمت باراك طوال هذه الفترة و كأن نتنياهو قد ترك الأمر له ليتفرغ هو لتحسين صورته رغم تصريحاته التشاؤمية أيضا مع انطلاق المفاوضات . فهل كانت تصريحات الطرفين تهدف إلى تمهيد الطريق لحل قد لا يرضي الطرفان كليا و لكنهما سيسيران عليه مع تقديم تنازلات من الجانبين ؟ لقد بدأت بعض الدلائل تظهر للعيان . الرئيس عباس صرح بأنه سينسحب من المفاوضات إذا عادت إسرائيل للبناء في المستوطنات و كذلك أعلب قادة السلطة الذي صمموا على استمرار التوقف عن البناء و الاستيطان إذا أريد لهذه المفاوضات أن تستمر و كلهم بانتظار السادس و العشرين من سبتمبر , أي بانتظار الموقف الإسرائيلي من قرار تمديد تجميد البناء في المستوطنات .
تصريحات الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية أمام وزراء الخارجية العرب و للصحفيين و التي قال فيها إن السلطة الوطنية الفلسطينية ستنسحب من المفاوضات إذا قامت إسرائيل ببناء أي مستوطنة جديدة , جعلتني أدخل دور التشاؤم , فاستمرار المفاوضات من عدمه لم يكن مرتبطاً ببناء مستوطنات جديدة فقط , بل يشمل أيضاً البناء داخل المستوطنات و القدس على رأس القائمة , فهل تم التنازل عن هذا الشرط , و الذي هو مطلب شرعي و ليس شرطا , لاستمرار المفاوضات ؟
تصريحات المالكي اليوم نقلتني من حالة شبه التفاؤل إلى التشاؤم فبت لا أرى بصيص أمل يرجى من هذه المفاوضات