أوكسجين الروح

القلم والورقة والحرف...كن مفكراً

authentication required
ست بناقدة وكل ما اقدمه لا يعدو انطباع حول رواية اثارت الكثير من الجدل منذ صدرت ونشرت .. 
ووصلت الى يدي لأقرأها و أقدرها على نحو مذهل بعد سنوات طويلة من اصدارها. 
لا اعلم ان كان الكثير منكم قد اطلع عليها فعلا او لربما سمع عنها فقط، عني سمعت عنها الكثير و كان الحصول عليها بمثابة معجزة صعبة التحقيق. 
فلهذه الرواية ظروفها الغريبة التي اعطتها الكثير من التميز والكثير من الاعجاب ليس لروعة الجمل او جزالة الاسلوب او رقة التعبير بل على العكس انها ما يمكن ان نطلق عليه رواية للشارع و من الشارع بكل الالفاظ اليومية التي قد لا تمر علينا نحن و لكنها الالفاظ الفعلية التي عاشها الكاتب. 
جدير بالذكر ان كاتب الرواية محمد شكري لم يتعلم الكتابة و اقصد بالكتابة خط الحروف و الابجديات قبل سن العشرين، والرواية عبارة عن سيرة ذاتية واضحة و صريحة وقوية في تصوير مجتمع بالكامل و ليس حقية حياتيه عاشها فرد واحد. ترجمت الرواية الى الاسبانية والفرنسية قبل ان تنشر بلغتها الام العربية ولا يزال الحصول عليها والاطلاع صعبا بعض الشيء. 
ليس من السهل ان يتكلم الانسان حيث يوضع في موضع الخطأ و حيث يمكن ان يحاكم، ولكن ان يقف كاتب ليقول بانني فعلت كذا .. و كذا ..بالرغم من الاحكام التي من الممكن ان تطلق عليه و التي من الممكن ان تنصفه او تعدو الامر الى ظروفه او غيرها . فهو مما يمكن ان نطلق عليه بالفاحش فهو تقديم على طبق من فضة لمن يريد ان يحاكم و يقول انه متبجح. 
بالنسبة لي .. اعتبر ان هذا جزء من الصدق الذي يمكن ان يتحمل تبعاته عدم رضا المتلقي ولكن يبقى لهذه المصداقية التي قدم بها الكاتب نفسه حلاوتها و طعمها الغريب لاذي لم نعتده من كثير من الكتاب وبالذات كتابنا العرب الذين تعودوا تغليف الحقائق بورق سوليفان لتتناسب والمكانة الاجتماعية المرموقة لكاتب فما بالك عندما يكون الموضوع رواية سيرة ذاتية و حقائق فعليه عاشها الكاتب. 
لا اعتقد انه يخفى على احد الظروف الصعبة التي عيشت ولربما لا تزال تعاش في المغرب العربي، وانتشار الفساد .. والدعارة والتهريب و الكذب و المخدرات و العيش تحت خط الفقر بمراحل ..الجوع المريع الذي من الممكن ان يطلق عليه القاتل و اختفاء الطابع المسلم لبلد من المفترض انه ينتمي للاسلام بشكل او بآخر ولكنه فقد الهوية و فقدها بقوة ..وهو امر لايمكن نكرانه. من الامور التي اعتقد انه من الواجب ان يتوقف امامها اي قاريء هو هذا العنوان الذي اختاره الكاتب لسيرته الذاتية " الخبز الحافي " الخبز العاري ... الخالي من كل شيء .. الخبز الذي يعيش عليه الفقراء و لا يمتلكون سواه .. الحافي .. العاري .. او المعرّى امامنا لكي نراه كما هو ... 
ان من الجراة بل لعلي يجب ان اقول من الشجاعة ان يقدم كاتب هذا الواقع المر بدون تغليف، واضح للعيان بجمل بسيطة من صنع الشارع نفسه و من خلق البيئة نفسها .. ان يقدم نفسه و مجتمعه و كلما حوله كما هو و بدون اي تزييف او تلوين .. او " تجميل " فنحن لم نعد بحاجة للمساحيق بعد الآن .. 
كل ما اردت قوله هو انني اقف اجلالا لكاتب عرف اين يضع كلماته و عرف كيف يضعها ليصنع زلزالا .. 
اثره انه اصدر ما يمُنع، ما يُخشى ان يقرأ ... 
اصدر باختصار .. قنبلة .. 
و لربما قد آن لنا الآن ان نصنع القنابل لعلنا نفيق من هذا السبات الشتوي الطويل الذي نعيشه بين قضبان الممنوع. 

لربما كلماتي هذه لن تضيف جديد و لربما تكون كلماتي غير كافية في النهاية و لا تعدو كونها" شيء من صنع خيال قاريء". و لكني اعلم ان من يقرا هذه الرواية يصعب عليه ان يكون هو قبل قراءتها ابدا ..__________________
من زمن العشق اتينا .. 
ومن أمنياته سنتوسد الرحيل
AHMEDALI15

أوكسجين الروح القلم والورقة والحرف...كن مفكراً

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2014 بواسطة AHMEDALI15

أوكسجين الروح

AHMEDALI15
يقوم هذا الموقع على شعار الحق في المعلومة ثم الحق في النشر ،ومن أجل تسهيل تنقل المتصفح في الموقع قمنا بتقسيمه إلى أقسام وهذه الأقسام تضم مجموعة من المواضيع المختارة ،الهادفة إلى خلق متصفح متنور لا يستحود على المعلومة فقط لنفسه بل الى مشاركة الجميع وهذا من أجل بناء وعي »

عدد زيارات الموقع

8,395