<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
هذا الـ "أردوغان" من ذلك الـ "ترامب"
شبكة عاجل الإخبارية - إيفين دوبا
22 كانون الثاني 2018
حينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحيي مواليه في مدينة شرناق التركية، صعد أحدهم المنصة ليعانقه فدفعه أردوغان بعنف وكذلك فعل حرسه والمصور الذي كان برفقته، بعدها تغير لون وجه رئيس نظام أنقرة ولم يعد يظهر كما أتى به، وكانت التفسيرات تشير إلى أن أردوغان الذي لا يريد الاختلاط لم يعد واثقا من أي شيء يحيط به حتى الهواء.
الطريقة الوحيدة التي يحاول أردوغان من خلالها حكم تركيا، هي شراء الوجدان من الشارع بسعر بخس، فعليا، الرئيس التركي ليس بخيلا وحسب ولكنه أيضا غير قادر على الدفع أكثر لأنه لا يملك سوى تلك الكلمات الرنانة التي يمكن أن يسوقها في أي خطاب ما زال يخلو من الفحوى السياسية، طالما أن أي برنامج عمل لديه يقتصر على الأحلام والأوهام التي تنأى أكثر فأكثر عن الواقع، لذلك فهو يحاول استثمار هبّات المشاعر الجنونية التي يمكن أن تصيب الشارع التركي، الذي لن تحصد دولته نتائج ملموسة إثر السياسات التي تتبعها سوى الخيبات والمزيد من العزلة عما يجري بين صفوف المتفاوضين.
دونالد ترامب أيضا الذي غدا بلا حكومة تعمل في أميركا، على نفس الشاكلة، صاحب خطابات غير مفهومة ومزايدات بليدة لم تعد تقنع الشارع الذي يستمع إليه، وشيئا فشيئا فإن الصوت يخبو، ويخفت، ويكاد يكون مجرد عويل يستند على روايات ساذجة كما فعل أردوغان لدى حديثه عن جده الذي توفي في معركة ساريقا ميش الخاسرة التي كبدت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى الكثير من الخسائر والهزيمة، ويمكن القول أن هذا المتبجح أي أردوغان، من ذلك المجنون أي ترامب.
في البداية ظهر أردوغان على أنه صاحب مشروع، وكذلك فعل ترامب، الأخير حينما اعتلى سلم السلطة في البيت الأبيض تعامل مع الرئيس التركي كواحد من أحد صبيته، ففرح أردوغان كثيرا ووجد في ذلك طاقة الفرج، بعد مواقف من التكبر السياسي، لكن النكسات التي أصابت تركيا على مستوى المنطقة أجبرت أردوغان على تذكر حجمه، واليوم، هؤلاء الشخصين بلا موقف واضح ولا مشروع، فقط هما رئيسين يكثران من الصراخ على المنابر والتصرف بردات فعل غير محسوبة وجنونية جدا، مع الكثير من المقامرة على الخسارة وتجريب المجرب.
المزيد من الجنون واعتناق «الهبل» يعني ركن تركيا في الزاوية المهملة التي لا عمل لها ولا أهمية، وكذلك جعل أميركا في موقف غاية في الإحراج، مع انعدام الفاعلية، عدا عن المناطحات الداخلية التي بدأت تلوح بشدة في الأفق وتقترب كثيرا من الأرض التي يقف عليها هؤلاء الشخصين، وحينها سنشاهدهما في آخر طوابق المزايدات والزعيق.
ساحة النقاش