<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
هجوم إسرائيليّ ضدّ عبّاس واتهامه بمعاداة السامية والكذب وتحذيرات من حلّ السلطة والتوجّه للأمم المُتحدّة للاعتراف بفلسطين دولةً متساوية الحقوق
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
شنّ الإعلام العبريّ، الذي يُعتبر مرآة آراء ومُعتقدات المُستوى السياسيّ في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، شنّ هجومًا سافرًا على رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، بسبب الخطاب الذي ألقاه أمس وأعلن فيه أنّ الولايات المُتحدّة لن تكون شريكةً أوْ وسيطة فيما يُسّمى بالعملية السلميّة بين إسرائيل والفلسطينيين. واعتبر الإعلام العبريّ أنّ الخطاب هو تكسير لجميع الأواني، وتحطيم لكافة التفاهمات، وعمليًا الإعلان الرسميّ الفلسطينيّ عن انتهاء اتفاق أوسلو، الذي تمّ التوقيع عليه بين الحكومة الإسرائيليّة وبين منظمة التحرير الفلسطينيّة في أيلول (سبتمبر) من العام 1993، والذي بموجبه أقيمت السلطة الفلسطينيّة.
وعلى سبيل الذكر، لا الحصر، كانت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، من أوسع الصحف العبريّة انتشارًا في الدولة العبريّة، قائدة عملية التحريض ونزع الشرعيّة عن عبّاس، حيث اختارت أنْ تنشر على صدر صفحتها الأولى في العنوان الرئيسيّ وبالبنط العريض: خطاب الكراهيّة لعبّاس،وهجومه على الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب،واعتباره الدولة العبريّة مشروعًا كولونياليًا لا علاقة له، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ باليهود. ولم تكتف الصحيفة العبريّة بذلك، بل نشرت باللغة العبريّة أنّ عبّاس توجّه لترامب خلال الخطاب المذكور وقال له: يخرب بيتك، بالإضافة إلى ذلك، وصفت الصحيفة في صفحتها الأولى الخطاب بخطاب أحلام اليقظة والأكاذيب. وبرأي الصحيفة فإنّ عبّاس “الم‘تدل من المُقاطعة” كشف في خطابه عن وجهه الحقيقيّ، زاعمة أنّه يُحاول إعادة كتابة التاريخ بصورةٍ مزيفةٍ ومزورةٍ، مُضيفةً في الوقت عينه أنّه بخطابه الأخير، فتح عبّاس معركةً وجبهةً ضدّ العالم برمّته،على حدّ تعبيرها.المُحلّل بن درور يميني،قال في تعقيبه على الخطاب إنّ التراجيدية الفلسطينيّة تتمثّل في أنّ الشعب الفلسطينيّ انتخب قائدًا مثل عبّاس، لافتًا إلى أنّه، أيْ عبّاس، عاد وكرّرّ نفس الأخطاء ونفس أحلام اليقظة لأسلافه من القيادات الفلسطينيّة، مُتهمًا إيّاه بأنّه يُعادي الساميّة ويكره اليهود، ومدعيًا أيضًا أنّه لا فرق بينه وبين الحاج أمين الحسيني، الذي ساعد النازيين من أجل القضاء العمليّ والفعليّ على اليهود، بحسب تعبيره.
علاوةً على ذلك، اتهمّ المُحلّل الإسرائيليّ عبّاس بأنّه رفض خطّة أولمرت للسلام، مع أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ كان كريمًا في مبادرته،وأنّه أبلغ وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة سابقًا، كوندوليسا رايس برفضه لمقترحات أولمرت لأنّها لم تمنحه حقّ العودة كما أراد. ولكنّه أمس،أضاف يميني، قام عبّاس بتبديل ديباجته وتبنّى ديباجةٍ جديدةٍ تؤكّد على أنّ الرجل يكذب، أكّد المُحلّل يميني. بالإضافة إلى ذلك، اتهمّ المُحلّل الإسرائيليّ عبّاس بأنّه بخطابه الأخير منح هديةً للجزء اليمينيّ من إسرائيل، والذي يؤمن بإقامة دولةٍ يهوديّةٍ واحدةٍ على كامل “أراضي إسرائيل”، وأنّه عمليًا أعلن رسميًا عن أنّه لا يوجد أيّ شيءٍ للتفاوض حوله مع الإسرائيليين. كما أنّه، برأي المُحلّل لا يعترف بحقّ اليهود بتقرير المصير،وبالتالي فإنّه ليس شريكًا في عملية السلام، على حدّ تعبيره. واختتم قائلاً إنّ عبّاس يعيش في أحلام اليقظة، بالكذب والشعارات الزائفة، لأنّه يُريد أنْ يقود الشعب الفلسطينيّ إلى دولةٍ واحدةٍ، وهذا النهج، على حدّ تعبير المُحلّل، يخدم أعداء إسرائيل من حركة المقاطعة إلى حماس وحتى الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
إلى ذلك، رأى الدبلوماسيّ الإسرائيليّ السابق، ألون بنكاس، أنّ عبّاس هو ضعيف ولا يتمتّع بشعبيةٍ في صفوف الشعب الفلسطينيّ، ولكنّ خطابه أمس منحه الكثير من القوّة الشخصيّة والوطنيّة، على حدّ تعبيره. وتابع بنكاس قائلاً إنّه على الرغم من “مُغادرة” عبّاس، فإنّه بقدرة الفلسطينيين الآن إرباك وإحراج إسرائيل، من خطوتين تقُض مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب: الخطوة الأولى، الإعلان رسميًا عن حلّ السلطة الفلسطينيّة، وهي الخطوة التي تؤرق إسرائيل كثيرًا، أمّا الخطوة الثانية الخطيرة، بحسب الدبلوماسيّ الإسرائيليّ السابق، فتتمثل في التنازل عن الاعتراف بفلسطين كدولةٍ، والمُطالبة بالاعتراف بها في الأمم المُتحدّة كدولةٍ متساوية الحقوق، وبالتالي، خلُص بنكاس إلى القول إنّه من المُفضّل لإسرائيل إلّا يذهب عبّاس ويبقى في منصبه.
ساحة النقاش