<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
مُستشرق إسرائيليّ نقلاً عن مصادر فلسطينيّةٍ رفيعة: السنوار أوقف الصواريخ لأنّه يُعّد الحركة للمُواجهة الكبرى مع الاحتلال والمصالح تنتظر الدخول رسميًا إلى مزبلة التاريخ
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
رأى المُستشرق الإسرائيليّ، اعتمادًا على مصادره في المؤسسة الأمنيّة في كيان الاحتلال، آفي إيسخاروف، أنّ حركة حماس تبذل كلّ جهودها لتفادي الحرب رغم التهديد والوعيد بشأن القدس، لافتًا إلى أنّ حماس تعمل بقوّةٍ لتجنب المواجهة لأنّها تعزز قوتها من أجل الحرب القادمة، زاعمًا في الوقت عينه إنّ اتفاق المصالحة بين فتح وحماس ينتظر الدخول رسميًا إلى مزبلة التاريخ.
وشدّدّ المُحلّل في مقالٍ “تحليليٍّ” نشره في موقع (تايمز أوف إزرائيل) على أنّ بعد عدّة أسابيع من تصاعد التوترات بين غزة وإسرائيل، بما في ذلك إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع، ساد الحدود الجنوبيّة الإسرائيليّة الهدوء النسبي الأسبوع الماضي.
وأضاف: يبدو أنّ الانخفاض في عدد الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل ليس من قبيل الصدفة، وإنمّا نتاج الاعتقالات التي بها حماس، وجاءت هذه السياسة، كما نقل المُحلّل عن مصادر فلسطينيّةٍ رفيعةٍ، جاءت من القمّة: أيْ من السنوار وهنية، بحسب تعبيره.
وتابع أنّ السنوار لا يتصرف من دافع حبٍّ كبيرٍ للإسرائيليين. اهتمامه هو الحفاظ على السلام، لأنّه يُريد من حماس أنْ تخوض الحرب فقط عندما تكون مستعدّة عسكريًا، بدلاً من أنْ يتم جرّها إلى المعركة من قبل الجماعات الأصغر في غزة. بالإضافة إلى السنوار، فإنّ أحد أبرز مؤيدي هذه الإستراتيجية هو محمد الضيف، الذي نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيليّة على مر السنين، ويعتبر رئيس أركان المنظمة.
الضيف، تابع إيسخاروف، منهمك في بناء قوة حماس القتالية والاستعداد العسكري، وهو يوافق السنوار عندما يتعلق الأمر بالحاجة إلى منع التصعيد، التي أظهرت مفاجأة مدهشة في خنق أعمال الفصائل الأخرى.
على أيّة حال، أضاف، فإنّ توازن القوى الجديد بين الضيف والقيادة السياسية لحماس الحالية هو أمر مذهل، فعلى الرغم من أنّه اشتبك مع الجناح السياسيّ لحماس في الماضي، اليوم، في عصر السنوار، هو جندي مخلص ومنضبط، ويبدو أنّ الضيف مليء بالإعجاب والاحترام للسنوار، وقد أزال أيّ توترات مستمرة بين الأجنحة السياسية والعسكرية لحماس.
ونقلاً عن المصادر الفلسطينيّة عينها، تابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً: أدّى التأخير الذي استمر أسابيع في تنفيذ اتفاق المصالحة، بسبب الخلافات المستعصية على ما يبدو بين الجانبين، إلى انتقاد داخل حماس بشأن التنازلات التي قدمتها لفتح، وتضمن هذا التنازلات التخلي عن وجودها على المعابر الحدودية مع إسرائيل دون حل مسألة رواتب المسئولين في حماس، والتي طالما حجبتها السلطة الفلسطينية.
وأوضح أنّ السنوار أعلن الأسبوع الماضي أنّ وثيقة صادرة عن حركتي فتح وحماس خلال الجولة الأخيرة من محادثات المصالحة في القاهرة كانت تهدف فقط إلى تأجيل قبول الفشل، لكنّه أضاف أنّه بعد تسليمه للسلطة الفلسطينية، لن تستعيد حماس السيطرة المدنية على غزة. وقال: إنّ هذا قرار استراتيجيّ، وليس هناك عودة منه، وحماس خارج الصورة بشكل ثابت. كما قال السنوار إنّ الصراع المستمر يضر بنا جميعًا كشعب وكحركة تحرر. لذلك يجب أن ننهي الانقسام مهما كان وبأي ثمن.
ولفت المُستشرق الإسرائيليّ إلى أنّ الأمر بدا وكأنّه بيانًا كتابيًا لصالح الوحدة الفلسطينية، ولكن بين السطور، كانت رسالة السنوار إلى السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني واضحة: حماس ليس لديها نية لدفع فواتير غزة مرة أخرى، ولا رواتب المسئولين ولا الاحتياجات الإنسانية للمواطنين.
كما كان حريصًا، أيْ السنوار، على التهديد لما يمكن أنْ يحدث على الأرض في حالة فشل المصالحة، وحذّر في حديثه مع مجموعة الشباب من أنّ حماس يمكن أنْ تعود دائمًا عن الخيار العسكريّ إذا فشلت الجهود السياسية والانتفاضة الشعبية في الدفاع عن القدس.
وقد سارع عزام الأحمد، ممثل فتح في محادثات المصالحة، إلى الرد. في تكرار لتصريحات مسؤولي فتح في الأسابيع الأخيرة، أكّد مجددًا أنّه لا يمكن التوصل إلى اتفاق على وحدة وطنية كاملة تمنع السلطة الفلسطينية من استعادة السيطرة الكاملة على قطاع غزة. وقال الأحمد: إنّ مدى سيطرة حكومة السلطة الفلسطينية على غزة هو صفر، وأنّ حماس لم تلتزم بأي شيء، ولا يزال رجالها المسلحون يتجولون في الشوارع ويفرضون الضرائب على الناس.
وأشار الأحمد إلى أنّه على الرغم من التخلي رسميًا عن تحصيل ضرائب الاستيراد والتعريفات الجمركية عند المعابر الحدودية، إلّا أنّها تلعب مؤخرًا خدعة بسيطة قذرة: فهي تجمع الضرائب والرسوم الجمركية من التجار، بعيدًا عن المعابر الحدودية، في مختلف مدن قطاع غزة.
واختتم المُستشرق الإسرائيليّ قائلاً إنّه بناءً على هذه الخدع المختلفة، يبدو أنّها مسألة وقت فقط قبل أنْ يدخل اتفاق المصالحة الأخير هذا رسميًا إلى مزبلة التاريخ، بحسب تعبيره.
ساحة النقاش