<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
خسروا سورية فأكلوا القدس
شبكة عاجل الإخبارية - إيفين دوبا
11 كانون الأول 2017
ملف جديد صعب يضاف إلى مادة الصراع الشامل في الشرق الأوسط، أي أنه تصعيد بشكل عالي المستوى لزيادة الضغط على الخط الذي تتمحور عليه دمشق وتمثل دائرة مركزية في المواجهة العسكرية والسياسية وغيرها، ولب الحرب على سوريا، هو بيع القدس للكيان العبري ضمن بازار أميركي وإقرار خليجي دون أجر طبعا.
خسر المحور الأميركي الحرب في سوريا بعد نهاية داعش شرقي البلاد، فكان الرد بإعطاء القدس «لإسرائيل» دون أن ينبت عرب واشنطن ببت شفة، الآخرون البعيدون جغرافيا كانوا أكثر شراسة في رفض الخطوة الأميركية، والقضية برمتها هي زيادة الأوزان الثقيلة جدا على كفة ميزان محور المقاومة، أي أن المطلوب هو تحجيم تراكم قدرات هذا المحور ومحاصرة دمشق بالملف الأساسي الذي كانت تقاتل عليه، فلسطين المحتلة، لولا هذه القضية لما نزل الغضب الغربي على سوريا ولما مدت جسور الإرهاب إليها لتحطيمها وجعلها أرضا خاوية من الحركة المقاومة.
الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني جنون في إدارة الصراع، هو نوع من الضرب في الخاصرة، لقد تحاشت الإدارات السابقة مثل هذه الخطوة كثيرا ليس من باب الفضيلة، لكن خشية توتير الأجواء أكثر وجعلها المواجهة أكثر شراسة، لذلك، فإن إدارة ترامب تواجه نوعية قاسية من الهزيمة حتى ردت بهذا الشكل المجنون، وما يفهم من الاعتراف الأميركي إلا أنه حرق كامل لإضبارة قواعد الاشتباك، ما يعني أن الأجواء يمكن أن تحمل في طياتها أي شيء دون استبعاد أي احتمال.
لو أن المحور الأميركي كسب الحرب لقام بهذه الخطوة أيضا، أساسا، هو أشعل المنطقة كي يصل إلى هنا ويرسخ «إسرائيل» كدولة محورية في المنطقة ومشاركة في كل شيء، لا أن تكون دخيلة ككيان محتل كما هو حالها، وطالما أن الحرب على سوريا لم تؤت أكلها إطلاقا، كان الاعتراف الأميركي ولو على أرض رخوة، أنها مجازفة إلى أبعد الحدود من الجانب الأميركي وهذا يعني أن أميركا لم يكن لديها الشيء الكثير لتخسره في الشرق الأوسط، وما فعلته هي ردة فعل القانط.
ساحة النقاش