<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
حجارة جهنم...!!
صحيفة الديار اللبنانية = نبيه البرجي = مقالات خاصة
10 كانون الأول 2017 الساعة 01:24
لماذا يصرّ الأمير محمد بن سلمان على الرقص على حافة الهاوية ؟ لنقل...على حافة المستحيل. نعلم بالتفصيل مدى سخط رجال البلاط على «الديار» وعلى كتّابها. نعلم أيضاً كيف تعلو صيحات الانتقام بلهجة صعاليك العرب إبان الجاهلية.
لسنا، قطعاً، ضد رؤية ولي العهد للتغيير، وان كان التغيير الفولكلوري، من لوثة القرون الوسطى إلى جاذبات القرن.
لا بد أن نكون مع أي بلد عربي يتفاعل مع ديناميات الحداثة،وينتقل من البنية القبلية للدولة إلى المعمارية السوسيولوجية الخلاقة التي هي على تماس مع لغة القرن، وفلسفة القرن. وإذ شهدنا ما حل بسوريا، وبالعراق، من ويلات، نأمل ألا تنتقل «حجارة جهنم»، كما وصفها المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه، إلى شبه الجزيرة العربية.
لا نبالغ في توصيف الحالة حين نقول ان كل الرهانات التي خاضها الأمير الشاب آلت إلى السقوط، كما لو أن يداً، في مكان ما، تعمل على تعرية صاحب السمو ليظل يتأرجح بين الوحول والنيران.
انه مسكون بشخصية جاريد كوشنر على انه الرجل السحري في البيت الأبيض، كما لو أن الجناح الغربي لم يتحول إلى سيرك يضج بالمهرجين. رؤوس تتهاوى, واستراتيجيات يليق بها مصطلح «نهش الكلاب». كل يغني على ليلاه.
الأمير طلب من كوشنر (لقاء أي مبلغ ما دام البعض يصفه بشايلوك البيت الأبيض ؟) إلقاء ريكس تيلرسون من النافذة.
في أحد اللقاءات، تبعاً لما ينقله دبلوماسي خليجي، وصف الأمير تيلرسون حيناً بـ «العميل الإيراني»، وحيناً بـ «السمسار القطري»، ناهيك بـ «رجل حسن نصرالله في واشنطن».
المضحك هنا أن صهر الرئيس، وأقرب مستشاريه، استمهل أسبوعا، كما يشدد المصدر، ليبعث بجثة وزير الخارجية في الحقيبة الدبلوماسية إلى ولي العهد.
الذي حدث أن الجنرالات الأربعة (جيمس ماتيس، هربرت ماكماستر، جون كيلي، جوزف مانفورد) تمسكوا بالوزير ليس فقط لأنه يتقن تدوير الزوايا، بل لأنه يستطيع أن يتعامل بحنكة مع دول العالم لا بالمطرقة، ولا بالصاروخ العابر للقارات.
الأمير محمد تمنى أن يؤتى بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الجنرال مايك بومبيو وزيراً للخارجية. كان رأي الجنرالات أنهم يريدون رجلاً يحترف إخماد الحرائق لا استجرارها إلى العمق الأميركي.
ها أن تيلرسون يحث السعودية، أي يحث ولي العهد، على «إمعان النظر» في التعاطي مع لبنان وقطر واليمن. زملاء سعوديون يشيرون إلى أنه كان لهذا الكلام وقع الزلزال في البلاط.
الأمير كان يعتقد أن واشنطن ستعطي الضوء الأخضر لدباباته للدخول إلى الدوحة وخلع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأن تستقبل السفيرة الأميركية اليزابت ريتشارد بهاء الحريري بباقة من الأزهار، وأن تنفذ قوات المارينز إنزالا على تلال صنعاء لاختراق المدينة وتعليق عبد الملك الحوثي على عود المشنقة.
لم يحصل شيء من هذا. بدا وكأن الإدارة تعمل في اتجاه مضاد كلياً لرغبات صاحب السمو الذي ربما تصور، في وقت من الأوقات، أن البيت الأبيض تحوّل إلى جناح في قصر اليمامة.
كل هذا لا يهز الأمير الذي يراهن على اللعبة الكبرى (وهي أكبر من كل الحكام العرب). اللعبة الكبرى أم الصفقة الكبرى، أي تسوية أميركية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعمليات جراحية جغرافية وديموغرافية. الكوميديا الدبلوماسية التي تتقيأ الدم.
الكثيرون في المملكة يدركون أن سياسة الإثارة الأيديولوجية، والجيوسياسية، ضد إيران قد استنفدت. الأمير وحده (ألا يشاهد ظل بنيامين نتنياهو بالعين المجردة؟) يصرّ على البقاء في الخندق. انه الانتحار يا صاحب السمو..
قبل المحاولة الساذجة للفلفة الفضيحة، هل قرأ ولي العهد ما وراء نشر «وول ستريت جورنال» خبراً، وفي هذا الوقت بالذات، يقول انه اشترى لوحة السيد المسيح لليونارد دافينشي بـ450 مليون دولار، في حين ذكرت «النيويورك تايمز» أن الذي اشترى اللوحة هو الأمير بندر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود.
غير أن أكثر من جهة إعلامية تقول ان بندر لا يمكن أن يشتري لوحة بنصف مليون دولار، بل انه كان وسيطاً لولي العهد في الصفقة التي تظهر إلى أي مدى ابتلي العرب بمثل هذه السلطة التي بعثرت ثروات، وأزمنة، المملكة على أرصفة الدنيا.
غداة إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، اعتبر دونالد ترامب، عرّاب البلاط، أن «حزب الله» يهدد أمن العالم. هذا يكفي ليشرب الأمير نخب المهرج. احذر يا صاحـب السمو...كأس النار أم كأس الدم؟!
ساحة النقاش