<!--
<!--<!--<!--
أميركا اللاتينية تشتعل بمظاهرات مليونية دعماً للقدس
10 كانون الأول 2017
صحيفة الديار اللبنانية = مانشيت
استمرت الانتفاضة الفلسطينية على مدى المدن في الضفة الغربية وفي القدس، وحصلت اشتباكات بين شبان وصبايا فلسطينيات في قلب القدس واصطدموا بجيش الاحتلال حيث هاجمهم عناصر جيش العدو الإسرائيلي، وأطلق الرصاص المطاطي عليهم، كما قام باعتقال العديد منهم، ونقلهم بشاحنات إلى مركز القيادة العسكرية الإسرائيلية في بيت أيل في الضفة الغربية.
وعلى رغم ذلك، استمرت المظاهرات والانتفاضة في قلب القدس وعبثا حاول جنود الاحتلال إزاحة الشبان والصبايا الفلسطينيات من أمام المسجد الأقصى على باب العامود لكنهم بقوا وتعرضوا إلى الضرب بالهراوات وأصيبوا بجروح وأضروا على البقاء للصلاة ليلا في المسجد الأقصى.
كما ان المقدسيين من أهالي القدس احضروا بطانيات للنوم في باحة المسجد الأقصى للقيام بصلاة الفجر في المسجد الأقصى، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي جاء بتعزيزات كبيرة وصلت إلى 600 جندي وضابط من جيش الاحتلال، وقاموا لإزاحتهم بالقوة من باحة المسجد الأقصى، وقاموا أيضا بضربهم بالهراوات ثم أطلقوا الرصاص المطاطي فأصيب به أكثر من 17 شاباً فلسطينياً وصبية فلسطينية ونقلهم الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المستشفيات.
كما ان أكثر من 23 مواطناً من أهالي القدس أصيبوا بجروح في الرأس نتيجة ضربهم بالهراوات، لكن رغم نزيف الدم من الرأس والضربات بالهراوات على أجسادهم أصروا على البقاء في باحة المسجد الأقصى.
ثم دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات إضافية وتم إخلاء باحة المسجد الأقصى بالقوة فيما بقي الفلسطينيون مرابطين على باب العامود قبالة المسجد الأقصى ليقيموا صلاة الفجر داخل المسجد، مع العلم ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي قررت منعهم من ذلك.
واحتجوا أمام المسجد الأقصى وأصدروا نداء إلى دول العالم كافة وبخاصة العربية والإسلامية بالتدخل للسماح للمقدسيين بالصلاة فجرا في المسجد الأقصى. لكن الأنظمة العربية في معظمها لم تفعل شيئا وبقي قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي نافذاً.
المطران عطالله حنا أقام قداساً في كنيسة القيامة
أما المطران عطالله حنا مطران طائفة الروم الأرثوذكس فسار على رأس مظاهرة من 4 آلاف مقدسي مسيحي باتجاه كنيسة القيامة، وأقام القداس في الكنيسة، ولما لم تتسع كنيسة القيامة لـ 4 آلاف مصل مسيحي في داخلها، بقي قسم كبير منهم خارج الكنيسة، فجاء جيش الاحتلال الإسرائيلي وطلب منهم التفرق، فأصروا على الاشتراك في القداس وهم خارج الكنيسة، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بتفريقهم بالقوة واستعمال العنف معهم وإطلاق الرصاص الحي فوق رؤوسهم.
وأكمل المطران عطالله حنا قداسه، ثم انتقل من الكنيسة إلى الشارع القديم المسيحي في قلب القدس المحتلة، وقام بمناولة القربان المقدس إلى المصلين، فيما كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يراقبون الوضع، وعاد المطران عطالله حنا إلى كنيسة القيامة وأكمل قداسه، وما ان انتهى القداس حتى أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسلاك الشائكة التي أقامها سابقا حول كنيسة القيامة، وما زالت مستمرة حتى الآن.
وأرسل المطران عطالله حنا رسالة إلى بطريرك الروم الأرثوذكس في أثينا في اليونان، كذلك أرسل رسالة إلى بطريرك الروم الأرثوذكس في روسيا وعرض وضع المسيحيين في القدس وقمع جيش الاحتلال لهم، ومنعهم من الاشتراك في القداس وهم خارج الكنيسة، لان الكنيسة لم تتسع لأعدادهم، وأجرى بطريرك الروم الأرثوذكس في روسيا اتصالا بالرئيس الروسي بوتين عارضا عليه الوضع وطالبا منه التدخل لدى إسرائيل لوقف قمع المسيحيين في القدس.
مظاهرات في أوروبا
أما في العالم فقد جرت مظاهرات في جنيف وبرلين والساحل الفرنسي وإحياء باريسية حيث تقطن الجالية من المغرب العربي، كذلك جرت مظاهرات في لندن وبروكسل وهولندا والنرويج واسوج والسويد وسلوفاكيا وكوسوفو ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب الذي اعتبر القدس عاصمة إسرائيل.
كذلك حصلت مظاهرات أمام البيت الأبيض اشترك فيها أعداد كبيرة من الجالية العربية والإسلامية أمام البيت الأبيض، كما اشترك معهم أعضاء من منظمة حقوق الإنسان في العالم، وأطلقوا الشعارات المعادية للرئيس الأميركي ترامب وضد قراره في شأن القدس. كذلك جرت مظاهرة في بوسطن إحدى أهم مدن الولايات المتحدة، وأيضاً في ديترويت ونيويورك وفي ولاية كاليفورنيا، وكذلك في نيفادا وفي أوهايو وكل هذه المظاهرات جرت ضمن أراضي الولايات المتحدة، وهي تحتج على قرار الرئيس الأميركي ترامب، في شأن تقديم القدس هدية الى إسرائيل كعاصمة لها.
المظاهرات المليونية في أميركا اللاتينية
وفي أميركا اللاتينية حيث الأكثرية الساحقة بنسبة 90 في المائة هم من الكاثوليك، وحيث ان الولايات المتحدة لها نفوذ كبير في هذه الدول، ورغم ذلك، حصلت اكبر مفاجأة في تاريخ أميركا اللاتينية ضد الولايات المتحدة. ففي البرازيل سارت مظاهرة في الـ ريو دي جنيرو اشترك فيها حوالي 3 ملايين متظاهر وهتفوا جميعا ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن القدس، وحملوا لافتات كتب عليها «القدس ليست لإسرائيل».
أما في المكسيك، فسارت مظاهرة مليونية قدرتها وكالات الأنباء بمليوني متظاهر، وفي فنزويلا أيضا حصلت مظاهرة مليونية، وفي بوليفيا سارت اكبر مظاهرة مسيحية في تاريخه بوليفيا زاد عددهم عن مليوني ونصف مليون متظاهر ضد الإدارة الأميركية وضد الرئيس الأميركي ترامب وقراره في شأن القدس وفي الاوروغواي وفي باراغواي. أما المظاهرة الضخمة الكبيرة أيضا فجرت في الأرجنتين، وكانت مليونية ضمت مليونين و3 ملايين متظاهر، واشتعلت أميركا اللاتينية بأكبر مظاهرات مليونية ضد الإدارة الأميركية وضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن القدس وتقديم مدينة القدس المقدسة عاصمة لإسرائيل.
ونقلت محطات التلفزيون الأميركية المظاهرات من أميركا اللاتينية، وكانت التعليقات عليها ان هذه المظاهرات مدهشة وان الرأي العام الكاثوليكي في أميركا اللاتينية تحول بقوة ضد الولايات المتحدة، مع ان العلاقات الفلسطينية مع اميركا اللاتينية أو العربية ليست قوية. لكن الكنائس الكاثوليكية وشعوب أميركا اللاتينية انتفضت وقامت بهذه المظاهرات المليونية. وحاول البعض التعرّض لمعابد يهودية، الا ان المتظاهرين أولئك منعوا التعرض لمعابد يهودية واستمروا في المظاهرات، ثم أقاموا صلوات في ساحات وشوارع عواصم أميركا اللاتينية من اجل القدس كي لا تكون عاصمة لإسرائيل، كما قرر الرئيس الأميركي ترامب رئيس الولايات المتحدة.
مظاهرات في الدول الإسلامية
وفي اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وباكستان وبنغلادش استمرت المظاهرات الإسلامية ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب. وقد بدا واضحا ان الولايات المتحدة أصبحت شعبيا في عزلة كبيرة بسبب قرار الرئيس الأميركي ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وسبق ان ذكرنا أمس أن 138 دولة في العالم أرسلت رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ترفض قرار الرئيس الأميركي ترامب. ومن أهم هذه الدول : فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، كندا، استراليا، بلجيكا، وهي دول حليفة عادة للولايات المتحدة. لكنها أخذت موقفا قويا جدا ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن القدس أكثر مما اتخذته أنظمة عربية ضد قرار الرئيس ترامب.
وزير خارجية فلسطين يرتكب خطأ كبيراً والسعودية ما زالت تمنع التظاهر
في هذا الوقت، قام وزير خارجية فلسطين رياض المالكي بالإعلان عن ضرورة السير في تسوية السلام ما بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل، معتبرا ان عملية السلام لم تمت رغم قرار الرئيس الأميركي ترامب، وانه لا بد من الاستمرار في محادثات السلام للتسوية في المنطقة.
واظهر وزير الخارجية الفلسطيني عن غباء كبير وعن جهل وعن عدم شعوره مع الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية التي انتفضت ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب، وبخاصة ان الشعب الفلسطيني بكامله والشعوب العربية بكامل شوارعها دعت إلى إسقاط اتفاق أوسلو مهما كلف الأمر، وعدم استقبال أي رئيس أو مسئول أميركي من قبل السلطة الفلسطينية إلى ان يتراجع الرئيس الأميركي ترامب عن قراره. وان الشعب الفلسطيني وعبر إعلان الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، اعتبر ان الولايات المتحدة لم تعد وسيطا بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد قرار الرئيس ترامب في شأن القدس، بل أصبحت الولايات المتحدة طرفا منحازا إلى إسرائيل. ولذلك توقفت عملية السلام التي تدعو إليها الولايات المتحدة لان هذه الأخيرة تنحاز إلى إسرائيل كليا وتضرب السلطة الفلسطينية وتضرب كامل القرارات الدولية وعددها 13 في شأن القدس المحتلة، وأكثر من 36 قرارا دوليا صادراً عن مجلس الأمن وبموافقة الولايات المتحدة بشأن فلسطين بعد حرب 1967 أي منذ 50 سنة وحتى الآن.
على صعيد آخر، وفي المملكة العربية السعودية، ما زال قرار الملك سلمان ملك السعودية وقرار الجيش السعودي والشرطة ووزارة الداخلية والدفاع بمنع حصول أي مظاهرة أو تجمع في الشوارع ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب مستمراً، والسعودية هي البلد العربي الوحيد الذي منع التظاهر، وقد طلبت السلطات السعودية استعمال وسائل الاتصال الاجتماعي الالكتروني ليعبّر السعوديون عن غضبهم ورأيهم، لكنها منعت التظاهر كليا في الرياض وجدة والخبَر والمدينة المنوّرة وبخاصة في مكة المكرّمة، حيث حاول الحجاج - يفوق عددهم 300 ألف حاج - الذين يقومون بزيارة مكة المكرمة بمحاولة التظاهر والهتاف ضد الرئيس الأميركي ترامب، ولكن بسرعة بالغة تدخلت الشرطة السعودية ومنعتهم من إكمال مظاهرتهم وأوقفت الصلاة حول الكعبة المكرّمة، وقامت بتفريق الحجاج. وبعد 4 ساعات، تم السماح لهم بعد خضوعهم لعدم التظاهر كليا ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب، باعتبار مدينة القدس أولى القبلتين لدى المسلمين بأنها عاصمة إسرائيل من قبل قرار الولايات المتحدة برئاسة الرئيس الأميركي ترامب.
... في لبنان
وفي لبنان، يستعد حزب الله، وربما حزب تيار المستقبل، بمظاهرات إسلامية كبيرة ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن القدس. ومن المنتظر ان يحصل ذلك في الأسبوع القادم، ابتداء من يوم الاثنين، حيث يقيم حزب الله مظاهرة كبرى في الضاحية الجنوبية تكون مليونية عند الساعة الثالثة بعد الظهر.
أما تيار المستقبل، فتردد انه سيدعو إلى مظاهرة كبرى في بيروت يأتي إليها المسلمون من صيدا ومن البقاع الأوسط وبعلبك، حيث يوجد مسلمون سنّة كثيرون، كذلك من طرابلس وعكار والضنية والمنية وأيضا من بيروت، للقيام بتجمع في ساحة الشهداء في بيروت وإلقاء خطبة من قبل ربما الرئيس سعد الحريري أو من يمثله، وكذلك مفتي الجمهورية اللبنانية للطائفة السنيّة المفتي دريان.
ساحة النقاش