<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
من إدلب.. النصرة تنقذ حكم "بن موزة"
شبكة عاجل الإخبارية ـ محمود عبد اللطيف
23 تموز 2017
اشتعلت إدلب وريفها، وتحولت المدينة إلى سيطرة "هيئة تحرير الشام" التي يشكل تنظيم جبهة النصرة عامودها الفقري بعد معارك مع "أحرار الشام"، وذلك قبل أن تتحرك ميليشيات "درع الفرات" بأوامر تركية مباشرة لإغاثة "حركة أحرار الشام" في المدينة وريفها، إلا أن السبب المعلن من طرفي الصراع في الساحة الإدلبية، والذي جاء في بيانات متواترة من الطرفين يتهم فيها كل منهما الآخر بـ "الغلو"، لم يكن إلا الحجة الشرعية للاقتتال، في حين أن السبب الأساسي للصراع الدامي بين قطبي الحركة التفكيرية في الشمال الغربي لسورية، يمكن في هوية المسيطر على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
الأحرار المسيطرين على المعبر قبل بدء الجولة الحالية من الاقتتال الميليشياوي في إدلب، كانوا ينعمون بأرقام ضخمة من الأموال نتيجة للحركة التجارية بين محافظة إدلب والأراضي التركية، حركة لم تغب عنها حمولات المواد المهربة من مقدرات الدولة السورية، كمعدات محطة زيزيون الحرارية، وغيرها من النفط الذي كانت النصرة والأحرار تتعاملن بتجارته مع تنظيم داعش حينما كان موجودا في مثلث أرياف "الرقة - حلب - حماة"، كما إن تهريب المحاصيل الزراعية والآثار كانت موارد هامة للتمويل الذاتي لـ "الحركة"، ويبدو أن النصرة لم تكن تنال الرقم الذي يرضي غرورها كأقوى تنظيم في مناطق إدلب، إلا أنها كانت صامتة لأسباب قد تتعلق بالعلاقات السعودية - القطرية التي لم يكن من المناسب أن يزيد من توترها صراع بين "الحركة" المرتبطة بالسعودية، والنصرة المرتبطة بقطر.
في المرحلة الأخيرة كانت "أحرار الشام" قد عملت على نقل عدد كبير من المقاتلين المجندين حديثا (وبعضهم جند إجباريا بعد اعتقاله من مخيمات شمال إدلب)، نحو الأراضي التركية، كما سرى حديث عن نية تركيا إخراج جبهة النصرة من الساحة الإدلبية، لتحويل المسلحين في إدلب بقدرة التوافقات الدولية من ميليشيات تكفيرية إلى "فصائل ثورية"، وعلى هذا الأساس دأبت "الأحرار" منذ حوالي الشهر على إظهار علم "الانتداب الفرنسي" إلى جانب رايتها الإسلامية المظهر، ومع تواتر الأنباء عن حشد ميليشيات "درع الفرات" في مناطق تركية تقابل أراضي محافظة إدلب، تحركت النصرة، ويبدو أن وصول الصراع "القطري - السعودي" إلى الذروة، شجع الدوحة على تحريك النصرة بشكل أكثر فاعلية ضد "الحركة" ومن معها من ميليشيات، وربما هذا التحرك يأتي في استباق لأي تحرك من "أحرار الشام" مدعومة بـ "درع الفرات" أو حتى الجيش التركي في مناطق شمال إدلب.
اللافت في هذا الصراع، هو تداخل الخيوط الإقليمية، فـ "الحركة" مدعومة سعودياً وتركيا، في حين أن النصرة مدعومة من قطر بشكل مباشر، وهذا يعني أن ثمة توافق "سعودي - تركي" في دعم "الحركة" لتسيطر على إدلب، إلا أن هذا الاحتمال يوقفه التنافس السعودي - التركي في أكثر من ملف، كما يعكر صفو أي توافق بين الرياض وأنقرة طبيعة العلاقة لكل منهما بقطر، فليس من المعقول أن تقف تركيا ضد قطر في ملف التصفيات الميليشياوية في إدلب، وهذا يجعل التنافس الدولي في ملف إدلب تحديداً خارج الحسابات الضيقة، وهنا تبرز المصلحة الأمريكية من هذا الصراع، فلواشنطن الرغبة الكبيرة في خلق ميليشيا يمكن تبني حمايتها أمام المجتمع الدولي دون أن تكون مرتبطة بالقاعدة، ولم تفلح كل محاولات تبديل النصرة لأسمها في ذلك، لذا استوجب الأمر أن يتم تحريك القوى الإقليمية لدعم الميليشيات ضد "النصرة"، وﻷن قطر لم تعد تمتلك الكثير من الأوراق في الملف السوري، ولم تعد تقدر على المناورة أكثر في ملف علاقتها مع النصرة على خلفية اتهامها من مقاطعيها بدعم الإرهاب، فقد اختارت ألا تمانع الهجوم على "النصرة" مع الحفاظ على دعمها لتنظيم أبي محمد الجولاني، فإن خرجت النصرة منتصرة تكون قطر هي الطرف الأقرب للتحكم بملف شمال غرب سورية، وبالتالي ستجهد واشنطن على تخفيف الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي على الدوحة، وإن فشلت في ذلك، فهي لن تخسر أكثر مما خسرت.
ويبدو أن النصرة ستتمكن من إنقاذ الدوحة من خلال السيطرة على معبر باب الهوى، والسيطرة على إدلب المدينة بعد طرد الأحرار منها اليوم، الأمر الذي سيجعل التنسيق عبر الدوحة أمراً ضروريا لتمرير أي قافلة أسلحة ﻷي ميليشيا في الداخل السوري بما في ذلك الميليشيات المدعومة من واشنطن في المنطقة كـ "جيش إدلب الحر"، وعلى ذلك، سيكون من الطبيعي أن يكون الخطاب المضاد لـ "قطر" من قبل المقاطعين خلال المرحلة القادمة أقل عدائية، وقد يذهب نحو التهدئة الكاملة بطلب من واشنطن، وبذلك يمكن القول أن النصرة أنقذت حكم تميم بن حمد.
ساحة النقاش