http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

معركة خط الإمداد الإستراتيجي من موسكو إلى بيروت..

الأربعاء 31 أيار2017

عمر معربوني* - بيروت برس - (*) ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.

وإن كنّا بصدد الحديث عن خط إمداد يرتبط بالصراع القائم في المنطقة وهو ما سنقاربه بشكل مفصّل، إلّا أنّ استعراض الأمر في أبعاده الشاملة سيكون ضروريًا لجهة التعريف بأحد تفاصيل مشروع "أوراسيا"، وهو خط النقل المتعدد الأوجه والذي يسمّى ممرّ "الشمال – الجنوب".
يعود هذا المشروع إلى خارطة قديمة وضعت في العام 2000 لإنجازه من قبل إيران والهند وروسيا، إلا أن العقوبات المفروضة على كل من طهران وموسكو حالت دون إتمام بناء الممر (الشمال – الجنوب) الذي يتكون من خطوط بحرية وبرية وسكك حديدية.

في الشهر الثامن من سنة 2016، التقى رؤساء روسيا وإيران وأذربيجان في العاصمة الأذربيجانية باكو خلال قمة طغى عليها البحث في القضايا ذات الطابع الاقتصادي، وخصوصًا البحث بشأن ممرّ مائي دولي يصل طوله إلى 7200 كيلومتر، ليربط شمال أوروبا بالهند، والخليج العربي عبر إيران، وروسيا وأذربيجان، ليصبح أحد أرخص الطرق من قارة آسيا إلى أوروبا، ما سيُمكن الدول الأوروبية وروسيا من الاتصال عبر الخليج العربي وخليج عمان بطريقة اقتصادية للغاية، علمًا أنّ جزءًا من هذا الممر سيمر على طول الساحل الغربي لبحر قزوين، من روسيا إلى إيران، عبر الأراضي الأذربيجانية.

وقد خضعت هذه الفكرة للاختبار الأولي عبر نقل بضائع من الهند إلى العاصمة الأذربيجانية باكو وأستارا خان عبر ميناء بندر عباس عام 2014، حيث أشارت نتائج هذه التجربة إلى أن تكاليف النقل تقلصت بمقدار 2500 دولار لكل 15 طنًا، إضافة إلى أنه استغرق 14 يومًا فقط، في مقابل 40 يومًا عبر طريق قناة السويس.

وعليه، فإنّ الدول الثلاث وفي مقدمتها إيران ترى أن المشروع يكتسب بعدًا استراتيجيًا لجهة التحكم في حلقات الربط بين شرق آسيا والمحيط الهندي والخليج من جهة والدول في شمال شرق ووسط أوروبا.

بالنسبة لروسيا، سيعزز المشروع نفوذها على دول الجوار القريب والبعيد كما انه سيتيح لها عبورًا آمنًا وسريعًا إلى المحيطين الهادئ والأطلسي عبر المياه الدافئة (البحر الأبيض المتوسط)، وهو حلم روسي قديم يبدو انه في طريقه إلى التحقق.

طبعًا هناك الكثير من التفاصيل المرتبطة بالمشروع والعديد من المسارات البرية (طرقات وسكك حديدية) والبحرية، ولكني سأكتفي بهذا الحد للانتقال إلى الجانب المرابط بالصراع في شقّه العسكري وما يمثله خط الإمداد العسكري والاقتصادي من مخاطر على الكيان الصهيوني وفوائد لمحور المقاومة.

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، بدأت الأخيرة بالاهتمام بالمقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وقدّمت عبر سوريا التي رعت بشكل مباشر الحالة المقاومة الكثير من الدعم المختلف الأوجه اقتصاديًا وعسكريًا، وعلى مدى 37 عامًا حصلت الكثير من المتغيرات في حيثيات الصراع وتموضع قوى الصراع، فمقابل تحييد العراق عبر توريطه بحرب طويلة مع إيران وما سبقه من تحييد لمصر عبر اتفاقية كامب ديفيد وما تلاه من تحييد للأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية، بدأت مفاعيل المقاومة بالتصاعد وصولًا إلى إخراج الجيش الصهيوني من لبنان وفيما بعد من غزّة وهو ما كان يمكن أن يتم لولا الدعم اللامحدود من إيران وسوريا للمقاومتين اللبنانية والفلسيطينة.

الآن ورغم حدّة الصراع، هي نفسها إيران وكذلك سوريا مضافًا لهما العراق وروسيا التي يتعاظم دورها بشكل متسارع، على وشك إحباط مشروع النهب الدولي الذي تتزعمه أميركا حيث نعيش هذه الأيام مقدمات المنازلة الكبرى التي ستحسم نتيجتها هوية المنطقة ومستقبلها. فبعد إن عجزت أميركا عن تحقيق مشروعها التفتيتي للمنطقة من خلال السيطرة على قلب سوريا وثقلها الإستراتيجي، وحيث تشهد الجماعات الإرهابية حالة عجز كبيرة، تتحرك أميركا بآليات جديدة عبر محاولتها السيطرة على خط الحدود السورية العراقية لأسباب ترتبط بالبعد الإستراتيجي للصراع ومحاولة حماية ربيبتها "إسرائيل" من مخاطر حدوث عملية الربط الإستراتيجية للطريق من موسكو إلى بيروت.

المشروع الأميركي لم يتغير لجهة الأهداف، فهو ما زال ثابتًا حيث تحاول أميركا تقديم نموذجي تقسيم أحدهما إثني – قومي عبر إقامة كانتون كردي انفصالي في الشمال الشرقي لسوريا ترغب أميركا أن يتوحد مع إقليم كردستان العراق لتشكيل ما يسمى بكردستان العظمى، بحيث يتم تشكيل عائق جغرافي متقدم يلاصق إيران ويعزلها عن سوريا، إضافة إلى تشكيل كانتون مذهبي (سنّي بأقلية درزية) في الجنوب يشكّل فاصلًا بين سوريا وفلسطين المحتلة بالإضافة طبعا إلى السيطرة على خط الحدود بين العراق وسوريا وسوريا والأردن، وهو ما تتمحور المعركة حوله الآن حيث شهدنا تحولات جذرية في عمليات الجيش السوري من خلال التقدم في خطوط وممرات البادية السورية، حيث سنكون قريبًا أمام تشكل خط جبهة يمكن اعتباره قاعدة ارتكاز هامة بعمق كبير وواسع ونظيف للتقدم باتجاهات مختلفة، حيث بات الجيش السوري بعد انجازاته في ريف حلب الشرقي الجنوبي وإغلاقه لجيب كبير بين جنوب تدمر والقلمون الشرقي إضافة إلى عمليات ريف حماه الشرقي قادرًا على تنفيذ مناورات واسعة وكبيرة وتحقيق مفاجآت عملانية لم يعد بإمكان تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى منعها.

في الجانب العراقي، وصلت وحدات الحشد الشعبي إلى قرية أبو جريص عند خط الحدود الشمالي الشرقي مع سوريا، لكنها حتى اللحظة تعتبر سيطرة نقطية يجب تدعيمها وتحويلها إلى قاعدة انطلاق للسير باتجاه الجنوب على خط الحدود ومعالجة جيوب داعش في البعاج ومحيطها قبل البدء بالانطلاق، إضافة إلى ضرورة إطلاق اتجاه هجوم على "داعش" في الأنبار يشتت جهده ويمنع أي عمليات التفاف أو مشاغلة محتملة.

في المقابل، تسعى أميركا وستسعى إلى عرقلة وصول الجيش السوري والحشد الشعبي للالتقاء والسيطرة على الحدود المشتركة من خلال رسم خطوط حمراء سياسية وعبر تنفيذ عمليات استهداف محدودة، لا اعتقد أن أميركا يمكن أن تتمادى فيها أكثر لما يشكله الأمر من احتمالية الصدام مع روسيا التي حسمت أمرها بما يتعلق بالمنازلة الكبرى وتعمل مع محور المقاومة على تجهيز لوازم المواجهة التي تمثل بالنسبة لروسيا مقدمة لإرساء نفوذها في مجال حيوي كبير، بحيث يكون محور المقاومة مستفيدًا أولًا من أحداث خط الربط وفتحه أمام الإمدادات الإستراتيجية المختلفة التي ستغير موازين القوى، حيث يمكن نقل عشرات آلاف الأطنان عبر طريق البر من طهران إلى بيروت خلال 24 ساعة فقط في حين يستلزم الأمر الآن شهورًا عبر الطريق البحري والجوي، وهو ما لن يكون في مصلحة أميركا وربيبتها "إسرائيل".

المصدر: عمر معربوني* - بيروت برس - (*) ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 21 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2017 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,536