<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
أنظمة في الشرق الأوسط.. كل يوم بلون
شبكة عاجل الإخبارية ـ إيفين دوبا
19 نيسان ,2017
مؤكد حجم الخسارة التي تعرضت لها سورية بسبب الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، الدمار وخراب البنى التحتية والنعرات التي تعرض لها الاقتصاد، وكل ذلك كان بهدف تفكيك الدولة السورية التي ما زالت ومع دخول السنة السابعة من الحرب على سورية، بموقف واحد يسير على خط مستقيم، إذ، لم يسجل على الدولة السورية لمرة واحدة فقط اتخاذ موقف ومن ثم إتباعه بآخر مناهض بعد فترة أيام.
مفاعيل الحرب على سورية، سياسياً، ارتدّت على دول أخرى جوهرياً، يمكننا أن نسأل وبجرأة عن فحوى تلك المواقف المتناقضة التي تتخذها دول إقليمية كل فترة، تركيا، الأردن، ومصر، حتى أن دول مجلس التعاون الخليجي ليست بمنأى عن هذا الصدع السياسي في أنظمتها، لكنها تستفيد من كونها أنظمة مغلقة وتمسك بتلابيب الصحافة لديها إلى حد، من عدم تفشي أخبار الصدوع التي تعانيها في قلب بينة أنظمتها السياسية، إذ ليس من المسموح لأي وسيلة إعلامية في الخليج الانتقاد أو تفنيد السياسة في دول مجلس التعاون.
اشتهرت تركيا بالموقف «الجنبلاطي»، الأردن تبعها في هذا الأمر، حتى مصر سجلت نفسها في هذا المضمار ولو قليلاً، تارة تتخذ مواقف تريد العمل على إيقاف الحرب على سورية، ومرات أخرى تعود للتشدد في طريقة لا يمكن فهمها إلّا على أنها تصدع في النظام السياسي لتلك الدول، حيث تتقادم الأجنحة الحاكمة في نظام ما من تلك، لاتخاذ المواقف وتسيير القرارات وفقها، وحينما ينقلب الأمر فتلك إشارة مبرمة على أن انعدام الاستقرار مسيطر في تلك الأنظمة لأنه يعني تقدم جناح على حساب آخر ضمن النظام نفسه.
النظام التركي يترأس القائمة، تؤكد الأحداث أن المؤسسة العسكرية والأمنية الداخلية أنها تمثل جناحاً حاكماً ضمن نظام رجب طيب أردوغان، أما الاستخبارات فهي تمثل الجناح المناهض تحت لواء الرئيس التركي، فيما يتوزع الاقتصاد إلى صالح ولاءات محلية، وأخرى أوروبية، ما يشكل التهديد الأكبر للداخل التركي على مستوى التربع فوق فوهة بركان، وحتى الآن لم يستطع الرئيس التركي السيطرة على كل هذه الأجنحة لذلك فإنه يجري تغييرات صميمية حسب ما تقتضيه ضرورة بقاء نظامه، وليس بحسب المصلحة المحلية لتركيا، لذلك جاءت المواقف الأخيرة لأنقرة متململة وغير واضحة المعالم، تارة تريد مغادرة الصراع بشكل مباشر، فلا تلبث حتى تعاود الانخراط فيه من ألفه إلى يائه.
يمكن لمتابعي الصحافة التركية التأكد، من الحديث عن حرب أهلية مقبلة على تركيا احتمال يزيد ترجيحه مع تسارع الوقت، البنية الداخلية إذاً مهددة بشكل خطير، وهذا منبعه انعدام استقرار النظام التركي، كما أن عدم حدوث، انشقاقات داخله، ليس بالأمر الجيد، لأنه يعني أن الجميع متربص إلى ساعة الصفر ضمن هذه البوتقة من المواقف المتململة.
في الأردن نفس الأمر، لكن هذا البلد لا يمثل ذلك البعد التأثير كما تركيا، فتيار الأخوان المسلمين ما زال يواجه مقاومة عالية من التيار العروبي المنتشر بوفرة في المملكة الأردنية مهما جرى التعتيم عليه من جانب الأجهزة الاستخباراتية التابعة للملك مباشرة، فيما تحاول الأجهزة الاستخباراتية الأخرى إيجاد متنفس للتيار المناهض للإخوان في عمان، وهذا هو جملة الصراع وانعدام الاستقرار ضمن النظام الأردني الحاكم، كما أن تياراً ليبرالياً يحاول شق طريقه في الأردن ولا يمكن ببساطة إهماله، رغم التعتيم والطمر الذي يتعرض له بغض نظر يقوم به الغرب، عادة لا يكون موقف هذا الأخير كذلك، ولذلك فإننا سنرى الكثير من التباينات في الموقف الأردني، طالما أن الملك لا يسيطر على كافة مفاصل النظام، والأهم، أنه لا يسيطر على الجبهة الداخلية التي بدأت تتململ من الواقع المعيشي المرير دون مبرر مقنع.
نفس الأمر في الأردن ينطبق على مصر، لكن مع توسيع زاوية الرؤية بسبب السعة في شريحة المجتمع المصري، وكون النظام المصري أضخم من قرينه في الأردن، وضمن النظام المصري تتناطح بشدة التيارات الوطنية والعروبية، مع تيار الإخوان المسلمين الذي يعتمد على العلاقة بأميركا للبقاء ضمن إطار النظام السياسي ولو بالخفاء إلى حين معاودة الظهور.
يستقوي الإخوان المسلمون في مصر بوضوح في أميركا، ولأجل ذلك فإن علاقتهم بتل أبيب عليها أن تكون هادئة وبعيدة عن الضجيج لاكتساب الشارع المصري قدر الإمكان، لكن التاريخ الأسود لهذا التيار يجعله في أكثر الأحيان في موقف حرج، بينما التيارات الوطنية والعروبية والليبرالية تحاول التقدم كل مرة، ما يخرج عنها تلك المواقف المعتادة من جانب مصر. لكن، في مصر الخضم أوسع، فحتى التيارات الليبرالية منقسمة فيما بينها ما يقوي شوكة الإخوان، البعض من تلك التيارات يلتقي كثيراً مع الرؤية الأميركية حول الصراع في الشرق الأوسط ما يجعلها تقف بمحاذاة جماعة الإخوان المسلمين في مصر وربما في بعض الأحيان كتفا بكتف.
أما في دول الخليج، فهناك شأن آخر، ليس صراعاً متبلوراً بين التيارات الوطنية والليبرالية والإسلامية، إنه صراع الأسر الحاكمة الذي يصل إلى حد التناحر، الذي يظهر ليس كتبدل في المواقف، بل تفاوت بين الصمت والكلام.
ساحة النقاش