<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
واشنطن.. ألتلك الدرجة هي حمقاء؟!
شبكة عاجل الإخبارية ـ إيفين دوبا
18 نيسان ,2017
ثمة من بات ينظر إلى دونالد ترمب حول العالم، على أنه ليس إلا رونالد ريغان جديداً، إنه حقاً كذلك، فيما الغالبية تنظر إليه على أنه متعجرف ثري لا يفقه في شؤون السياسة إلا ما كان يسمعه من خلال شبكات التلفزة الإخبارية، وهذا الشيء حقيقي أيضاً.
دونالد ترمب ليس إلا صورة أو قناع، لبسته أميركا في وقت صعب وضيق للغاية، كذلك الأمر حصل حينما وصل رونالد ريغان إلى أكثر المناصب الرسمية مخملية وحساسية في الولايات المتحدة الأميركية، هناك من جعل من هيلاري كلينتون كبش فداء رخيصاً للغاية، ودفع بعجلة ترمب للأمام وبشكل فجائي، ليمرر مشروعات لا تريد أميركا أن تتحمل مسؤوليتها بشكل كامل بما يعني ذلك من تداعيات وتبعيات، ومن دفع بعجلة ترمب ليس شخصاً ولا جهة ولا دولة،إنها الحكومة الخفية التي تفوح رائحتها عند كل حدث جلل يتعرض له العالم وتكون أميركا اللاعب الرئيس فيه.
في هذا الوقت، أكثر ما تخشاه أميركا هو انبعاث القوة الروسية على مستوى العالم، كذلك القوة الصينية اقتصادياً شيء لا يستهان به، إلى جانب القوة الإقليمية كإيران، التي أصبحت تمثل هاجساً متضخماً بالنسبة للإدارة الأميركية ولا يمكن الحؤول دون تقدمه في الشرق الأوسط، في المقابل فإن التحالف الأميركي بات بحاجة لقطع غيار وصيانة غير اعتيادية بعد مشروع «الربيع العربي» أو الخطوة الأولى لتنفيذ الشرق الأوسط الجديد، لقد قدمت واشنطن بعض الأنظمة الحليفة لها على نطاق وثيق، كنذر وأضحيات مقابل البدء بتنفيذ مشروعها هذا، وعدم الاكتفاء بالحلم فيه فقط.
لذلك تحتاج أميركا إلى رئيس أحمق في هذه المرحلة، لا أحد سوى ترمب يستطيع صناعة هذا الدور وبحرفية حتى وإن لم يكن منتبهاً، إذ يمكن لهذه الدمية أن تقاد إلى المكان المطلوب وهي تشعر بالكبرياء، ومن خلال ذلك يمكن التحكم بالرأي العام العالمي وفقاً لما هو منسق وإضاعته تماماً، لقد أوهم ترمب العالم، تارة أشعره بأنه ضرب موعداً مع الحرب على الإرهاب، ليفاجئه فيما بعد بدعم لم يكن أكثر المتفائلين في المجاميع المتطرفة ينتظره، العدوان على سورية، بعد ذلك أشاح بوجهه إلى القارة الكورية، أساساً لم يحقق شيئاً في سورية سوى إعطاء دفعة معنوية للميليشيات المتطرفة، فيما دفع ثمناً معنوياً باهظاً بتشويه سمعة السلاح الأميركي إلى أبعد حد.
واشنطن لا يمكنها تدمير كوريا الشمالية فثمة توازن استراتيجي ظاهر جداً، كما أن بيونغ يانغ التي تتصرف ضمن حدود اللياقة السياسية، تقول بشكل واضح إنها مستعدة وتمسك بالعديد من مفاعيل القوة، كما أنها لا تستجدي هدوء واشنطن، هذا يعني أن الولايات المتحدة لن تخرج منتصرة من أية مواجهة مع بيونغ يانغ.
في ملف القارة الكورية ووجه «الديكتاتور» الأميركي الدمية، يليق به هذا الوصف تمام، ووجه بعناد كبير، حتى وصلت الإدارة الأميركية إلى يقين أن الوقت ما زال غير مناسب لمواجهة كوريا الشمالية، ومع ذلك فإن الوقت يدهمها، هذه الحيرة لا يمكن أن تجعلنا متوجسين خيراً، ربما تجنح الإدارة الأميركية إلى الحماقة طالما أن صورتها قائمة في البيت الأبيض وجاهزة لإعطائها جميع متطلباتها، دونالد ترمب وليس أحد غيره، وربما لم تعد ترى الإدارة الأميركية سوى الحماقة كمفرٍ لها، فصاحب الحاجة أرعن، وكل الاحتمالات ما زالت قائمة.
ساحة النقاش