<!--
<!--<!--<!--
شوكوزال عصمنلية لواشنطن الترمبية
شبكة عاجل الإخبارية ـ علي مخلوف
18 نيسان ,2017
في قاعة الحريم يرن الهاتف على الخط الساخن مدوياً، يتوقف صوت النرجيلة لتمسك يد السلطان أردوغان بالهاتف، لكنة تكساسية ممزوجة بزهو أثرياء وول ستريت تقول كيف حالك أيها الرئيس.. هنيئاً لك ما وعدناك به، إنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب. يستمع أردوغان لما يقوله ترامب بتمعن وغبطة ممسكاً شاربه باعتداد، يهز برأسه بكل ثقة قائلاً: "شوكوزال" سيادة الرئيس سيكون كما اتفقنا، تنتهي المكالمة ليومئ أردوغان إلى محظياته بمتابعة جهادهن في إمتاع صاحب النصر في الاستفتاء الدستوري. إن اتصال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره التركي رجب طيب أردوغان وشكره على موقف أنقرة المؤيد للضربة الأميركية ضد سورية ثم الاتفاق على ضرورة"محاسبة"الحكومة السورية على هجوم خان شيخون المدبر ما هو إلّا تمهيد لفترة مقبلة سيكون لهيبها ممتداً على كامل مساحة الشرق الأوسط. تلك المكالمة تحمل الكثير من الدلالات السياسية، بل وصفقة واضحة المعالم، تتمثل بضمان واشنطن لأردوغان نجاح الاستفتاء على التعديل الدستوري وتعزيز صلاحياته كرئيس من خلال تأمين غطاء إعلامي وسياسي في المجتمع الدولي، لكن ما هو المقابل ؟ على ما يبدو فإن ما يريده ترمب من أردوغان في المرحلة الحالية هو زيادة جرعة التصعيد في مواقفه ضد المحور الروسي - السوري، دون قطع شعرة معاوية مع موسكو، لينتقل إلى المرحلة التالية من التصعيد من خلال إعادة تفعيل الدور التركي في الإشراف على حنفيات الإرهاب على الحدود من خلال تمرير المزيد من الإرهابيين إلى العمق السوري، ومن يدري قد تكون ضمن بنود الصفقة إعادة إشعال جبهة الساحل من الريف الشمالي من أجل زيادة الضغط والجهد العسكري والعملياتي على الجيش السوري والخبراء الروس، لا سيما وأن هناك من يهمس في أذن ترامب بضرورة التلميح إلى الروس بأن أقدامهم تكاد تنزلق إلى مستنقع شبيه بما حدث في أفغانستان من خلال فتح جبهات متعددة في آن واحد. كما أن واشنطن ستعمد إلى استغلال قاعدة أنجرليك الجوية بفعالية أكثر لحركة طيرانها ضد الأهداف المطلوبة في الأراضي السورية، وفي المقابل ستضمن لجم الأكراد الجامحين لتحقيق نصر كبير يمهد لهم إلى الفيدرالية في أقل تقدير. في الفترة المقبلة سنرى مزيداً من حملات الاعتقال التعسفي وتسونامي من الإقالات وإعادة ترتيب كل من الأجهزة الأمنية والداخلية والجيش، بحيث سيتم زرع الإخوانيين الموالين لأردوغان في كل مفاصل الدولة وأجهزتها الحساسة كبيض الذباب في مستنقع راكد بهدف تعزيز السيطرة على كل تركيا وذلك بمباركة من واشنطن الترامبية. ولا شك بأن هذا التقارب الأميركي ـ التركي الذي دائماً ما كان يتكلل بصفقات كارثية على الشعوب المجاورة سيكون له تأثير كبير على الملف السوري أولاً وعلى العلاقات الروسية - التركية ثانياً، بما يجعل احتمال عودة التوتر بين موسكو وأنقرة وارداً وغير مستبعداً
ساحة النقاش