<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
إنهاء مفاعيل أخطر خطّة على سوريا..
الخميس 20 نيسان2017
عمر معربوني - بيروت برس - (*) ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
البارحة ومع خروج آخر إرهابي من مضايا والزبداني والجبل الشرقي، بات بإمكاننا القول إنّ الجيش السوري ومعه المقاومة اللبنانية قضيا على الرمق الأخير لأخطر خطة تعرضت لها سوريا. قد يسأل البعض وهل هناك أكثر من خطة تستهدف سوريا؟ والجواب نعم، إذا ما قاربنا الهجمة على سوريا في بعدها التفصيلي. وحتى تنجلي تفاصيل مفاعيل إنهاء أخطر خطّة على سوريا، لا بد من العودة إلى بدايات الحرب على سوريا عندما بدأت الأعمال العسكرية في أكثر المناطق حساسية في ريف دمشق الغربي وتحديدًا في الامتداد الجغرافي الممتد من قطنا وجديدة عرطوز وجديدة الفضل، وهي مناطق مفصلية تشكل بالنسبة للمواجهة مع الكيان الصهيوني عقدة ربط هامّة وأساسية بكسرها تصبح الطريق إلى دمشق مفتوحة إذا ما أضفنا للمشهد المعضمية وداريا، مع ضرورة الإشارة أيضا إلى أنّ المناطق المذكورة هي جزء من مناطق انتشار الفيلقين الأول والثاني في الجيش السوري المكلّف بحماية خطوط الجبهة من الجولان وصولًا حتى العاصمة دمشق، مع التأكيد أن مقر قيادة الفيلقين هي في دمشق والزبداني. بالعودة إلى الأعوام السابقة، شكّلت الزبداني من خلال موقعها عقدة الربط الأهم والأخطر في تنفيذ مفاعيل الخطة التي أتكلم عنها، وهي التي سميّت بـ"الخطة الرابعة"، وهي خطّة تم إعدادها بالشراكة بين المخابرات الأميركية والصهيونية ومخابرات السعودية وقطر وهدفها السيطرة على العاصمة دمشق وكامل أريافها الشرقية والغربية والشمالية الغربية. الزبداني كانت من أوائل المدن السورية التي سيطرت عليها الجماعات الإرهابية لتحولها إلى أهم عقدة مفصلية وأخطرها على العاصمة، خصوصًا أنّ سيطرة الجماعات الإرهابية تتابعت على وادي بردى والقلمون الغربي بمعظمه.هذه المعارك تزامنت مع تثبيت خطّي إمداد احدهما من بلدة عرسال اللبنانية والآخر من الأردن، حيث كان مقررًا الزحف على العاصمة من أربعة اتجاهات:
1- الاتجاه الأول من درعا وصولًا حتى الغوطة الشرقية.
2- الاتجاه الثاني من القنيطرة وصولًا حتى داريا.
3- الاتجاه الثالث من الزبداني ووادي بردى باتجاه مناطق قدسيا والتل.
4- الاتجاه الرابع من الغوطة الشرقية.
وحتى لا نخوض كثيرًا في التفاصيل التي تحتاج إلى آلاف الصفحات، سأكتفي بعرض المحطات الرئيسية لمراحل تنفيذ الخطة الرابعة والتي تتابعت بهدف رئيسي هو السيطرة على العاصمة وضرب قدرات الفيلقين الأول والثاني وتفكيكهما، وكذلك القضاء على الحرس الجمهوري والسيطرة على قصر الشعب وصولًا إلى إعلان "إسقاط النظام" والذي كان الشعار الأول الذي أطلقه "المتظاهرون"، وهو ما كان مقررًا أن يتم في نهاية العام 2012.
القيادة السورية التي أدركت الهدف النهائي بدأت بعد استيعاب مرحلة الصدمة تغيير خطط المُدافعَة وانتقلت من مرحلة الدفاع السلبي التراجعي إلى مرحلة الدفاع الإيجابي، حيث تم تثبيت خطوط المواجهة كمقدمة للانتقال إلى الهجوم وهو ما استغرق بعض الوقت بسبب اضطرار الجيش إلى توزيع قواته على أراض واسعة من سوريا لتثبيت الوضع في المدن الكبرى ومن بينها العاصمة دمشق، ورسم لذلك أولويات على رأسها الحفاظ على طرقات الربط بين دمشق وحلب وحماه وحمص مع الساحل لضمان الاستفادة من خط الإمداد الإستراتيجي الأساسي عبر البحر وإمداد قوى الجيش في أماكن سيطرتها الجديدة.
وبسبب سيطرة الجماعات الإرهابية على اغلب خط الحدود بين سوريا مع الأردن وتركيا ولبنان، كان لا بد من الشروع في إغلاق خطوط الحدود وكانت الأولوية حينها لخط الحدود مع لبنان والذي كان الأقرب للعاصمة دمشق من غيره، وكانت معركة باب عمرو ومن ثم معركة القصير فاتحة عمليات تحرير للقلمون والغوطتين الشرقية والغربية. تحرير مدينة يبرود كان له وقع الصاعقة على قيادة تحالف العدوان على سوريا، ليشكل فيما بعد بدء العمليات في الزبداني وما بينهما عبر تحرير قطاعات واسعة من مدن وبلدات القلمون والجرود صاعقة أخرى وأقوى انتهت البارحة بخروج آخر مسلّح من الزبداني ومحيطها.
هذه النتيجة التي وصلت إليها الأمور تعتبر تتويجًا لعمليات متتابعة وحثيثة أنجزها الجيش السوري في اغلب الغوطة الغربية، باستثناء جيوب صغيرة في الحجر الأسود وببيلا ومخيم اليرموك تنتظر دورها وصولًا حتى سعسع وبيت سابر وبيت تيما وكفرحور جنوبًا باتجاه القنيطرة، وكذلك في داريا والمعضمية مرورًا بخان الشيح وزاكية وصولًا حتى غباغب باتجاه درعا، إضافةً إلى إنهاء وضع الجماعات الإرهابية في قدسيا والهامة والتل ووادي بردى وسرغايا، وأخيرًا الزبداني ومضايا وبقين، وبذلك ينتهي الخطر من الاتجاهات الثلاثة ويبقى خطرٌ تقلص إلى حدوده الدنيا متمثل بما تبقى من الغوطة الشرقية، وهي مساحة سيطرة تقلصت كثيرًا. فما بين عمليات تحرير القلمون وتحرير الغوطة الغربية شهدنا بداية زحف الجيش نحو الغوطة الشرقية، من خلال تحرير المليحة وفيما بعد عدرا وجوارها ليؤسس تحرير مطار مرج السلطان وميدعا لمرحلة مختلفة تمامًا.
مع هذا العرض السريع يمكننا القول إنّ الخطة الأكثر خطرًا في طريقها إلى الدفن باستثناء ما ذكرته من مناطق تنتظر دورها لتحريرها. وعلى عجالة في إشارة إلى ما يتم ترويجه في سياق الحرب الإعلامية حول مسألة الفرز السكاني، والتي سأخصص لها مقالة خاصة، أود القول إنّ تحرير الزبداني نهائيا وإخلاء بلدتي كفريا والفوعة ليس عملية تبادل سكاني، فأغلب أهل الزبداني لا زالوا في محيطها واغلب أهل مضايا لا يزالون في منازلهم عكس أهالي كفريا والفوعة الذين كانوا في وضع مزري من الناحية الإنسانية، وخروجهم سيطلق يد الجيش السوري في مباشرة العمليات على إدلب وأريافها بعد أن تحول أهالي الفوعة وكفريا إلى ورقة ضغط وابتزاز بيد الجماعات الإرهابية، فضلًا أنّ أكثر من مليوني سوري من مناطق الرقة ودير الزور وحلب وإدلب نزحوا إلى مدن وقرى الساحل السوري ومثلهم إلى العاصمة دمشق ومحيطها، وهذا اكبر دليل على مستوى التضليل في هذه القضية.
ساحة النقاش