http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

مصير اليهود بعد زوال إسرائيل

الثلاثاء 14 شباط  2017

إيهاب زكي - بيروت برس - 

لا يوجد في التاريخ تجربة تشبه التجربة الصهيونية في فلسطين، حيث استنبات كيان شيطاني من العدم، فمنذ نشوء التجمعات البشرية وتطورها نحو مفهوم الدولة وحتى إنشاء عصبة الأمم عقب الحرب العالمية الأولى، كانت شرعية الفتح هي القانون السائد، فتقوم الدول القوية باحتلال الدول الضعيفة، ويظلون يحملون صفة الغزاة الأجانب لحين توفر عوامل دحرهم ورحيلهم إلى حيث أتوا. بينما هذا الشيء الذي اسمه "إسرائيل"، أقامته عصاباتٌ إجرامية من شراذمٍ لا وطن لها، وبغض النظر عن الظروف التاريخية والموضوعية التي ساهمت في إقامة هذا الشيء، فإنّ المستقبل يحمل ظروفًا تاريخية وموضوعية ستساهم في زواله، وذلك بأسرع مما يظن أكثرنا تشاؤمًا، وهواجس هذا الزوال تتردد أصداؤها في أركان ذلك الكيان بإلحاحٍ ينم عن رعبٍ حقيقي، وفي ذلك الكيان شريحة نخبوية تسمى"أنبياء زوال إسرائيل"، وهم سياسيون وأمنيون وأكاديميون يجاهرون بحقيقة الزوال، وهم يقولون ذلك من باب التنبيه في محاولة لسد الثغرات.

فيقول مثلًا الشاعر "الإسرائيلي" المعروف ناتان زاخ منذ ما يزيد عن خمس سنوات "إنّ هذا الشيء الذي يدعى "إسرائيل"، شعب تجمع من دول مختلفة، أصحاب لغات مختلفة، ثقافات مختلفة وقيم وعادات مختلفة لا يمكن توحيدها تحت ضغط عدو خارجي، وإن غياب الأساسات المشتركة، كالدين وذكرى صهيون وحائط المبكى وسائر الرموز التي ساعدتنا على الصمود كشعب واحد، كلها اختفت ولا يوجد لدينا شيء منها، وأن الأسس المشتركة تتهدم الواحدة تلو الأخرى، فحتى الجيش الذي اعتبر أكثر قاعدة موحدة يتشظى، مثل غيره من المشتركات الأخرى والمجتمع الإسرائيلي يتحول إلى شظايا متكسرة، لذلك أعتقد أنّ "إسرائيل" لن تصمد كثيرًا". 

كما يقول رون بن يشاي محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "لا توجد منطقة في "إسرائيل" خارج نطاق صواريخ إيران وسوريا وحزب الله وقطاع غزة"، ويقول أبراهام بورغ "رئيس الكنيست" سابقًا "إنّ "إسرائيل" غيتو صهيوني يحل بذور زواله في ذاته". فيما يقول العالم الصهيوني إسرائيل أومان الحاصل على نوبل في الاقتصاد "اشك باستمرار الدولة العبرية على المدى البعيد، فإنّ عددًا كبيرًا من اليهود لا يدركون لماذا هم موجودون هنا، وإذا لم ندرك سبب وجودنا هنا، وإن "إسرائيل" ليست مجرد مكان للسكن فإننا لن نبقى"، وغيرهم الكثير مما يفيض عن قدرة الصفحات على الاستيعاب.

وهناك من تطرف أكثر من ذلك، حيث تحدث عن مصير اليهود في حال زوال "دولتهم"، وقد عبرت عن هذا التطرف جريدة "هآرتس" في مقال قديم لها يعود للعام 2010 بعنوان "ماذا سيكون مصير اليهود بعد زوال دولة إسرائيل"، ورصد المقال منحيين رئيسيين لذلك المصير، الأول تتبناه الأوساط "الليبرالية" في "إسرائيل"، التي تعتقد بضرورة استغلال الفرصة وإقامة سلام مع الفلسطينيين، وفي حال تفويت الفرصة فهي تعتقد بأنه في حال قيام تحالف عربي إيراني وهزيمة "إسرائيل"، سيكون مصير اليهود مشابه لمصير الفلسطينيين، الخضوع لحكم عسكري وقمع وحواجز عسكرية وأنظمة طوارئ. وأما المنحى الثاني، والذي يتبناه "اليمين الإسرائيلي"، هو أنّ العرب والفلسطينيين لن يكتفوا بتلك الإجراءات حال انتصارهم، بل سيرتكبون المجازر بحق اليهود، مما يجعلنا نواجه هولوكوست جديد". 

فالرأي الأول يتبنى فكرة الانسحاب من "الأراضي الفلسطينية" تجنبًا لما يظنها نتائج الزوال، فيما الرأي الثاني يتبنى فكرة القوة والمزيد من القوة تجنبًا للهزيمة وبالتالي اتقاءً للوصول إلى ما يظن أنها نتائج الزوال، وبالتمعن في كلا الرأيين نجدهما مجرد هراء، لأنهما يفتقدان المعنى الحقيقي للوجود والزوال معًا، فهذه الغدة السرطانية المسماة "إسرائيل" ليست "دولة أبارتايد"، يحمل الجميع جنسيتها، لكنها تضطهد طائفة لأسبابٍ عرقية أو دينية، فاليهود الذين يحملون الجنسية "الإسرائيلية" ليسوا فلسطينيين، هيأت لهم الظروف التاريخية فرصة الانتقام من مواطنيهم العرب مسلمين ومسيحيين.

فالرأيان أو الفرضيتان تنطلقان من حق الوجود على هذه الأرض، بينما الزوال يعني إزالة كل ما ترتب على الوجود من آثار مادية وقانونية، ومن ضمن تلك الآثار هو وجودهم على تلك الأرض بشكلٍ رئيسي، فكل يهودي- أو نسله- جاء إلى فلسطين بعد مؤتمر بازل عام 1897 ليست له أي حقوق في البقاء، حتى يضطر العرب أو الفلسطينيون لإقامة حواجز عسكرية وأنظمة طوارئ، أو ارتكاب هولوكوست آخر، فباستثناء من سيهلك في حرب الزوال وباستثناء رؤوس الشر في "أجهزة ذلك الكيان السياسية والأمنية والعسكرية والقضائية"، سيوفر لهم العرب والفلسطينيون السفن والبواخر للعودة من حيث أتوا أو أتى آباؤهم غاصبين، ولا أستطيع استشراف مدى القبول الغربي عمومًا باستقبال هؤلاء المهزومين، ولكن ما أستطيع استشرافه بثقة ويقين، أن زوال "إسرائيل" لم يعد مستحيلًا كما لم يكن أبدًا، بل لم يعد ممكنًا، حيث أنه تعدى هذه المرحلة، فقد أصبح متاحًا، ولن تتغير طبيعة هذه الإتاحة مهما طال زمن اتخاذ قرار الطلقة الأولى، وبما أنّ التاريخ لا يسير إلى الخلف، فإنّ هناك استحالة تكاد تلامس الإطلاق في حدوث أو إحداث ظروف موضوعية تغير من طبيعة تلك الإتاحة.

المصدر: إيهاب زكي - بيروت برس -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 15 فبراير 2017 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,416