<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
زحف الجيش السوري.. أهداف أبعد من الباب وتدمر؟
الخميس 02 شباط2017
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية
ما بعد تحرير الأحياء الشرقية تضاربت التوقعات حول وجهة الجيش السوري القادمة، فمنا من توقع أن تكون الوجهة نحو إدلب، ومنا من توقع أن تكون الوجهة نحو مدينة الباب حتى حسم توجه بعض الجماعات المسلحة إلى لقاء آستانة الكثير من الجدل، وبات اتجاه الباب هو الاتجاه الرئيسي لهجمات الجيش السوري بموازاة عمليات فعّالة على جبهات ريف حمص الشرقي وخصوصًا في محيط مطار الـT4.
أمّا لماذا بات الزحف نحو إدلب خارج الحسابات الحالية للجيش السوري وحلفائه، فذلك مرتبط بالتطورات التي نتجت عن لقاء آستانة وأهمها الاحتراب الحاصل بين الجماعات الإرهابية والذي سيستمر لفترة ليست بالقصيرة، حيث بات الانقسام بين هذه الجماعات عاموديًا ولم يعد بالإمكان تلافيه، وهو ما يعني انشغال هذه الجماعات فيما بينها بحرب لن تبقي على أحد من ذئاب الجماعات التي ستنهش بعضها دون رحمة.
في السابق، كانت اشتباكات الجماعات تُحَلّ عبر "المحاكم الشرعية" التي فقدت الآن مشروعيتها، وباتت منقسمة أكثر من اي وقت مضى على أساس الخلاف الجذري بين الشق "الإخونجي" و"الشق السلفي المتشدد"، وهو أمر كان متوقعًا ولكنه على ما يبدو كان يحتاج لذريعة مهمة حيث تعتبر "جبهة النصرة" حربها الاستباقية حرب وجود لا مجال للرجوع عنها.
المشهد الحالي في إدلب وأريافها وبعض أرياف حلب لم يعد يستدعي من الجيش السوري إلّا العمل على تثبيت الجبهات الحالية والدفاع عن نقاط الارتكاز فيها، حيث لا تستطيع الجماعات الإرهابية التي تتشابك بالمواقع في هذه المرحلة شنّ أية هجمات فاعلة وهي المنشغلة في حروب التصفية فيما بينها، وهي حروب سيستفيد الجيش السوري منها في البعدين السياسي والميداني. فالمعلومات تشير إلى سقوط أكثر من 1500 قتيل وضعفهم من الجرحى في الاشتباكات الأخيرة التي رسمت خطوط تموضع واشتباك متداخلة ومعقدة ستؤدي الى تناحر مستمر وخسائر كبيرة.
وعلى أهمية ما يحصل من اشتباكات بين الجماعات الإرهابية، إلّا أنّ المشهد الميداني في جوار مدينة الباب التي أعلنتها الدولة السورية عبر قنوات الاتصال المختلفة خطًا أحمر يمنع على كل الأطراف الاقتراب منها، وهو ما يفسر توقف العمليات التركية عند مشارف المدينة.
العمليات نحو مدينة الباب بدأت خلال عمليات تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ولكنها بدأت تأخذ زخمها منذ أسبوعين ومن اتجاهين:
1- الاتجاه الأول عبر التقدم على خطين متوازيين من الطعانة والمقبلة شرق المدينة الصناعية في حلب، وهو اتجاه وصلت فيه القوات إلى مشارف ديرقاق بعد أن اجتازت بلدات عديدة أهمها شامر والمديونة، فيما تقدمت قوات أخرى على خط الشيخ كيف – الحسامية ووصلت طلائعها إلى أم العمد وخربشة وسليمة.
2- الاتجاه الثاني وهو تطوير عمليات الاندفاع من منطقة شمال مطار كويرس نحو السرحان وعين الجحش والشيخ دن، لتصل طلائع القوات إلى مشارف بلدتي عران وطومان لرسم خط جبهة مع القوات المتقدمة من الاتجاه الأول، ومنع تنظيم "داعش" من القيام بمناورات التفاف وإجباره على الانسحاب بعد اكتمال قوس انتشار القوات المتقدمة.
العمليات باتجاه مدينة الباب تسير بشكل متسارع، حيث باتت قوات تنظيم "داعش" داخل قوس انتشار سيجبرها على الانسحاب منه نحو مدينتي تادف والباب سريعًا، ما سيضع وحدات الجيش السوري على تماس مباشر مع قوة "داعش" الرئيسية في المدينة ويعلن فتح معركة المدينة بشكل مباشر من الجهتين الغربية والجنوبية.
بتقدم الجيش السوري وسيطرته على مدينة الباب، سيقطع الطريق على الأتراك والأكراد معًا وسيصبح المتحكم الرئيسي بمعركة الرقة القادمة أقله بالنسبة للأتراك، ويرسل إشارة إلى الأكراد حول قدرات الجيش وإمكانياته ويبقي التماس القائم على شد الحبال بين الأكراد والأتراك، وهو ما سيكون بمثابة ورقة قوة مضافة لمصلحة الدولة السورية في أية مفاوضات قادمة.
محاور أخرى ننتظر تنشيط فاعليتها من الجيش السوري وهي محور كويرس دير حافر، وهو محور هام جدًا ومحور خناصر مسكنة حيث سيكون للتقدم من هذين المحورين نتائج كبرى على صعيد الميدان من خلال تثبيت نقاط ارتكاز لمعركة الرقة والوصول إلى بحيرة الأسد، حيث يمكن حل مشكلة المياه في مدينة حلب وأريافها، والجانبان الميداني والآخر المرتبط بالمياه هما عاملان أساسيان في المرحلة القادمة.
هذا بما يرتبط بمدينة الباب، اما بخصوص العمليات في ريف حمص الشرقي وخصوصًا في محيط مطار الـT4 الذي بات بأمان اكبر من خلال تمكن وحدات الجيش السوري تأمين المطار من الجهة الجنوبية بعد الوصول الى بئر فضة وقصر الحير والى مفرق جحار ومشارف معمل حيان من الجهة الشرقية، بعد ان كانت القوات قد حررت تلول التياس والكتيبة المهجورة.
وعلى ما يبدو استطاع تنظيم "داعش" تبيان الهدف الإستراتيجي للجيش السوري في عملياته الحالية والتي تصب هذه المرة في خانة ما بعد تدمر، فقام بمهاجمة مطار السين وهو يقع شرق مطار الضمير في محاولة لانتزاع نصر كبير على الجيش السوري لم يستطع تحقيقه، في إشارة واضحة أنّ معركة البادية باتت ضمن الأولويات على ما يبدو، حيث ينشط الجانب الروسي مع الأردن بهدف تنسيق الجهود في معركة البادية، والتي إن لم تكن على الأبواب إلّا أنها باتت معركة لا بد منها خصوصًا أنها ستكون ضد تنظيم "داعش" الذي لا يختلف اثنان على تصنيفه وأهدافه.
في كل هذا المشهد، يبدو الجيش السوري القوة الأكثر فاعلية خصوصًا بعد انتصار حلب وتسويات أرياف دمشق، والى حين اكتمال المشهد في الجبهات الأخرى تبقى العين باتجاه الباب وتدمر.
ساحة النقاش