<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
تحدي توازن الردع بين حزب الله و«إسرائيل»
السبت 07 كانون الثاني 2017
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
مرّة جديدة تضع قيادة الكيان الصهيوني حزب الله على رأس قائمة الأعداء الأكثر خطرًا، هذا الكلام جاء ضمن التقرير الدوري لمعهد الأمن القومي في الكيان الصهيوني وهو في الشكل لا يختلف عن الكثير من التقارير التي تصدر عن مؤسسات رسمية أو غير رسمية في الكيان، لكن التقرير يأتي هذه المرّة بعد انتصار حلب الذي أوجد حالة من الذعر لدى قادة العدو بسبب نتيجة معركة حلب والتي كان حزب الله فريقًا أساسيا فيها إن لجهة التخطيط أو لجهة المشاركة الميدانية وحجمها. لم يعد لدى القيادة الصهيونية أدنى شك أنّ حزب الله بات قوة كبيرة تتجاوز في قوتها ما قالته غونداليزا رايس منذ عشر سنوات، عندما قالت انه لا يوجد جيش في العالم قادر على هزيمة حزب الله. رايس يوم قالت جملتها الشهيرة أدركت يومها أن حزب الله خرج من الحرب بعد 33 يومًا من إطلاقها دون أن تتضرر بنيته العسكرية، وأنّ الجيش الصهيوني كان يقاتل جيش أشباح. التخفي والتمويه والسرية هي الميزات التي جعلت من حزب الله يومها قوة لا يمكن هزيمتها، في حين أنّ أفضل أجهزة الاستخبارات العالمية لم تستطع الحصول إلّا على معلومات يسيرة وقليلة حتى عن حركة المسؤولين العلنيين للحزب لانعدام وجود اختراقات مهمة داخل الحزب، وعلى ندرة هذه الاختراقات فإنها لم تصل إلى حدود القيادات الوسطية في المقاومة واقتصرت على مسؤولين في الحدود الدنيا من المسؤولية.
في الجانب الأمني، لا يعرف احد أنماط عمل الجهاز الأمني للحزب وتسميات الفروع أو الأقسام الأمنية ولا حتى مهامها ونطاق عملها، وهو أمر يكاد ينفرد به الحزب خلال المائة سنة الفائتة في حين أنه حقق على المستوى الأمني قفزات كبيرة لجهة قدرته في الحصول على معلومات هامة عن الكيان الصهيوني وحركة الجيش ومهامه ومواقع انتشاره، وحتى عن قوات الاحتياط ووضع الجبهة الداخلية بكل تفاصيلها، وهو ما يُعتبر عامل تفوق لمصلحة الحزب، إضافةً إلى أن الجهاز أو الأجهزة الأمنية للحزب تشارك منذ سنوات في عمليات الاستطلاع الميداني داخل سوريا وراكمت الكثير من الخبرات في طرائق التنسيق بين وحدات الأمن والوحدات القتالية وكيفية إدارة المعلومات واستثمارها.
في الجانب العسكري، قد يعتقد البعض أن الحزب تخلى عن أنماطه السابقة وهو تصور خاطئ، حيث لا تزال قوة الحزب وستبقى قدرته على خوض المعارك بكافة أشكالها ومن ضمنها نمط قتال البقعة أي خوض الوحدات العسكرية للمعارك بشكل منفصل عن بعضها دون الحاجة إلى تلقي الأوامر والإمداد من القيادة المركزية، رغم أن مواجهة العام 2006 أثبتت أن قدرة التواصل بين القيادة المركزية والوحدات المقاتلة لم تتأثر وبقيت في حالة الجهوزية طيلة الأيام الـ33 للحرب.
الوحدات المضادة للدروع والتي نفذت مجازر حقيقية بالدروع الصهيونية تضاعف عديدها وأعداد ونوعية الصواريخ المضافة إليها، رغم قناعتي أن الكيان الصهيوني لن يتجرأ في أي مواجهة قادمة على دفع دروعه إلى المواجهة وسيعمد بالتأكيد إلى استخدامها كوسائل صد من مواقع ثابتة، فأي دفع للدروع لن يكون لمصلحة جيش الاحتلال حيث ستقع هذه الدروع فريسة الكمائن الصاروخية المضادة وحقول العبوات البرميلية، ما سيضع وحدات المشاة المرافقة للدروع في موقف صعب ويمكن أن يؤدي إلى قتلهم بالعشرات وأسرهم أيضًا، وهو ما لا يمكن للكيان الصهيوني تحمل عواقبه.
صواريخ ارض – ارض باتت بالآلاف، وأنا أتكلم هنا عن الصواريخ المتوسطة والبعيدة بمدى بين 75 و400 كلم وبرؤوس متفجرة تصل إلى 600 كلغ، قادرة على استهداف كامل جغرافيا فلسطين المحتلة وتشكيلة مختلفة من الأهداف العسكرية والمدنية من منشآت صناعية الى كافة المنشآت من المطارات الى الموانئ وغيرها من الأهداف وعلى رأسها المنشآت الكيميائية.يمكننا التكلم بمئات بل بآلاف الصفحات عن تطور قدرات حزب الله، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وخبرات القتال ضمن تشكيلات كبرى في الدفاع والهجوم، لكنني سأكتفي بهذا القدر للكلام سريعًا عن طبيعة وضع الجيش الصهيوني وقدراته على إثبات نفسه كقوة ردع حاسمة في مواجهة حزب الله. من المؤكد أن متغيرات جذرية كبيرة قد طرأت على العقيدة العسكرية الصهيونية، حيث يتم التركيز منذ عشر سنوات على المناورات المرتبطة بالجبهة الداخلية في بعديها العسكري والمدني. فيبدو أنّ "إسرائيل" قد تخلّت عن نظريتها الأساسية، وهي الاعتماد على ثنائي الطائرة والدبابة وحسم المعركة من الحركة، وهو أمر برأيي ولّى الى غير رجعة.من الواضح أن البدء في تنفيذ برنامج لتزويد الجيش الصهيوني بصواريخ ارض – ارض أو جو – ارض بعيدة المدى ودقيقة جاء بنتيجة توقع القيادة الصهيونية امتلاك حزب الله لصواريخ ارض – جو متطورة، وهو العامل الذي سيقلب مفاهيم خوض المعركة. فبرنامج تزود الجيش الصهيوني بصواريخ ارض – ارض لن يغير في موازين القوى، حيث ستحل هذه الصواريخ محل الطائرات في عمليات القصف وهي بالتالي لن تضيف شيئًا جديدًا، حيث لا أهداف معلومة يمكن من خلال قصفها إحداث ضرر في منظومة حزب الله، وبالتالي فإنّ أي متغيرات تقنية أو في خطط المواجهة لن تضيف للجيش الصهيوني شيئًا مختلفًا عما كان عليه عام 2006 ليبدو ميزان الردع لمصلحة حزب الله انطلاقًا من:
1- عدم قدرة شعب الكيان الصهيوني على تحمل ضربات صاروخية قاسية، إضافة الى شمول الضربات كافة المناطق وهذا ما سيجعل حالة الفوضى والإرباك بأعلى حالاتها.
2- شمول الضربات مطارات وموانئ العدو، ما سيخفف من قدرته على استخدام سلاحي الجو والبحر بشكلها المعتاد.
3- اضطرار العدو لخوض معاركه الهجومية أو الدفاعية دون غطاء جوي حيث ستعمل المقاومة على جعل المعارك أكثر التحامًا (القتال المتقارب).
4- مساحة الجغرافيا المضافة في سوريا والتي باتت بتصرف المقاومة، ما سيجعل مساحة بقعة الحركة والمناورة أكثر فعالية لمصلحتها.
5- عدم امتلاك العدو لبنك أهداف عن مواقع المقاومة ومستودعاتها وغرف عملياتها، وهو ما سيعقد على العدو مهام الاستهداف للقوى العسكرية ولقيادات المقاومة ويجعله يكرر استهدافه للمدنيين، ما سيضع مدنييه ضمن لائحة أهداف المقاومة وهو ما لا قدرة للعدو وشعبه على تحمله.
وعليه، فإنّ ميزان الردع يميل أكثر لمصلحة المقاومة في حين أن قيادة الكيان لن تكون قادرة على تأجيل خوض المواجهة خوفًا من تعاظم قدرات المقاومة أكثر، وهو العامل الذي قد يدفع بالأمور الى الحرب، ولكنها حرب لن تكون في مصلحة الكيان الصهيوني والآتي من الأيام سيثبت ذلك.
ساحة النقاش