http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

فقاعات سياسية وأخلاقية في حلب

الأربعاء 07 كانون الأول  2016

إيهاب زكي - بيروت برس - 

على كثرة ما تسببت به "الثورة" السورية من ألمٍ وشقاء، على غزارة ما سخًّر لنا "الثوريون" من أسباب تندر، وتبقى أكثر النوادر استجلابًا للضحك تلك التي تأتي بغتة، وآخرها ما يصدر عن "مثقفين وسياسيين وأهل رأي" بدعوة ما يسمى بـ"المعارضة" السورية لتطوير تجربتها السياسية على إثر الهزائم المتلاحقة، وهذه من أنواع النكات التي تأتيك بالفالج من شدة الضحك، لأنها تشبه محاولة إقناع فأر تجارب ولكثرة ما تعرض لاختبارات أن يصبح عالمًا. ويبدو أن تلك الدعوات أتت أكلها بتطوير التجربة السياسية، وتبرز من خلال تصريح لما يسمى بـ"رئيس الحكومة المؤقتة" جواد أبو حطب من واشنطن، حيث طالب الولايات المتحدة بتزويد ما يسمى بـ"المعارضة" بأسلحة قادرة على تدمير قاعدة حميميم، ولا يضاهي سرعة الاستجابة هذه إلا غزارة الوقاحة التي تحاول أن تجعل من حزب الله مرادفًا لداعش.

لم يعد هناك مجال للشك بأن استرداد حلب وتطهيرها من الإرهاب باتت مسألة وقت، وأن ما تمارسه دول العدوان من سياسات لعرقلة عملية التطهير، ما هو إلا عبثية يغلب عليها الطابع الصبياني، فحين تصل كمتابع لنفس الانطباع حين سماعك لتصريحات وزير خارجية دولة عظمى كفرنسا، وتصريحات شخص مثل المدعو ياسر عبد الرحيم قائد ما يسمى"غرفة عمليات حلب"، وهو انطباع بالاستخفاف والسخرية، تدرك تمامًا أن الدونية ليست ذنبًا للأدوات وحدها، بل إن صانعها كان في غاية الدناءة. فقد حاول الوزير الفرنسي إحياء المحنطين بحديثه المستجد عن "سوريا المفيدة"، كما حاول المدعو عبد الرحيم إحياء الرميم بحديثه عن مفاجآت ستزلزل الأرض تحت أقدام "النظام". إن المفاجأة الوحيدة التي ينتظرها الجيش السوري هو طلب المسلحين للباصات الخضراء، وهي محاولة منه لدفعهم باتجاه التمسك بآخر حبال النجاة، وتخليصهم من حبال المشانق التي تنصبها لهم الدول داعمتهم وممولتهم، وخصوصًا الولايات المتحدة التي تسعى للوصول بجثثهم إلى مرحلة العهد الجديد.

واللافت أن الولايات المتحدة لا تتقدم بشكل مباشر بمشاريع قرارات للتصويت عليها في مجلس الأمن، فالولايات المتحدة التي تجنبت الاصطدام الميداني مع روسيا في سوريا على مدى عمر الأزمة، إدراكًا منها لما قد يترتب عليه من هزيمة تؤدي لإخراجها نهائيًا من هذه المنطقة بكل ما يحمل ذلك من نتائج على مصير حلفائها وأتباعها وبالتالي مصالحها، حيث كانت روسيا ترسل الرسائل القاسية بين الفينة والأخرى باستعدادها للذهاب حتى النهاية، خصوصًا أنها تحارب إلى جانب محورٍ لم ترتعش يداه يومًا ولم يزغ بصره. ولم تكن أمريكا لتتردد لحظةً واحدة لو أدركت أن حليفها سيكون النصر وفرض سطوتها مجددًا وأحاديتها، وهي بكل ما أوتيت من جبروت قوة أيقنت محدودية قدرتها على الحسم،وهذا بعكس ما تسمى بـ"المعارضة السورية"، التي لازالت تعد بزلازل المفاجآت، وهنا يعتمد الأمر على محدودية العقل لا القدرة، لذلك فهي تقوم بتقديم مشاريع القرارات من خلف ستار عبر طرفٍ ثالث، لتراكم ضغطًا أخلاقيًا على روسيا يوفر لها مسربًا للتنصل من تفاهمات كيري لافروف، وتمني أولئك الذين ينتظرون حتفهم في شوارع حلب باقتراب وصول"المدد"حسب لفظ المدعو عبد الرحيم،فيصبح استثمار جثثهم لكسب الوقت ممكنًا، ففيما تؤازرهم ماكينة إعلامية هائلة لتجعل من النصر السوري لطخة عارٍ على جبين الجيش وحلفائه،لأنه سيظل في عقل الجمهور ملطخًا بدماء الأبرياء نساءً وأطفالًا، وبالمناسبة فإن هذه الفقاعة الأخلاقية حاليًا هي أقصى ما يمكن لأمريكا وحلفائها تقديمه من "مدد".

وهي فقاعة لأن ما شاهدناه من عودة للنازحين إلى بيوتهم، ستجعل من كل ما راكموه من افتراءات وكذب صرحًا متبرًا، فيما سيصبح ما أخفوه من جرائم لعنة تلاحقهم جميعًا، كما تبخرت في حلب فقاعة "استحالة الحسم العسكري"، وهي الفقاعة التي اعتمدتها السياسية الغربية ورددها الإعلام العربي لسنواتٍ طويلة، والتي كانت تهدف لإحداث توازن بين الإرهاب والدولة كمقدمة للتقسيم،فيما يجهدون الآن لابتذال فقاعة "سقوط حلب لا يعني نهاية الحرب"، وهذه الفقاعة ستحكم على عمرها الافتراضي سلوكيات الإدارة الأمريكية الجديدة، ولكن مهما كان ذلك السلوك حسب ما تصرح به حاليًا أو ما تضمره في الخفاء، فإن القرار السوري هو تطهير سوريا كلها من الإرهاب، واستعادة الأرض وهيبة الدولة، بكل ما يعني ذلك من نتائج إقليمية ودولية.

المصدر: إيهاب زكي - بيروت برس -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 7 ديسمبر 2016 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,930