<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
إسرائيل: لا حرب في مواجهة حزب الله في السنوات المقبلة!
السبت 03 كانون الأول 2016
يحيى دبوق - الأخبار
في عام 2010، رفض نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حينه، اللواء بني غانتس، توصيف عمليات تزود حزب الله بالسلاح من سوريا وعبرها، بأنها «عمليات تهريب»، مؤكدا أن كلمة «تهريب» غير دقيقة في وصف الواقع اليومي لتعاظم قدرات حزب الله من سوريا. في كلمة ألقاها في مؤتمر هرتسليا العاشر (31/01/2010)، أكد غانتس أن ما يجري هو «عمليات نقل سلاح، لا مجرد تهريب». في تلك الفترة، كانت المعادلة الإقليمية مختلفة: الجيش السوري لم يكن في حرب يخوضها ضد أعدائه في الساحة السورية، ولم يكن باستطاعة تل أبيب شن هجمات تستهدف «عمليات نقل السلاح» في سوريا، كان من شأنها أن تنذر بحرب إقليمية. في موازاة ذلك، لم يكن باستطاعة تل أبيب أيضا،توجيه ضربات في الساحة اللبنانية،ربطا بتداعياتها المباشرة وإمكان التدحرج نحو مواجهة شاملة مع حزب الله.كان بمقدور إسرائيل فقط، تشغيل عداد التقديرات الاستخبارية حول ترسانة حزب الله وتعاظمها،وإعطاء حساب دوري كل شهر أو شهرين، عن تنامي عدد الصواريخ ونوعها ومداها ودقتها وقدراتها التفجيرية. من 40 ألفا إلى 50، ومن ثم إلى 70 فـ90 فـ100 وصولا إلى 130 ألفا في الفترة الأخيرة،فيما يتجه العداد الإسرائيلي للإشارة إلى رقم جديد: 150 الفاً. كلام غانتس حول ضرورة التفريق بين واقع «تهريب» وواقع «نقل»، من شأنه أن يفضي إلى تقدير مدى نجاعة الاستراتيجيات الإسرائيلية الموضوعة لمواجهة تعاظم حزب الله تسليحياً، كما ونوعاً. «النقل» يعني تلقائيا أن ضربات محدودة، هنا وهناك، في حال نجحت في الأساس، لا تغير من التعاظم شيئا ملموساً. علما أن نتيجة هذا التعاظم، لا يمكن احتسابها حصراً من عام 2010، بل من عام 2006، بعد انتهاء الأعمال القتالية بين الجانبين: 11 عاما شبه كاملة. وهي ترسانة لا تنكر إسرائيل حجمها ونوعها وفاعليتها وحضورها على طاولة القرار في تل أبيب: هي تدفع وتحفز نحو تفعيل القوة العسكرية في لبنان لاجتثاثها أو الحد منها، كما أنها في المقابل تدفع وتحفز،على منع وردع إسرائيل من تفعيل القوة العسكرية ضد لبنان. هذه النتيجة، المتناقضة، أبقت إسرائيل متوثبة لاقتناص الفرص، إن سنحت لها، لكنها أبقتها مردوعة عن الفعل، و11 عاما من الهدوء في لبنان، تعد فترة استثنائية قياسا بالعقود الماضية، ودليلا على نجاعة أصل وجود سلاح حزب الله، حتى من دون تفعيله. من هنا، يمكن فهم رسائل إسرائيل الدورية، وكذلك في اليومين الماضيين، الموجهة إلى الأذن اللبنانية، وكذلك إلى آذان الجمهور الإسرائيلي نفسه: إسرائيل جاهزة ومستعدة للحرب في مواجهة حزب الله، لكنها لا تقدّر إمكان نشوب حرب.رسالة باتجاهين، تحرص إسرائيل على إيصالها عبر مصادرها العسكرية والسياسية وإعلامها الموجه من الرقابة العسكرية. إلا أن رسائل تل أبيب الردعية، بمعنى التخويفية، تكون في العادة المتبعة إسرائيليا مرتبطة بمتغير ما ترى استحقاقه على الساحتين السورية واللبنانية، اللتين تعدان مؤثرتين من منظورها، على واقع وبيئة حزب الله، وتبعا لهما قراراته. أحد أهم هذه المتغيرات في الفترة الأخيرة، هي النجاحات الميدانية للجيش السوري وحزب الله، والخسائر التي منيت بها الجماعات المسلحة، إن في شمال سوريا أو في جنوبها، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، الأمر الذي يقلص من فاعلية وتأثير «خيار» المسلحين في أشغال حزب الله عن إسرائيل. هذا المحظور، هو الذي دفع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، للتحذير قبل أيام من أن ضعف الجماعات المسلحة (في سوريا) يعني تمتع إيران وحزب الله بالتفوق، لافتا إلى أنها «نتيجة مقلقة لإسرائيل». ضمن الرسائل الإسرائيلية في اليومين الماضيين، أكد مصدر عسكري رفيع المستوى لموقع «المصدر» الإسرائيلي، جاهزية تل أبيب واستعدادها لخوض مواجهة شاملة مع حزب الله، إن تطلب الأمر ذلك، وبحسب المصدر فان «الحدود معرضة لاندلاع حرب لان الهدوء مريب، والانتقال من الوضع العادي إلى حالة حرب، سريع جدا. يكفي أن يقرر حزب الله القيام بتفجير واحد، ثم يليه رد فعل إسرائيلي قوي كي تنشب معركة شاملة». وأشار المصدر نفسه إلى أن أحدا لا يعرف ما يمكن أن يحدث: «لذلك نستعد لكل السيناريوهات الممكنة، ومنها (سيناريوهات) متطرفة كأن يشن حزب الله هجوما على إسرائيل، أو أن تتورط إسرائيل في العمق اللبناني، ونحن مستعدون جيدا لكل سيناريو». إلا أن الضابط الإسرائيلي استدرك قائلا: مع كل ذلك، لا نتوقع حربا في مواجهة حزب الله في السنوات المقبلة، اذ انه مشغول في الحرب السورية رغم أن خبراته تزداد وقدراته تتطور، وهو يعمل طيلة الوقت على تحسين بنيته التحتية لسيستخدمها وقت الحرب». وضمن السياق نفسه، بثت القناة الثانية العبرية مشاهد ومقابلات مع عناصر وضباط وحدات من الجيش الإسرائيلي المنتشرة على طول الحدود مع لبنان، أكدت فيها على جاهزية إسرائيل لخوض أي مواجهة مع حزب الله.
ساحة النقاش