<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
رحيل الأسد.. شرط المخابرات السورية للحل
السبت 03 كانون الأول 2016
إيهاب زكي - بيروت برس -
لو قالت ما تسمى بـ"المعارضة السورية" بكل تلاوينها، نقبل بحوار سوري سوري بعيداً عن أي تدخل خارجي على أساس العودة إلى شرعية صناديق الانتخاب، لانتهت الأزمة السورية في أقرب الآجال. ولكن من سيسمح لها بذلك، وهي حصان طروادة العدوان، وهي بالأصل لا تملك قرارها لأنها ذات منشأ وظيفي محدد. لذلك، فإنّ تمسكها بشرط رحيل الأسد كمدخلٍ للحل هو شرط ذو وجهين، الوجه الأول أنه يوفر لهم التنعم بمزايا الاصطفاف إلى جانب براميل النفط والتظلل بالحماية الأمريكية "الإسرائيلية"، ويوفر لقوى العدوان على سوريا مبرراً لمواصلة عدوانهم بذريعة حقوق الشعب السوري الذي تمثلها "معارضة" صنعها أعداء الشعب السوري، أما الوجه الثاني، فهو يصب في خدمة الدولة السورية، حيث أنّ هذا التمترس العنجهي الأرعن خلف هذا الشرط، يوفر على الدولة السورية عناء التفاوض وحرج تقديم التنازلات، ففي الوقت الذي تتابع فيه الدولة السورية تقدمها ميدانياً فتنهار أمامها متاريس الإرهاب النارية، يتمترس هؤلاء خلف ألسنتهم ووراء الشاشات، كما قال المدعو عبدالجبار العكيدي "سنطلق الهاشتاغات" على مواقع التواصل ليرانا العالم ويوقف محرقة حلب.
فهؤلاء وكما يقدمون خدمة لدول العدوان بالإصرار على هذا الشرط، فهم يقدمون خدمة للقيادة السورية، فهي ماضية بمشروعها التطهيري من رجس العدوان وأدواته، لأن الانتصارات اليوم لا تحتمل عرقلتها عبر وقف القتال بذريعة وجود أرضية تفاوضية أو جهات مفاوضة، لذلك فما تسمى بـ"المعارضة" والتي تجتمع بوفد روسي في تركيا، تصر على هذا الشرط باعتباره تكتيك ذكي، حيث تكسب الوقت لحين استلام الإدارة الأمريكية الجديدة،وحتماً فهي تتلقى التعليمات بالوصول إلى تلك المرحلة مهما كان الثمن من دماء ودمار. وما قاله وزير الدفاع "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان،بمثابة دعم استثنائي تلقته ما تسمى بـ"المعارضة"،حيث اعتبر"أنه لا حلول في سوريا دون شرطين مسبقين هما رحيل الأسد وانسحاب الإيرانيين"،وأردف بأنه"يحث الرئيس المنتخب دونالد ترامب على عدم النأي بالنفس عما يجري في سوريا،وأن تبذل الإدارة الجديدة جهوداً نشطة لتسوية الأزمة السورية،بمعنى أن يعمل الرئيس المنتخب على إسقاط الأسد وإخراج الإيرانيين بطريق الهجوم المباشر وليس على طريقة أوباما،حيث الاكتفاء بالدعم العسكري والسياسي والمالي والقانوني والإعلامي واللوجستي والاستخباري،والمعارضون الذين يستمعون إلى ليبرمان ويثقون به سيعتبرون تصريحاته بشائر بـ"الكروز"،لذلك سيظلون خلف شرطهم في انتظارها،وإلى ذلك الحين يظل الجيش السوري وحلفاؤه يضربون وجوه الإرهابيين وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق.
وفي هذه المرحلة التي ينتظر فيها الجميع أولى قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة، لا يمكن أخذ أي موقف إقليمي داعم لما يسمى بـ"الثورة السورية" بعين الاعتبار، فالصمت في المملكة السعودية مطبق، حتى أننا خسرنا الفقرة الترفيهية في نشرات الأخبار بالغياب الطويل لوزير خارجيتها عادل الجبير، وليست تعوض ذلك تصريحات وزير الخارجية القطري مهما أوتيت من كوميدية، عن الاستمرار بتقديم الدعم العسكري لـ"المعارضة"بصرف النظر عن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة.وأما الرئيس التركي، فهو يحرص دائماً على أن تكون تصريحاته ذات وجهين متعارضين، وجهها الأول موجه لأتباعه الإخوان وغيرهم من أصحاب نظرية "زوجته محجبة على الأقل"، كدليل على ملائكيته واقترانه بأولياء الله والسلف الصالح، فيراكم لديهم عوامل تبعيتهم العمياء له، وهي عبارة عن تضخمات عشوائية في عضلة اللسان، شعبوية الطابع انكشارية الخلفية. والوجه الثاني هي الحقيقة المرة، وهي موجهة للدول الإقليمية-بما فيها "إسرائيل"- والعالمية، ويغلب عليها طابع الاستجداء والنظر له بعين العطف والرحمة، فلا يحرمونه على الأقل من القدرة على إطلاق التصريحات الشعبوية، فهي الوسيلة الوحيدة لاحتناك جماهيره نحو الالتحاق بالمشاريع الغربية والصهيونية، ومن يتابع العنجهيات الأردوغانية من معركة الموصل وتلعفر وصولاً لمعركة الباب المتخيلة، يكتشف أن أردوغان مجرد خيال مرآته أقل من أن يمنع العصافير عن قش رأسه.
لو أرادت الدولة السورية تشويه صورة ما يسمى بـ"المعارضة" التي تقف خلفها أعتى المؤسسات السياسية والإعلامية، لاحتاجت إلى ميزانية خمس سنوات لعشر دولٍ صناعية مجتمعة، وهذا ما لا تملكه سوريا، لذلك فقد منَّ الله عليها بهذه النوعية من "المعارضة"، والتي رغم جهد كل تلك المؤسسات في تبييض صورتها وتعظيم شأنها ما زادها إلا سواداً وصغاراً.ولو افترضنا أن هذه"المعارضة"مخترقة من المخابرات السورية ، فلن يكون أفضل من دفعها للتمسك بشرط رحيل الأسد، فهذا الشرط يجعلها في المحطة الأولى في انتظار قطار اقترب من محطته الأخيرة، كما أنه يكشف تماهيها مع الرغبات"الإسرائيلية"وهو التماهي الذي لم تعد تنكره بل تطالب به علنياً.وكما أسلفنا في البداية،فإنّ هذا التمسك سيعفي الحكومة السورية من حرج تقديم تنازلات حتى على شكل حكومة وطنية تتمثل بها تلك الوجوه، لأن مجرد وجودهم في أي حكومة سينفي عنها صفة الوطنية، كما أن الشعب السوري ورغم توقه الشديد لوقف النزيف، إلا أنه لا يقبل بوجود تلك الأسماء في حكومته مقابل ذلك، وعليه فإن أفضل ما يقدمه مندوبو المخابرات السورية في كل مفاصل ما تسمى بـ"المعارضة"، هو دفعهم للتمسك بشرط رحيل الأسد.
ساحة النقاش