<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الناتو يروّض ترامب.. ابقَ معنا سنزيد الإنفاق!
الأربعاء 23 تشرين الثاني2016
عباس الزين - بيروت برس -
تلقّى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وصول دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة الأميركية، بكثيرٍ من الحذر، العائد سببه إلى التصريحات السابقة لترامب خلال حملته الانتخابية. حيث أن نجاح ترامب في الانتخابات الأميركية، دفع بحلف "الناتو" خلال الأسابيع الماضية، إلى التصعيد باتجاه روسيا، في ردِّ على ترامب بالدرجة الأولى، بما انه لا يعتبر روسيا خطرًا يُرغمه على دعم "الناتو".
فقد أشار ترامب وخلال جولاته الانتخابية، في وقتٍ سابق، إلى أن الولايات المتحدة لا تحصل على شيء مقابل ضمان الأمن وتقديم الحماية العسكرية لدول الناتو، معتبرًا "يجب أن يدفعوا أو يخرجوا، وإذا تفكك الناتو لهذا فليتفكك". وعبّر ترامب مرارا عن رأيه، بأن حلف الناتو عفا عليه الزمن وكلفته باهظة على الولايات المتحدة، وقال في 27 آذار،خلال حديث لقناة "إي بي سي": "أسسوا الناتو في زمن الاتحاد السوفيتي الذي كان بلا شك أكبر من روسيا الراهنة. أنا لا أقول إن روسيا لا تشكل تهديدا، لكن لدينا تهديدات أخرى مثل الإرهاب لا يناقشها الناتو. الناتو لم يتكون لمحاربة الإرهاب، ولا يضم البلدان اللازمة".
مواقف ترامب من حلف "الناتو" كانت مخالفًة وبشكلٍ كامل، لمواقف الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، الذي هاجم ترامب خلال الأشهر الماضية، انطلاقًا من كلام الأخير الموجّه إلى الحلف، في محاولة لحشد أصوات الناخبين لصالح المرشحة هيلاري كلينتون، مستغلاً تصريحات ترامب، باعتباره أن ترامب لا يفقه في السياسية الخارجية، إلى ما وصفته أوساط أميركية متابعة، أن كلام ترامب في ما يخص الناتو، هو "انحراف عن السياسة الأميركية الخارجية". بناءً عليه، فإن تصريحات ترامب ما قبل انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، شغلت بال الأوساط الأوروبية خلال الأسابيع الماضية، في محاولاتٍ حثيثة لـ "ترويض" ترامب، لإرغامه على التراجع عنها.
وفي هذا السياق، فإن التقارير التي خرجت بعد انتهاء الانتخابات الأميركية أكدت أن وعود وتهديدات الحملة الانتخابية تختلف تماما عن القرارات المقبلة، لا سيما بعد أن دعا الرئيس باراك أوباما خلفه إلى ضرورة وأهمية علاقة واشنطن بالحلف. وحول ذلك، يؤكد البروفيسور في مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو أوليغ ماتفييتشيف لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية انه "من الطبيعي والمنطقي أن يتعرض ترامب لضغوط غير مسبوقة، سواء من قبل وزارة الدفاع الأمريكية والمؤسسات الصناعية-الحربية، أو الدوائر الأوروبية، التي اعتادت على الاستفادة من تمويل مكافحة "العدوان الروسي" الأسطورية"، معتبرًا انه "على يقين من إدخال تعديلات على برنامج ترامب، والمسألة تكمن فقط في مدى نجاح مجموعات النخبة الأمريكية في التحكم به، على سبيل المثال بتقديم معلومات مشوهة إلى الرئيس الجديد عن "نوايا" روسيا، وتزايد "تهديدات الكرملين".
المخاوف الأوروبية بشكلٍ عام، وعلى صعيد "الناتو" بشكلٍ خاص، بدأ منسوبها بالانخفاض بعد تأكيداتٍ صادرة عن ترامب، كشف فيها عن دعمه القوي لـ"الناتو". فقد ذكرت صحيفة "ترود" أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وعد بتقديم دعم قوي إلى حلف الناتو. وفي السياق، ذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبيرغ، أن دونالد ترامب أعلن عن دعم بلاده القوي للحلف. ولفت ستولتنبيرغ، إلى أن ترامب أكد التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم القوي لحلف الناتو، و"نحن نتطلع إلى العمل معا مع الرئيس المنتخب". ووفقا لوكالة "ريا نوفوستي" للأنباء، فقد أدلى ستولتنبيرغ بتصريحه هذا أثناء حضوره اجتماع الجمعية البرلمانية للناتو في مدينة اسطنبول. وأضاف الأمين العام للحلف إن ميزانية الناتو المخصصة للحفاظ على الدفاع الجماعي ستزداد بقيمة 100 مليار دولار، وذلك في حال إيفاء كل الدول أعضاء الناتو بالتزاماتها، التي قطعتها على أنفسها في عام 2014 بتخصيص كل دولة نسبة 2% من إجمالي ناتجها المحلي لتمويل ميزانية الحلف، و"نحن بدأنا نرى تنفيذا إيجابيا لهذه الاتفاقات" كما جاء على لسان ستولتنبيرغ. كذلك، أكد ستولتنبيرغ أن "تخفيض الميزانيات توقف في عام 2015، في حين أن النفقات التي تصرف على الدفاع، بدأت تنمو في الاتحاد الأوروبي وكندا". وأعرب ستولتنبيرغ عن أمله في أن تنمو المبالغ المالية المخصصة من ميزانيات دول الاتحاد الأوروبي وكندا "أكثر إلى حد 3%". وكان الأمين العام لحلف الناتو قد قال في وقت سابق إنه ينتظر من الإدارة الأميركية الجديدة المحافظة على النهج القائم بالإبقاء على دورها الريادي في زعامة الحلف العسكري. وأعرب كذلك عن أمله في أن يوفي ترامب بالتزامات الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الأعضاء الأوروبيين في الحلف بدئوا بزيادة نفقات الدفاع كما طلبت منهم واشنطن.
على صعيدٍ متصل، انتقد حلف الناتو موسكو لنشرها منظومات "باستيون" الصاروخية الساحلية الحديثة في مقاطعة كالينينغراد الروسية، ورأى أن هذا الإجراء "ظاهرة من ظواهر الإستراتيجية العسكرية العدائية". وأضاف الناتو، في بيان، أن نشر منظومات "باستيون" في كالينينغراد والتي تطل على بحر البلطيق "بالقرب من حدود الحلف، لا يساعد على تخفيف التوتر أو إعادة القدرة على التنبؤ في العلاقات بين الناتو وروسيا". كما دعا السلطات الروسية إلى مزيد من الشفافية فيما يتعلق بنشاطها العسكري، بغية "تجنب وقوع حوادث ومخاطر سوء الفهم". وكانت وكالة "إنترفاكس" أفادت، الاثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بتعزيز مجموعة القوات المسلحة الروسية الموجودة في منطقة كالينينغراد بنشر كتيبة منظومات "باستيون" هناك.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، في يوم سابق من الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني، أن لدى روسيا الحق السيادي في اتخاذ كافة التدابير اللازمة على أراضيها لضمان أمنها، ردا على التصعيد من قبل حلف شمال الأطلسي. وتستخدم منظومات من طراز "باستيون" لحماية سواحل يتجاوز طولها 600 كلم وتدمير أنواع مختلفة من السفن السطحية في ظروف القصف المضاد المكثف والتشويش اللاسلكي، ويمكنها أن تطلق 39 صاروخا دفعة واحدة.
وفي غضون ذلك، تحدث بوتين عن التدابير التي ستتخذها روسيا بسبب توسع الناتو. ووفقا للرئيس الروسي، فإن روسيا سترد على توسع حلف شمال الأطلسي، وهي قلقة إزاء الدور الرئيسي للولايات المتحدة في قرارات الناتو. وأشار بوتين إلى عدم قدرة البلدان على مقاومة الضغوط من الولايات المتحدة، وأنه لهذا السبب قد يظهر "أي شيء" على أراضيها. وقال بوتين: "وماذا علينا أن نفعل؟ يجب علينا في هذه الحالة اتخاذ تدابير مضادة، أي توجيه صواريخنا على تلك الأهداف التي نعتبر أنها تهددنا". وقد أكد الرئيس الروسي مرارا وتكرارا أن روسيا لا تنوي مهاجمة الناتو، وكل التقارير الغربية بهذا الصدد هي مجرد خيال.
ساحة النقاش