<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
هل دخل الميدان السوري مرحلة المعركة الشاملة؟؟
الأربعاء 23 تشرين الثاني2016
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
تتسارع الأحداث في الميدان السوري بشكل ملفت، ويبدو الجيش السوري وحلفاؤه ممسكين بزمام الأمور إلى حد بعيد بعد سلسلة الهزائم التي تلحق بالجماعات الإرهابية على كل الجبهات، وخصوصًا على جبهات حلب سواء جبهات المدينة أو الأرياف.
وقبل الدخول على خط الميدان وشرح تفاصيله وتطوراته ونتائجه، أود الإشارة إلى ثلاث مسائل تؤشر إلى الاتجاه الذي تسلكه الأمور:
أولًا: زيارة ديميستورا إلى دمشق ولقائه بوزير الخارجية السيد وليد المعلم، وطرحه موضوع الإدارة الذاتية لأحياء حلب الشرقية كحل للمواجهة القائمة كمحاولة أخيرة على ما يبدو لإنقاذ الجماعات الإرهابية وتثبيتها كأمر واقع، وهو ما استدعى ردًّا واضحًا من الوزير المعلم يؤكد سيادة الدولة السورية على أرضها ومواطنيها ويرفض أية محاولات لفرض أمر واقع يخالف الحد الأدنى من معايير ميزان القوى التي باتت تميل وبقوة لمصلحة الدولة السورية في حلب وغيرها من الجبهات، علمًا أنّ ديميستورا نفسه كان قد أبدى استعداده لمرافقة عناصر جبهة النصرة من داخل الأحياء الشرقية إلى خارجها، وهو أمر يشكل فضيحة للأمم المتحدة، فكيف تصنف الأمم المتحدة النصرة كجماعة إرهابية وتعمل في الوقت نفسه على حماية هذه الجماعات تارةً عبر محاولة إخراجها وتارةً عبر تثبيتها كأمر واقع، وهذا السلوك إن دل فهو يدل على مدى المأزق الذي تعيشه الجماعات الإرهابية في حلب.
ثانيًا: التصريح الذي أدلى به احد كبار القادة والشرعي في حركة أحرار الشام أيمن الهاروش، وهو أيضًا احد أعضاء تجمع أهل العلم في الشام وصاحب الفتوى التي تجيز الاستعانة بالجيش التركي الذي أقرّ أن خسارتهم لحلب باتت مسألة وقت وستُحسم لمصلحة الجيش السوري، كما أشار إلى أن الجيش السوري بات متفوقًا على الجماعات مجتمعة وان المعركة يجب أن تنتقل إلى جبهتي دمشق والساحل مع استخدام أسلوب مختلف وهو التخلي عن المواجهة الجبهية والانتقال إلى أسلوب التفجيرات والاغتيالات في جبهتي دمشق والساحل. هذا الكلام يعني في مكانٍ ما إدراك الهاروش اقتراب نهاية مرحلة محاربة الإرهاب والدخول في مرحلة مكافحة الإرهاب والتي تكلمنا عنها في مقالات سابقة، مدعمًا كلامه بالإشارة إلى الممارسات الخاطئة"لقوى الثورة" كما سماها، واصفًا ممارسات المحاكم الأمنية والظلم في سجون وأقبية الفصائل كعامل أساسي من عوامل الهزيمة.
ثالثًا: إعلان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا عن تشكيل الفيلق الخامس - اقتحام ودعوة السوريين للتطوع في الفيلق لإنجاز النصر النهائي، وهي الجملة التي تؤكد معرفة قيادة الجيش السوري بطبيعة أوضاع وتفاصيل الميدان، وما الدعوة إلى تشكيل الفيلق الخامس إلا لتسريع انجاز النصر وعدم تأخيره، وهو أمر يشبه تشكيل الفيلق الرابع - اقتحام منذ سنة تقريبًا، وهو الفيلق الذي أنجز العديد من المعارك الناجحة في أرياف اللاذقية وحلب بشكل أساسي.
على المستوى الميداني، نلاحظ أن الجيش السوري بادر إلى تحريك جبهة اللاذقية وجبهة حرستا المرتبطة بطريق دمشق - حمص، ففي اللاذقية بادرت وحدات الجيش إلى شن إطلاق عملية مفاجئة على محاور الراعي – التفاحية – تلة الخضرا – تردين – عين عيسى، وتمكنت وحدات الجيش من السيطرة على التلة الجرداء وتلة الجامع وتقاطع الرشاشات وهو تطور هام ومفصلي.
أما في محور حرستا، فالعمليات جزء لا يتجزأ من عمليات الغوطة الشرقية التي تسجل تقدمًا دائمًا للجيش السوري الذي يعتمد نمط القضم البطيء والثابت.
في الغوطة الغربية نحن على مشارف الانتهاء من العمليات العسكرية مع إعلان مسلحي خان الشيح وزاكية رغبتهم في الاستسلام، حيث توضع اللمسات الأخيرة لمغادرة البعض منهم ودخول الباقين في تسوية يسلمون فيها أسلحتهم للجيش السوري، وهو أمر سيشمل أيضا بلدة كناكر والمقيليبة. وعند إتمام العملية ستكون الغوطة الغربية خالية بشكل كبير من الإرهاب، ليتم بعدها تفعيل ملفات الحجر الأسود وببيلا وخيم اليرموك والانتهاء من أي تواجد إرهابي في الغوطة الغربية.
معارك مدينة حلب التي تسجل تقدمًا لمصلحة الجيش السوري وتراجعًا للجماعات الإرهابية تسير بالشكل المرسوم لها، وخصوصًا عند محور تل الزهور الذي ينطلق برأس سهم هدفه شق الأحياء الشرقية إلى قسمين شمالي وجنوبي من خلال طريق مطار النيرب - حلب الرئيسي إضافة إلى المحاور الأخرى التي تهدف إلى شق المحور الشمالي إلى قسمين، وكذلك المحور الجنوبي بالإشارة إلى أن الجيش السوري بات يمتلك نقاط ارتكاز أساسية تمكنه من تحقيق أهداف العملية.
وإذا ما راقبنا موقف روسيا وإيران والصين المتصاعد والذي يؤكد حسم الحرب وتحقيق الانتصار يقابله تخبط أميركي - أوروبي إزاء النتائج الميدانية وربطنا كل ذلك في الميدان، يمكننا التأكيد أن الميدان السوري سيدخل مرحلة المعركة الشاملة عبر فتح كل الجبهات والبدء باستنزاف قدرات الجماعات الإرهابية وصولًا إلى إلحاق الهزيمة بها، مع ضرورة الإشارة إلى أن عبئًا مضافًا في الجانب الاستخباراتي سيقع على عاتق القوى الأمنية في سوريا تحضيرًا للبدء بالتعاطي مع مرحلة مكافحة الإرهاب الذي سينكفئ إلى تنفيذ أعمال عدائية كالاغتيالات والتفجيرات، وهو أمر متوقع ويتم العمل على التعاطي مع احتمالاته عبر إعداد قاعدة معلومات أمنية واسعة تساعد في تخفيف ومنع هكذا نوع من العمليات.
ساحة النقاش