<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
السيد نصرالله: كلنا يمنُ
الأربعاء 12 تشرين الأول2016
إيهاب زكي - بيروت برس -
قبل التصويت على مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن، قال المندوب الروسي فيتالي تشوركين "إن هذا المشروع يُعتبر سابقة، حيث أنه يُطلب من دولة عضو في مجلس الأمن أن تصوّت ضد نفسها"، في حين أنه ليس سابقةً كما قال المندوب الروسي، فالولايات المتحدة عقدت اتفاقًا مع دولته تحديدًا على ضرب نفسها، حين وافقت على عمليات مشتركة لضرب المجموعات الإرهابية في سوريا، فهذه المجاميع هي الفرقة الوهابية في الجيش الأمريكي. وكما نوّه السيد نصرالله باستغرابه الموافقة الأمريكية على بنود الاتفاق حين اطلاعه عليها، لذلك فليس المستغرب هو التراجع الأمريكي عن تنفيذ الاتفاق بل سرعته، وهذه السرعة لا تفسير لها، سوى أن الاتفاق كان محكمًا لدرجة عدم قدرة الولايات المتحدة من استغلاله لإعادة تسليح وتنظيم صفوف تلك المجاميع. ثم امتدادًا لمستغربات السيد نصرالله، فقد استهجن مطالب عدم تعرضه للسعودية مراعاةً للانتخابات الرئاسية في لبنان، وضرب مثلًا بـ"رجل القلق الأممي" بان كيمون الذي أنطقه هول الفاجعة، وكان بان كيمون قد أدان السعودية ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية في مجزرة صنعاء.
إنّ الحديث مع قبيلة آل سعود من منطلقات شرعية أو قانونية أو سياسية هو كالحرث في الماء، فهذه اللغة لا تتناسب مع تصحر أفكارهم وانختام قلوبهم، فهم لا يعرفون سوى قانون ضرورة امتلاك السوط للمتنبي، وهو يختلف عن قانون القوة الذي تفهمه الولايات المتحدة مثلًا أو ربيبتها "إسرائيل"، فقانون القوة يرسم خطوط تماس وقوانين ردع متبادلة. وعلى سبيل المثال قبل توقيع اتفاقيات أوسلو المشئومة، وحين كانت تأتي جماعة من المستوطنين لإقامة مستوطنة في إحدى قرى الضفة الغربية، ويأتون بـ"كراڨان" ليكون نواتها، يأتيهم فدائي من غامض علم الله، يحمل مسدسًا من مخلفات الحرب العالمية الأولى، فيضع رصاصةً في رأس أحدهم، فيتركون الجمل بما حمل فرارًا ليبقى "الكرڨان" نهبًا لأوهام الاستيطان والصدأ، هذا قبل أن تشكل أوسلو جدارًا فاصلًا بين تلك الرصاصة ورؤوس المستوطنين. وأما قانون السوط فهو يتطلب وجود سادة وعبيد، فلا يعرف الندية أو التعامل بالمثل وقواعد الردع المتبادلة، والعدوان السعودي على اليمن يخضع لهذا القانون، فآل سعود يريدون استعباد اليمنيين لا الانتصار عليهم فحسب، لذلك فإنّ انتصار اليمنيين يعني استعبادهم لآل سعود إن لم يزولوا، وهكذا يفهم آل سعود هذا الصراع، وكلام السيد نصرالله عن غور آل سعود في أبد التاريخ ليس بعيدًا عن هذا التصور.
أطلق الجيش اليمني صاروخًا بالستيًا على قاعدة جوية في الطائف، التي تبعد 70 كم عن مكة المكرمة، وهو ما اعتبر ردًا أوليًا على مجزرة صنعاء، ورسالة بمضامين مستقبلية، وقد أصاب هذا الصاروخ عنجهية آل سعود وأصابهم بالتخبط قبل أن يسقط على هدفه. ومن الأمثلة على ذلك، ففي البداية أعلن ما يسمى بـ"التحالف" إسقاط الصاروخ قبل أن يتراجع بذريعة أن الإحداثيات التي رصدها التحالف بيَّنت أن الصارخ سيسقط في منطقة خالية، لذلك لم يحاولوا إسقاطه، ثم أجمع الإعلاميون السعوديون على أن استهداف الطائف بهذا الصاروخ لا يدع مجالًا للشك، بأن السعودية تحارب إيران في اليمن، وفي نفس الوقت يعتبرون أن الجيش اليمني يمتلك 3000 صاروخ باليستي، لكن السعودية دمرت الجزء الأكبر من هذا المخزون، كما أنهم ينصبون أنفسهم أوصياء على اليمن أرضًا وشعبًا بوقاحةٍ لا تجاريهم فيها إلا المواقف الأردوغانية تجاه العراق، فيقولون لن نسمح لمن يشكلون 15% من السكان-الحوثيين- بحكم اليمن، وفي ذات الوقت يشملون الرئيس صالح وأنصاره في هذه الكتلة. كما أنه قبل انكشاف فظاعة الجريمة في مجزرة صنعاء والتنصل الأمريكي من بشاعتها، اعتبرتها السعودية صيدًا ثمينًا، ثم بدأت حملة التلفيق والتزوير للتبرؤ، وهذا التبرؤ ليس من دوافع أخلاقية بل هي خشية العبيد من الحساب، وهذه الأمثلة من التناقضات هي وسيلة الباطل للتلطي خلف ستائر الحق، كما أنها وسيلة الضعف لاستدراع القوة.
قدم السيد نصرالله نصيحة لمن يعتبرون أنفسهم أصدقاءً لآل سعود، بأن ينصحوهم بوقف العدوان لأن استمراره يعني أن يستمر آل سعود بغزل حبال مشانقهم، لكنها في ذات الوقت نصيحة العارف بأن الحمقى لا تجدي معهم نصائح، وعليه فإنّ السيد يبشر وإن ضمنيًا بقرب زوال هذه العائلة، ولكن السيد أشار من جانب آخر إلى أن مرحلة الاستخدام لم تنتهِ بعد، فما زالت الولايات المتحدة تسعى إلى الإفادة من وجود جيش الوهابيين الأمريكي في سوريا، وهو ما يتطلب بالنتيجة مالًا سعوديًا وفكرًا وهابيًا ليستمر، مع الأخذ بعين الاعتبار ما نقلته جريدة الأخبار اللبنانية عن محاولات سعودية لاستجلاب 4000 مقاتل سوري من درعا لحماية الحدود السعودية مع اليمن، وهؤلاء إن نجحت في استجلابهم سيكونون نواة أساسية لكل متفرعات القاعدة. كما أن السعودية لا تستطيع اتخاذ هذا القرار دون موافقة ومساعدة ومشورة أمريكية، وأيضًا فإنّ العدوان السعودي على اليمن، جعل من المناطق التي سيطرت عليها قوات هادي قاعدة وعمقًا استراتيجيًا للقاعدة، فهؤلاء الأربعة آلاف سيرفدون القاعدة لا الجيش السعودي، وهذه الخلاصة تعني أنّ انتصار سوريا وفشل المشروع الأمريكي، سيجعل من الأراضي السعودية المستقر النهائي لتلك الجماعات، بكل ما يعنيه ذلك من تفتيت ودمار وغور في أبد التاريخ كما قال السيد نصرالله، وأظنه حين أوجب شعار كلنا يمن، ما كان يقصد إلا أن اليمن سيكون مقبرة آل سعود الذين أرهقوا مستقبل أمة وأرَّقوا ماضيها.
ساحة النقاش