<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
ناهض حتر وعمامة الأردن «السلفية»
شبكة عاجل الإخبارية ـ إيفين دوبا
25 أيلول 2016
ليس ناهض حتر هو الذي مس بالذات الإلهية، فقط وجد الصورة التي يصفونها هم، فعلا، المهم لسنا في موقف دفع التهمة البليدة عن الكاتب المثير للجدل، ولحنق الوهابية التي أتعسها حتر حينما كان ثمة، صوت مثقف على الصعيد الأردني يقارع المد التكفيري ويفسر عبر كتابات، لماذا لا يجب أن تسقط سورية في براثن التطرف.
حتر غريب جدا عن السلفية التكفيرية نعم، فهو ليس منها كما بقية أزلام البلاط الملكي من عمان حتى الرياض مروراً بأنقرة المنافقة علمانيا، لكنه سبرها جدا إلى الحد الذي عرف باطنها «الكافر»فلم يسكت عنها وفي طرفة عين، تحول دمه إلى ثورة إلى غرق النظام الأردني في أحضان الداعشية برعاية و«هدهدة» النظام السعودي.
سقط الراحل الحاصل على ماجستير في الفكر السلفي المعاصر، والكاتب الذي أمطر التطرف بوابل من الكتابات الكشفية والناقدة والمقارنة، على باب قصر «العدل» في عمان بعد مسلسل المحاكمات الذي خضع له منذ محاولة اغتياله الأولى، فيما بقي بعيدا عن دهاليز المحاكم جميع الشخصيات التي تسير في شرايينها حمى التكفير، يعني أن الأردن لبس دشداشة السلفية وجلباب الوهابية بأمر من صاحب عرشه أو بسبب تسيبه في الحكم لا فرق، المهم، أن هذه هي الضربة الثانية التي تصيب البلاد التي تحاول أن تخرج من شرنقة «السعَوَدَية» السياسية والشعوذة الوهابية على يد مثقفيها وناشطيها باختلاف مشاربهم الثقافية والسياسية.
غير أولئك الذين يحتلون البرلمان الأردني بالسراويل المقصوصة على طريق ابن باز وأسلافه،فإن في الأردن تيار عريض يصارع لمنع اختصار البلاد بقبيلة أو بإمارة، ويستند التيار ذلك على خلفية شعبية تقمع بسبل شتى لا تراها عيون المنظمات الحقوقية الدولية إلا لرفع الحرج والعتب، والآن فإن السلاح الذي اغتيل فيه ناهض حتر أصبح على رأس ذلك التيار لإرهاب كل رأس فيه يفكر بالتمرد أو عصيان الشيطان الوهابي أو مجرد التعوذ منه.
لا تفهم السعودية أن الأردن سابق لها في التاريخ والجغرافيا، تراه فحسب مجرد شيخ أعور أشعث الشعر قصير السروال، تماما على صورة رجال الإفتاء فيها وأحد شيوخ بلاطها المتخصصين بقطع تذاكر السفر إلى الجحيم ومقصورات العربدة التي تصورها ابن تيمية وشلته «سلفا» قبل مئات السنين، فيما تتولى استخبارات الرياض وعمان وأنقرة مهمة إعادة المنطقة إلى تلك العصور الوسطى عقليا.
لا لم يمت ناهض حتر مهما لبس النظام الأردني العمامة الداعشية وصلى خلف إمام سعودي جائر دون طهارة تجاه قبلة الشيطان التكفيري، بل تحول إلى قضية، وحتى لو أخذ النظام الأردني مقاعد الاحتياط أو تقمص دور المحايد لدى اغتيال المثقف الذي أوجع جوانب التكفيريين من أعلى مستوياتهم وحتى آخر تخل فيهم، وهم على مضاجع العربدة، فإن التاريخ لا يرحم والتجربة العثمانية يمكن استحضارها في أي وقت، لا أحد يريد أن يكون عبدا للباشا ولا للأمير، ولا لشيخ يليق بهم مصحح عقلي وليس بمنبر مذهّب على حساب بيت مال الضحايا.
ساحة النقاش