<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
وجوب سحب الشرعية من داعش و أخواتها
شبكة عاجل الإخبارية ـ يحيى أبو زكريا
09 آب ,2016
من مميزات الشريعة الإسلامية الوضوح, ومن صفات القرآن الأساسية أنه كتاب واضح بدون إبهام "قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ اللَهِ نُورٌ وَكِتَـابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوُانه سُبُلَ السلام وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمات إلَی النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلَی صِرَطٍ مُسْتَقِيم" و القرآن نور و كل آياته جاءت من عالم النور ، ولم تقصر أو تعجز أبداً عن تشخيص أمراض البشر وطريقة علاجها الناجح.. ولأن القرآن واضح كالشمس في كبد السماء, فيجب أن تكون كذلك الأحكام الصادرة عنه كونه المصدر الأساس والأول للتشريع الإسلامي وصناعة الفتيا... و بناءا عليه فإن الأحكام التي صدرت ضد داعش التي خطفت الإسلام وأساءت له إلى أبعد الحدود، لم تكون واضحة ولا بينة، و كانت في بعض الأحايين متذبذبة لم تحمل سمة الجدية الشرعية المطلقة... ولعل هذا الاضطراب في تبيان موقف الإسلام من داعش بشكل حازم وشرعي ورباني هو الذي ما زال يفتح شهية الشباب العربي والمسلم للانضمام إلى دولة الخلافة الموعودة ...فوسائل الإعلام تقدم عنوان داعش مفخما "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" وبعض العلماء يتحدثون عن تنظيم الدولة أو تنظيم التوحش والوحشية ببعض التحبب كما لو كان داعش مترجمة لعهد السلف الصالح ...فما هو موقف أهل السنة والجماعة من داعش، الموقف الشرعي الواضح والبين؟ وأليس من الضرورة تأسيس حلف سني ضد داعش والفصائل الإرهابية؟ وكيف نؤسس التلاقي السني في العالم العربي والإسلامي وعلى مستوى المرجعيات الإسلامية لمواجهة داعش؟ ومن هي الفئات التي تعطي شرعية لداعش في خط طنجة – جاكرتا و كيف نتعاطى معها لسحب أي شرعية إسلامية من داعش التي نجحت في سرقت الإسلام كتابا وسنة وقادت حرب تدمير الداخل العربي والإسلامي؟ إن الكم الهائل والمدوي لإفرازات الفعل الداعشي في العالم الإسلامي وفي القارات الخمس يملي علينا ضرورة تعبئة العالم الإسلامي ضد داعش و فصائل الإرهاب في المساجد والمنابر والإعلام والخطاب السياسي والجامعات والمدارس والبرامج والمسرح وكل وسائل التعبير والتكوين والتربية والبناء الحضاري...وقد اقترفت جماعات الذبح أفظع المجازر في سورية والعراق ولبنان وتونس ومصر وفي القارات الخمس...فقد ذبح و يذبح العراق من الوريد إلى الوريد، ذبح العراق قتلا وتفجيرا وإحراقا وتفخيخا ونسفا ولو كان المسلمون يتقنون فن الحساب ولم تكن في ذاكرتهم ثقوب لاكتشفوا أن العراق أرض الحضارة والعنفوان العربي شهد ويشهد أكبر نسبة من السيارات المفخخة...وامتدت أيادي الإثم والإرهاب إلى المساجد والمقامات والحسينيات ومقامات أهل البيت عليهم السلام وقبور الأولياء والصالحين وقبور الأنبياء عليهم السلام والمكتبات والمخطوطات، ناهيك عن تدمير الإنسان العراقي من كل الانتماءات الإثنية والدينية، فلم يسلم أحد في العراق...ومع كل هذا الإثم الفاحشي والإرهاب الداعشي المتضخم فإن المؤسسات والمرجعيات الإسلامية والحكومات العربية والمؤسسات العربية أصيبت بداء الحياء والخجل في موضوع يتعلق بإبادة شعب عراقي تواق إلى السلام والحرية والعيش بكرامة في وطنه.وبحسب إحصائيات رسمية لبعثة الأمم المتحدة "يونامي" ،فان التفجرات الإجرامية وأعمال العنف أدت إلى سقوط 28719 شهيدا وجريحا هذا في العام 2014. فهل كانت الفتاوى في الحواضر العربية والإسلامية، والأحكام الشرعية في مجمعات الفقه والفتوى في العالم العربي والإسلامي، والقرارات في دوائر الفعل العربي والإسلامي على مستوى هذه التضحيات وهذا القتل الممنهج والإبادة المدروسة للشعب العراقي. كل ما جرى ويجري في العراق وليس آخرها مذبحة الكرادة التي تدمي قلب كل غيور على أمة محمد صلى الله عليه وآله يؤكد أن هناك من يعمم سياسة الصمت حيال الإرهاب الداعشي و الفاحشي في العراق. بل إن البعض يصدر بيانات دعم للإرهاب الأعمى مدعيا أن الدواعش قتلوا الروافض ويصدر في ذلك تهليلات وتغريدات وتبريكات.ألم يحن الوقت أن نرفع الصوت عاليا لوقف المجازر في حق الشعب العراقي؟وإن كنت والحمد لله من الذين يرفعون الصوت عاليا ضد هذا الإرهاب في العراق وغيره أمس واليوم وغدا وإلى يوم القيامة.إن العراق كتلة عملاقة من فعل الحضارة والنهضة والرقي من العهد السومري وإلى العهد الأكادي والبابلي والعهد الكاشي والأشوري والكلداني وإلى عهد الحضارة الإسلامية، إضافة إلى ذلك فهو أرض الأطهار والأخيار، وموطن العترة الطاهرة.فقه دمرّ الجزائر سابقا، وفقه دمر مصر وفقه دمر أفغانستان وفقه دمر العراق وسورية وتونس وليبيا، معظم الدولة العربية والإسلامية، يجب إلغاء هذا الفقه بالكامل من أجل أجيالنا المقبلة.
ساحة النقاش