<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
عزرائيل يمشي الهوينا في حلب ... معركة الخلاص بين الملكوت والعالم السفلي
شبكة عاجل الإخبارية ـ علي مخلوف
08 آب ,2016
في حلب يسير عزرائيل الهوينا متأملاً أزقتها القديمة، يحصي أعداد الأرواح التي سيكون على موعد معها، يحضر الطيب والعطور لإهراقها على أجساد الشهداء، ويشحذ منجله لحصد أرواح ملعونة مثواها سيكون سعيراً. في حلب تعلو أصوات الرصاص كترنيمة كنسية، وتنطلق قذيفة مدفعية وكأنها صيحة آذان، يتقدم العسكر كجند مؤيدين بأهل الملكوت المسومين.. في ذاك المكان انسكب الدم الأطهر لشهيد، وهنا تأوه بطل جريح، هناك في حلب تُمسح الرصاصة بزيت مقدس وتُبخر مع ترتيل آية الفتح وعبارة الله وأكبر.هي معركة الخلاص تتجه إليها أنظار العالم، ولأجلها يحشد العالم السفلي كل جنده من أبالسة اللحى والدشاديش تضخ أنظمة الخليج مالها وفتاويها، ويتدفق حاملوا أعضائهم التناسلية على أكتافهم للموت من أجل الفوز بمومس سماوية نصفها السفلي قد يكون سمكة! تستنفر وسائل الإعلام المعادية غربية وأعرابية لتضخ موجة تسونامي من الشائعات والحرب النفسية، يّجن رعاة الإبل في صحراء الربع الخالي،ويمتعض دهاة الاستخبارات والسياسية في الأروقة الغربية، الكل متأهب لما يحدث في حلب بعد حصار أحيائها الشرقية من قبل الجيش العربي السوري.موقع غلوبال ريسيرش الأمريكي تحدث عن أهمية معركة حلب باعتبارها المعركة الفاصلة ضد التنظيمات الإرهابية فيما رأت مجلة كاونتر بانتش الأمريكية إلى أن المجموعات المسلحة دفعت بأفضل رجالها وإمكانياتها في محاول كسر الحصار عن حلب، فيما كان لافتاً ما أشارت إليه صحيفة واشنطن بوست من أن الوضع في حلب قد انقلب على المجموعات المسلحة المدعومة من قبل الولايات المتحدة ، كذلك نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً تناولت فيه التقدم البارز للجيش العربي السوري في حلب، أما الصحف البريطانية فقد اعتبرت أن الغرب لن يخوض حرباً من أجل سوريا وأنه لا يوجد خيار بين أمراء الحرب السورية الآن، فيما رأت صحيفة الفايننشال تايمز أن الارتباط بين الهجمات الإرهابية في أوروبا وحصار مدينة حلب لم يكن من قبيل الصدفة، مشيرةً إلى أنه في الوقت الذي كان يتقدم فيه الجيش السوري في حلب كانت العمليات الإرهابية تُنفذ في المدن الأوروبية، من جهتها اعتبرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن تحرير مدينة حلب من قبل الجيش العربي السوري سيعني تغييراً لمسار الحرب وسيمنح الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين نصراً حاسماً.أما بالنسبة للصحف والمواقع الأعرابية المعادية فقد كان ضخ الأخبار والتقارير والصور والفيديوهات واضحاً فضلاً عما يتم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي من حرب نفسية، بالمختصر هناك استنفار كامل للمحور الغربي ـ الأعرابي بسبب مدينة حلب، تحرير هذه المدينة سيعني بمثابة نعوة لمشروع الإرهاب في سورية، وتمهيد لمكسب سياسي مقبل على طاولة المفاوضات ولأجل ذلك تستميت الجماعات الإرهابية في قتالها الحالي.فيما يخص الكليات التي قيل بأن الإرهابيين سيطروا عليها فإن عدداً منها قد سُوي بالأرض بعد غارات جوية سورية وروسية، ثم توالت الأخبار حول تكثيف كل من سورية وروسيا لغاراتها الجوية، الأنباء الأولية كانت سقوط 800 قتيل للمسلحين في كلية المدفعية لوحدها، بل إن المشهد الأكثر قرباً للتصور المنطقي هو أن نتخيل أعداداً كبيرة من قطعان المسلحين تهجم على كلية عسكرية أو موقع ما يتحصن فيه عشرات من الجنود والضباط تخيلوا حصيلة قتلاهم بعد توجيه كثافة نارية كبيرة عليهم، قد يستولي هؤلاء على الهدف لكن بمقارنة الخسائر المادية والبشرية فإن خسائرهم أضعاف مضاعفة لخسائر الجيش، فيما يبقى تضخم الحدث وكأنه نصر كبير، لكنه لن يكون أكثر من إنجاز معنوي آني وقصير العمر.بالمحصلة بما أن روسيا وإيران تعلمان مدى أهمية هذه المعركة فإنهما لن تبقيا مكتوفتي الأيدي، وكذلك الأمر بالنسبة للمحور المعادي، ومهما سرت أنباء وتقارير حالياً سيبقى السوريون في حالة رفع الأيدي إلى السماء والدعاء بحناجر حبلى بالأمل لنصر جيشهم الملكوتي على عابدي مهابل الحوريات السماوية المزعومة.
ساحة النقاش