<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
حاخام جيش الاحتلال: اغتصبوا «غير اليهوديات»!
الأربعاء 13 تموز2016
حلمي موسى - السفير
أثار تعيين الحاخام العقيد إيال كريم في منصب الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي فضيحة، بعدما أظهرت تحقيقات صحافية أنه بين من يدعون إلى اغتصاب «نساء العدو» في زمن الحرب. ولا تقتصر فتاوى هذا الحاخام على هذه المسألة، بل تتعداها إلى الكثير من الفتاوى المناهضة للمرأة عموماً، وحقوقها، وبينها حظر تجنيد البنات في الجيش. ولذلك السبب، شنّت مجموعات نسائية وسياسية حملةً واسعةً لمنع هذا التعيين، ما اضطر قيادة الجيش إلى استدعاء كريم للتحقيق معه. ويحلّ الحاخام كريم البالغ من العمر 59 عاماً محل الحاخام الأكبر السابق للجيش الإسرائيلي العقيد رافي بيرتس. وسبق لكريم أن خدم في لواء المظليين، وقاد الوحدة الخاصة في اللواء، قبل أن يغدو حاخاماً جراء كونه من خريجي مدارس بن عكيفا الدينية، ومدرسة عطرات كوهانيم. وأظهرت تحقيقات أجرتها صحف إسرائيلية عدة أن الحاخام كريم يتخذ مواقف متشددة معادية للنساء. وهكذا، فإنه في ردوده على أسئلة طرحت عليه في الماضي في موقع «كيبا» الديني، رفض تجنيد البنات في الجيش الإسرائيلي. ورداً على سؤال حول المشاكل في تجنيد البنات للخدمة العسكرية، قال إنه «في وضع كالذي ساد في حرب 48، حين أحدق خطر ملموس بشعب إسرائيل، وكان الواقع فداء حقيقياً للنفس، شاركت النساء ايضاً في الدفاع عن الشعب والبلاد، رغم أن الواقع لم يكن محتشماً جداً. أما في أيامنا، فنحن لا نعيش في وضع فداء نفس حقيقي». وأنهى كريم بقول قاطع: «لما كان الضرر في الاحتشام الذي قد يلحق بالبنت والأمة حاسماً، فقد أفتى عظماء الجيل والحاخامية الرئيسة، بأن تجنيد البنات للجيش الإسرائيلي محظور بشكل مطلق».وهكذا، في العام 2003، سُئل حول موقفه الفقهي من أنه «إذا كان اغتصاب المدنيين في الحرب يعتبر محظوراً ومزعزعاً، لماذا، ظاهرياً، الأمر مسموح لليهودي؟ وهل مسموح لجندي الجيش الإسرائيلي، مثلاً، اغتصاب نساء في زمن الحرب، أم أن هذا محرم؟». وكان جوابه: «أحد القيم الهامة والحاسمة في الحرب هو الحفاظ على الأهلية القتالية للجيش.. ومشاعر واحتياجات الفرد تحشر في الزاوية من أجل إنجاح الأمة في الحرب. وبسبب أنه في الحرب «تنهار» أسجية المخاطرة من أجل الآخرين، أيضاً «تنهار» في الحرب أسجية الاحتشام والإباحة... ورغم أن الارتباط بغير يهودية أمر بالغ الخطورة، فإنه مسموح به في الحرب، من منطلق أخذ مصاعب المحاربين بعين الاعتبار». وفي النهاية، خلص كريم إلى أنه «بسبب أن نجاح الكل في الحرب ينتصب أمام أعيننا، فإن التوراة أباحت للفرد إشباع غرائزه السيئة في شروط الإباحة ومن أجل نجاح المجموع». وأضاف أن هذا«إرضاء نزعة الشر من خلال المضاجعة مع غير يهوديات حسنات المنظر خلافاً لإرادتهن، انطلاقاً من المراعاة لمصاعب المقاتلين، ومن أجل نجاح العموم».وفي العام 2012،حينما أثيرت ضجة حول هذه الفتوى،سعى كريم لتفسير كلامه بالقول إن التوراة لم تبح أبداً اغتصاب النساء. لكن«كل الفكرة هي أنها تلطيف لعالم الحروب البربري الذي كان قائماً في الماضي،حين كان بوسع كل جندي فعل ما يشاء بأسراه، وهدف الفتوى هو منع الجندي من اتخاذ الأسيرة زوجة في حمى القتال». وبحسب كلامه، فإنه «واضح أنه في أيامنا، في زمن التقدم في سُلّم القيم، وحيث لا يوجد زواجٌ من أسيرات، فبالتأكيد لا حاجة لتجسيد هذه الفتوى عملياً، خصوصاً أن هذا يتناقض تماماً مع قيم وأوامر الجيش». وفي العام 2011، أفتى الحاخام كريم أنه ليس مناسباً أن تقدم المغنيات العروض في المراسيم العسكرية. وكتب في الوثيقة أنه «يجدر خلق طابع من المراسيم التي تحترم أفكار عموم الحاضرين فيها،ولهذا الغرض ينبغي جلب مغنٍ وليس مغنية. وعندما لا يكون الأمر متاحاً لأسباب مختلفة، فيجب إعفاء أولئك الذين يمّس الأمر بمشاعرهم من حضور المراسيم». وبعد الإعلان عن التعيين المقرر، دعت أمس نائبات ومنظمات نسائية إلى إلغائه فوراً.وقالت النائبة عن«القائمة العربية المشتركة» عايدة توما سليمان، رئيسة «لجنة تقدم مكانة المرأة ومساواة النوع الاجتماعي»، إن«فتوى العقيد كريم بشأن السماح باغتصاب النساء غير اليهوديات لا تشبه إلا«فتوى»منظمة قتلة ليست بعيدة جداً عن حدود إسرائيل. سأتوجه إلى المستشار القانوني، وسأحتج على التعيين وأدعو النائبات والنواب الانضمام إلى توجهي».أما رئيسة جمعية «نعمات» النسائية غاليا فلوخ، فقالت إن هذا تعيين غير مناسب وإنها تعتزم التوجه إلى رئيس الأركان والمطالبة بإلغائه. «فمن يعتقد أن الاغتصاب هو على ما يرام كمُحسّن لمعنويات الجنود،على أن يتعلق الأمر بنساء غير يهوديات،لا يمكنه أن يقود الجيش إلى أماكن طيبة من ناحية أخلاقية وروحانية».وأعلنت رئيسة «ميرتس»، النائبة زهافا غلئون، أن «العقيد ايال كريم ليس مناسباً لأن يكون المرجعية الحاخامية الرئيسة في الجيش الإسرائيلي، الجسم الذي تخدم فيه عشرات آلاف النساء، وليس جديراً بتمثيل الأخلاق اليهودية بأي شكل كان. فتصريحاته المخيفة، العنصرية والعنيفة تبيح دم النساء».وبعد انتقادات شديدة من جانب ناشطات نسويات ومنظمات حقوق إنسان، قرر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت إعادة النظر في أمر تعيين الحاخام كريم، ولكن بعد استدعائه والوقوف على حقيقة آرائه. وقد استدعى رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي الجنرال حاجاي طوبولنسكي الحاخام كريم للتباحث معه في الأمر. وأشارت جهات في الجيش إلى أنها لم تكن مدركة لمواقف كريم السابقة. غير أن هذا التبرير يظهر مدى استخفاف الجيش بالمواقف الدينية الشائعة طالما أنها لا تصدر عن جهات تحتل مكانة عليا في الجيش.لكن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي قال إن «العقيد كريم يرغب في أن يوضح بأن أقواله التي جاءت رداً على سؤال تفسيري فقط، ولكن ليس بأي حال من الأحوال على سؤال فقهي عملي. فالحاخام كريم لم يكتب أبداً، ولم يقل، ولا حتى فكر، بأن جندي الجيش الإسرائيلي يحق له أن يمس مساً جنسياً بامرأة أثناء الحرب، أما من يفسر أقواله بشكل مغاير فمخطئ ومضلّل. عن نهج الحاخام كريم الأخلاقي، تشهد سنوات عمله العسكري في المناصب القيادية، القتالية والحاخامية التي أظهر فيها ولاء مطلقاً لقيم الجيش الإسرائيلي وروحه، وذلك بالذات في احترام الإنسان بصفته إنسانا».
ساحة النقاش