<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الإسرائيليون «أكلوا الضرب» ... هذه ليست دبابة السلطان يعقوب
2016-06-21
دام برس :
دبت الحماسة لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ليكتب على صفحته عبر شبكة الفيسبوك: «شاركت اليوم أنا وزوجتي سارة في مراسم مؤثرة لإعادة الدبابة التي سقطت في اسر السوريين خلال معركة السلطان يعقوب خلال حرب لبنان الأولى. هذه الدبابة هي الدليل الوحيد على المفقودين في تلك المعركة: زخاريا باومل، تسبي فلدمان ويهودا كاتس، بعد 34 سنة نحن ما زلنا نبحث عن جنودنا ولن نتوقف حتى نحضرهم للدفن في «إسرائيل». الآن ستكون لدينا هذه الدبابة: ذكرى من معركة السلطان يعقوب التي يمكنهم زيارتها في «إسرائيل» وملامستها مع ذكرى أولادهم». ولم ينس تنتياهو أن يعاتب الإعلام الإسرائيلي، واتهمه بأنه تجاهل الزيارة «التاريخية» التي قام بها إلى روسيا، وقال: إن أحد انجازات الزيارة كان إعادة الدبابة الإسرائيلية التي تشكل الدليل الأخير على جنودنا المفقودين في السلطان يعقوب.
هل نجح الرئيس الروسي في أن يضحك على رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حين سلمه الدبابة الإسرائيلية التي أسرها الجيش العربي السوري خلال المعارك التي دارت في منطقة السلطان يعقوب في البقاع اللبناني، خلال التصدي لجحافل الغزو الإسرائيلي لبنان في العام 1982، وسط اعتقاد إسرائيلي، يستند إلى تقارير أمنية واستخباراتية(!)، بأنها الدبابة التي اختفى طاقمها، وكلفت إسرائيل فرقاً من العملاء، بعضهم من اللبنانيين، للبحث عن أي اثر للجنود الإسرائيليين.
انجاز... ام فضيحة؟
فرح نتنياهو بـ «الانجاز العظيم « المتمثل باستعادة الدبابة التي تعتبر الأثر الوحيد المرتبط بفقدان جنوده طاقم الطائرة، قبل أربع وثلاثين سنة، وقد تسلمها من الجيش الروسي، بـ «احتفالية»، أراد منها رئيس وزراء العدو أن يستثمرها في الداخل الإسرائيلي، لكن المفاجأة كانت صادمة، بعد أن كشف خبير الدبابات في الجيش الإسرائيلي المقدم ميخائيل ماس لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية أنَّ هذه الدبابة التي «أفرج» عنها من متحف الجيش الروسي، ليست الدبابة التي كان على متنها الجنود الإسرائيليون المفقودون في السلطان يعقوب، فجاءت هذه الحقيقة ـ الفضيحة، التي أضافت إلى رصيد رئيس حكومة العدو، المزيد من الخيبات القادمة من لبنان، بعد المراسم «الاحتفالية» التي خصه بها الرئيس الروسي.
وقال خبير الدبابات... من المحزن جدًا أنَّ رئيس الحكومة ووسائل الإعلام تمضي وراء البلاغات الكاذبة، هذه الدبابة ليست دبابة المفقودين، ما تم إعادته هي دبابة كاملة، ودبابات المفقودين تختلف، من المؤكد أنها إحدى الدبابات التي وقعت في أيدي السوريين في تلك المعركة التي خاضها اللواء 399، ولكن لا توجد في هذه الدبابة أي دلائل على إصابة أُناس فيها، وعندما قال نتنياهو إن الدبابة ستوفر الراحة للعائلات التي لا تملك قبرًا لأولادها، أخطأ مرتين. أولاً هذه ليست دبابة المفقودين، وثانيًا إنهم مفقودون وليسوا «شهداء». ما قاله خبير الدبابات، عززه مقدم في الجيش الإسرائيلي يدعى داني كرياف الذي قال: أن «الدبابة التي أُعيدت تحمل رقم 817581، بينما كانت دبابات المفقودين تختلف، إحداها احترقت بالتأكيد نتيجة إصابتها. من الواضح انه لا يهم الروس ما هي الدبابة التي سلموها، ونتنياهو استغل ذلك للتلاعب.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن قبل سنوات، بان الدبابة التي أهدتها سوريا إلى الاتحاد السوفياتي لتكون في عداد محتويات متحف الجيش الأحمر، لا ترتبط بالجنود الإسرائيليين المفقودين حتى اليوم، وتؤكد المعطيات التي تم تداولها قبل 18 عاما، أن فحوصات أجريت على الدبابة، بيّنت أن طاقمها عاد سالما، ما يعني أنها غير الدبابة التي كان على متنها الجنود المفقودين، لكن نتنياهو حاول الاستفادة من ملفها داخليا.
شقيقة جندي فُقد في السلطان يعقوب: هذه ليست دبابة يهودا.
فضيحة الدبابة «الأسيرة»، حركت عوائل الجنود المفقودين من طاقم الدبابة، ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية عن شقيقة الجندي الإسرائيلي المفقود يهودا كاتس الغاضبة مما جرى، قولها .. عائلات المفقودين تنفجر، ما الفائدة من كل هذه الأسافين؟ منذ سمعت عن نية إعادة الدبابة وأنا انتظر بترقب ولا أنام في الليل. وقبل عشرة أيام أقاموا المراسم في روسيا وهناك قال نتنياهو انه ستكون للعائلات هذه الدبابة كي يلمسوها ومعها ذكرى أولادهم، وكان يعرف آنذاك أن هذه ليست الدبابة الصحيحة، لكننا نحن لم نعرف. وفي اليوم التالي فقط، حصلت على رقم الدبابة الصحيحة، وليس عن طريق الجيش، وفهمت أن هذه ليست دبابة يهودا.
وفي محاولة للتخفيف من وطأة الفضيحة التي دوّت لدى الجمهور الإسرائيلي... قللت أوساط وصفتها «يديعوت احرونوت» بالمقربة من نتنياهو أن إسرائيل لم تدعّ في أي مرحلة بأن هذه هي دبابة المفقودين. «قلنا أنها دبابة من معركة السلطان يعقوب ودليل من المعركة، وهذا ما قاله رئيس الحكومة للعائلات، لم يقل أحد أبدًا أنّ هذه هي دبابة الجنود الثلاثة.
مآثره الجيش العربي السوري في السلطان يعقوب.
وكان الجيش العربي السوري الذي كان يقيم قواعد عسكرية في مختلف المناطق اللبنانية، قد شارك بفعالية في التصدي للغزو الإسرائيلي للبنان في حزيران العام 1982، وشهدت منطقة السلطان يعقوب في البقاع اللبناني معركة موصوفة، تصدى خلالها الجنود السوريون لجحافل الدبابات الإسرائيلية الغازية، معركة اعتبرها القادة العسكريون الإسرائيليون بأنها اكبر هزيمة يتلقاها الجيش الإسرائيلي خلال الاجتياح، حيث سقطت أعداد كبيرة في صفوف الغزاة، قتلى وجرحى، ودُمرت دبابات وناقلات جند مدرعة،وتم الاستيلاء على عدد من الدبابات بعد أن فرّ جنود الاحتلال منها، لكن المعركة انتهت بفقدان ثلاثة جنود كانوا على متن إحدى الدبابات، وبقيت ظروف فقدانهم مجهولة حتى اليوم.
وقد جندت إسرائيل العديد من شبكات التجسس، انخرط فيها لبنانيون تم إلقاء القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، كُلف في البحث عن أي اثر على علاقة باختفاء الجنود الإسرائيليين الثلاثة في معركة السلطان يعقوب.
مصيدة الدبابات... ودمشق تحتفل بانتصار السلطان يعقوب.
...في اليوم الثالث للعدوان الإسرائيلي عام 1982، اجتازت الفرقة 90 بقيادة اللواء الإسرائيلي جيورا ليف مدينة مرجعيون في الجنوب اللبناني، وتمركزت في مواقع حول بلدتي كوكبا وحاصبيا، ومن هناك كانت الوجهة شمالاً عند وادي البقاع باتجاه جب جنين واستخدمت القوات السورية الطائرات المروحية لدعم عملية التأخير وأطلقت الصواريخ على الأرطال الطويلة من المركبات الإسرائيلية المنتشرة على الطرق.
في العاشر من حزيران، اليوم الرابع للغزو، أسرعت الفرقة 90 الإسرائيلية إلى الأمام بهدف السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض قبل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار،ونجحت قوات الغزاة في اختراق فرق المشاة السورية في قرية السلطان يعقوب لتجد نفسها معزولـة ومحـاصرة.
وفي الفجر، أفلتت القوات الإسرائيلية وهربت إلى الجنوب بدعم مدفعي قامت بإطلاق النيران على القوات السورية وأحاطت قواتها بستار من النيران، وجـرت معـركة دامت ست ساعات، سُميت بـ «مصيدة الدبـابـات»، وقد خسر الاحتلال الإسرائيلي فيها ثماني دبابات وأكثر من 30 قتيلاً، والاهم فقدان ثلاثة جنود إسرائيليين، ما تزال وطأة اختفائهم مخيمة داخل المجتمع الصهيوني، وقد سرت أخبار في حينه، أن كرنفالات انتـصار السلطان إبراهيم أقيمت في ساحات دمشـق، وزعم مراسلون صحافيون أميركيون أنهم شاهـدوا الجـنود الإسرائيليين الثلاثة على متن إحدى الدبابات الإسرائيلية المعروضة في ساحة الاحتفال، لكـنها بقـيت في إطار التكهـنات أو «الخبطات» الإعلامية غير الموزونـة.
في العاصمة السورية دمشق، عُرضت الدبابات الإسرائيلية «الأسيرة» من معركة السلطان يعقوب، في متحف «بانوراما حرب تشرين»، وبعد سنوات أهدى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إحدى هذه الدبـابـات إلى الاتحاد السوفياتي، لتدخل متحـف الجـيش الأحمر في موسكو، كدلالة على فعالية السلاح السوفياتي الذي استخدمه الجنود السوريـون خلال مـعركة السلطان يعقوب ـ الملحمة، قبل أربع وثلاثـين سنة.
ساحة النقاش