<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
هل قتل البغدادي حقا..؟
شبكة عاجل الإخبارية ـ محمود عبد اللطيف
14 حزيران 2016
لا يمكن اعتبار الإعلان الخجول الذي نسب إلى ما يسمى بـ "المكتب الإعلامي لولاية الرقة" حول مقتل زعيم تنظيم "داعش" "أبو بكر البغدادي" بيانا نهائيا يؤكد مقتل من يلقب بـ "خليفة المسلمين ".وذلك أن "أعماق" وكالة اﻷنباء الرسمية للتنظيم لم تأتي على ذكر الخبر، والذي عادة ما يتم نفيه من قبل المتحدث الرسمي باسم "داعش" المدعو "أبو محمد العدناني" عبر تسجيل صوتي أو مقطع فيديو يوثق هذا النفي، بمعنى أن الإعلان عن مقتل البغدادي يجب أن يكون بمستوى نفيه، وأن يكون مثل هذا الخبر منشورا عبر "أعماق" أو سواها من المصادر الرسمية إعلاميا بالنسبة للتنظيم. من جهة أخرى، ينفذ طيران التحالف الأمريكي عملياته في أي منطقة داخل سورية والعراق، بعد استطلاع مكثف من قبل الطائرات بدون طيار، هذا إن لم تنفذ أصلا من قبل الطائرات الهجومية من هذا الطراز، وعلى ذلك لا يمكن أن تكون وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، غير عالمة بمثل هذا الاستهداف المهم بالنسبة لها، إذ أن الولايات المتحدة تضع في مقدمة سلم أولوياتها قتل الشخصيات الأساسية في التنظيمات التي تخوض حربها ضدها كـ"داعش" وسواه، ومن ثم العمل على ضرب بنيتها التحتية، وكان التحالف الأمريكي أعلن قتل أو إصابة شخصيات أقل شأنا من البغدادي فور تنفيذ الاستهداف، ومثال ذلك استهداف "أبو علي الأنباري" الذي كان يعد الرجل الثاني في التنظيم بعد البغدادي أواخر شهر نيسان الماضي، حيث قتل بعملية نفذها التحالف في الموصل، حينها أعلنت قيادة التحالف مقتل الأنباري، وأكد التنظيم النبأ بشكل غير مباشر، حيث نفذ هجوما حمل اسم "معركة الشيخ أبو علي الأنباري"، بعد مدة زمنية قاربت الأسبوعين من تاريخ مقتله، وتمثلت المعركة بمهاجمة نقاط غربي دير الزور، وارتكب عناصره مجزرة بحق الكادر الطبي في مشفى الأسد الجامعي. كما إن التحالف الأمريكي نفسه، خفف من منسوب عملياته ضد مواقع التنظيم في الرقة منذ أن بدأت العمليات العسكرية السورية على محور "أثريا–الطبقة"، مكتفيا ببعض الاستهدافات التي لم تحمل ثقلا عملياتيا مهما، ولطبيعة المنهجية التي تقود بها واشنطن عمليات تحالفها على المستوى السياسي والإعلامي، فإن سكوتها عن النبأ حتى تاريخ اليوم، يؤكد أن مثل هذا الاستهداف لم يحدث، ولو أن واشنطن كانت تنتظر الفرصة المناسبة لإعلانه، فإن الوضع الداخلي في أمريكا بعد الهجوم على ملهى المثليين جنسيا في ولاية "أورلاندو"، يفضي إلى ضرورة تبني الخبر على المستوى الرسمي دون التورط بتأكيد أو نفي مقتل البغدادي، إذ ستقول واشنطن على الأقل: "استهدفنا البغدادي وغير متأكدين من مقتله". في المقلب الآخر، فإن البغدادي كان قد أصيب آخر مرة بالقرب من منطقة القائم العراقية بعملية نفذها الجيش العراقي بعد افتتاح المركز الاستخباري المشترك بين "العراق وسورية وروسيا وإيران" بنحو 10 أيام فقط، حينها نفى في الأسبوع الأول من الإصابة العدناني خبر مقتل البغدادي، ثم أصدر الأخير تسجيلا صوتيا هدد فيه العديد من الدول وعلى رأسها "الكيان الإسرائيلي" بالانتقام، ومن ثم ظهر في مدينة الفلوجة العراقية خلال تخريج إحدى الدورات الشرعية لما يسميه التنظيم بـ "أشبال الخلافة"، والقصد هنا أن زعيم التنظيم لم يدخل الأراضي السورية منذ مدة طويلة، ولعله لم يزر الرقة منذ أن استهدفته المقاتلات السورية خلال تواجده في مبنى نادي الفروسية خلال صيف العام 2014. وإذا ما صح الخبر،وكان البغدادي قد قتل فعلا، فلن يؤثر ذلك على بنيوية التنظيم وهيكليته وعملياته التي يقودها الرجل المرشح لخلافة البغدادي المدعو "حجي بكر" ذلك أن اﻷخير هو من يدير عمليات التنظيم العسكرية منذ مقتل "الأنباري"، ولا يمكن وصف مسألة موت البغدادي إلا بتبدل وجوه على مبدأ "مات الخليفة.. عاش الخليفة" التي تتبع في النظم الملكية التي تحتفي بتنصيب الملك الجديد بالتزامن مع مراسم دفن الملك المتوفى، والأصل في القضاء على تنظيم بحجم "داعش" يكون في استهداف بنيته التحتية، وطرده من المناطق التي تؤمن له التمويل الذاتي، كالرقة وسواها من مناطق النفط في سورية والعراق، فأسامة بن لادن الذي يعد مؤسس وقائد تنظيم "القاعدة" قتل، إلا أن التنظيم مازال مستمرا في عمله "الجهادي"، ووجود جبهة النصرة كذراع طويلة له في سورية شاهد على ذلك.
ساحة النقاش