<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
أوباما في السعودية: الحوار الصعب بين الحلفاء وتعقيدات السلام البارد مع إيران (1)
18 نيسان/ أبريل 2016، واشنطن
منذر سليمان = الميادين
مدير مكتب الميادين في واشنطن. باحث وكاتب وأكاديمي متخصص في شؤون الأمن القومي. مدير لمركز الدراسات الأميركية والعربية في واشنطن ومحرر نشرة أسبوعية الكترونية لرصد مراكز الأبحاث باللغتين العربية والانكليزية
الأخصائيون الاقتصاديون يتساءلون هل باستطاعة السعودية تنفيذ تهديدها "بسحب أصولها المالية من أميركا أو التوقف عن الاستثمار في سنداتها؟ مع الأخذ بعين الاعتبار دورها الكبير في الحفاظ على الدولار كعملة احتياط رئيسة في العالم.
أشار أوباما إلى انه سيجري حوارا قد يكون صعبا مع القيادة السعودية.أكد بن رودس، نائب مستشارة الأمن القومي،أن الزيارة الرابعة والأخيرة عمليا لأوباما إلى السعودية ستشمل على جلسة مع الملك السعودي عند وصوله بعد ظهر الأربعاء، 20 نيسان / ابريل، وسيتم مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين بالإضافة إلى المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة الخليجية – الأميركية الثانية، التي ستعقد في اليوم التالي، الخميس 21 نيسان / ابريل، والتي ستشهد 3 جلسات منفصلة تناقش المواضيع الثلاثة التالية:
- الاستقرار الإقليمي.
- هزيمة داعش والقاعدة والتعاون في مكافحة الإرهاب.
- إيران والأمن الإقليمي والجهود المبذولة لمنع النشاطات التي تهدد الاستقرار في المنطقة.
ويبدو أن أوباما يؤسس عملياً لتكريس قمة سنوية دورية، أميركية – خليجية، لتصبح تقليداً يتبعه من يحتل البيت الأبيض بعده. ويعتقد أوباما انه رغم الملابسات التي رافقت تصريحاته الانتقادية للسعودية ودول الخليج، سيضيف إلى خانة انجازاته المتواضعة في السياسة الخارجية رصيد تركيز العلاقات الأميركية – الخليجية في إطار مؤسساتي دوري منظم للتنسيق المشترك.
في مقابلته الشهيرة مع الصحافي في نيويورك تايمز، توماس فريدمان، قبل القمة الأولى في كامب ديفيد، أشار أوباما إلى انه سيجري حوارا قد يكون صعبا مع القيادة السعودية، ولا يبدو رغم تطمينات معاونيه في البيت الأبيض ولقاءات كل من كيري وكارتر مع نظرائهما الخليجيين تمهيدا للقمة الثانية، فإن الحوار حول بعض المقاربات للملفات الإقليمية لن يكون اقل صعوبة وراء الكواليس وبعيدا عن وسائل الإعلام، خاصة في ظل استمرار القلق السعودي، لا بل الامتعاض من إثارة المواضيع الخلافية، وكان آخرها ما نشرته نيويورك تايمز حول الحملة التي تقودها بعض عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 ضد السعودية، وتحميلها مسؤولية تمويل الهجمات، وكذلك المساعي الجارية لدى بعض لجان الكونغرس لتسهيل رغبة هذه العائلات باستخدام القضاء الأميركي لرفع دعاوى أمام المحاكم الأميركية ضد الحكومة السعودية أو أفراد للتعويض بمليارات الدولارات.
الخطر الأكبر؟
حتى قبل الترويج لـ"عقيدة أوباما" في مجلة "أتلانتيك"، تكررت المناسبات التي أشار فيها أوباما إلى أن تأمين الحماية لحلفاء أميركا في دول مجلس التعاون الخليجي تتم بالعمل معهم والقول لهم "كيف يمكن ان نبني قدراتكم الدفاعية ضد التهديدات الخارجية.. وكيف يمكننا أن نعزز البنية السياسية في هذه الدول من اجل إشعار جيل الشباب السنة أن لديهم خياراً غير الدولة الإسلامية (داعش)." وأضاف "اعتقد أن الخطر الأكبر لا يتمثل بإمكان حصول غزو ايراني، ولكن مصدره سيكون من حالة عدم الرضا الشعبي من الداخل."
مواقف أوباما وانتقاداته المباشرة وغير المباشرة للسعودية ودول مجلس التعاون، والتي وصلت ذروتها بما نشرته أتلانتيك، أثارت شكوى مريرة وحالة إحباط من قبل العديد من الخليجيين تجاه ما اعتبروه خذلان واشنطن لحلفائها، بعدم اتخاذ مواقف حازمة ضد ما يعتبرونه تهديدا إيرانيا، ولحرص واشنطن على إنجاح مفاوضات الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية.
هدفت قمة كامب ديفيد، أيار/ مايو 2015، بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، إلى طمأنة دول الخليج عبر الوعود بأن تحصل الأخيرة على ميزة "الحليف الرئيسي من خارج حلف الناتو،" على غرار اليابان وكوريا الجنوبية، وان تتم دراسة مطلب شراء أسلحة متطورة، مثل طائرة اف-35، والتي تحتاج لموافقة الكونغرس عليها.
قمة تفاهمات ولكن..
البيان الختامي لقمة كامب ديفيد نص على عقد قمة مماثلة عام 2016.
كان لافتاً بعد انتهاء القمة، التي غاب عنها بعض قادة مجلس التعاون بتبريرات غير مقنعة، أن يصرح وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بأن "القمة حققت تفاهمات جيدة في ما يتعلق بالتدريب العسكري وتقديم أنظمة متطورة وتطوير منظومة الدفاع الصاروخي والقدرات الصاروخية الباليستية والإنذار المبكر، وإنشاء قوات التدخل السريع، ومكافحة الهجمات السيبرانية، وتعزيز العلاقات بين الجانبين.. كما طمأن أوباما زعماء دول الخليج بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانبهم ضد الهجمات الخارجية.. ووجدنا تفهما كاملا لدى الرئيس أوباما لخطورة التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة."
من المفيد هنا الإشارة إلى البيان الختامي للقمة الذي تضمن "إلى جانب التأكيد على الشراكة الوثيقة بين الجانبين (الأميركي والخليجي) في مواجهة التهديدات المشتركة والعمل على نزع فتيل الأزمات الإقليمية والتعاون للتصدي للتهديدات:
- التعاون في مواجهة نشاطات إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وتعزيز القطاع الأمني وبناء قدرات الدول الخليجية وتمكينها الدفاع عن نفسها.
- اتخاذ الخطوات التطبيقية لتطوير منظومة الدفاع الصاروخي والقدرات الصاروخية الباليستية في جميع أنحاء المنطقة وتطوير نظام الإنذار المبكر.
- ضمان توريد سريع للأسلحة التي تحتاجها الدول الخليجية، وإنشاء مكتب مشتريات للمبيعات العسكرية الخارجية، مخصص لعمليات البيع لدول الخليج.
- ضمان حرية الملاحة في المياه الدولية ومكافحة القرصنة واعتراض شحنات الأسلحة غير المشروعة إلى مناطق الصراع، مع ضمان تدفق الطاقة من منطقة الخليج بتأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز.
- الاتفاق على إجراء اجتماعات وزارية وفنية لبحث الشؤون الخارجية والدفاعية والأمن والاقتصاد.
- عقد قمة مماثلة لقمة كامب ديفيد عام 2016.
تحضيرات مؤتمر 2016
أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في المنامة، لدى اجتماعه مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي 7 نيسان / ابريل الجاري، أن مجموعات العمل التي انبثقت عن مؤتمر كامب ديفيد الأول، أيار/مايو الماضي، أسهمت في تعزيز التعاون المشترك والتكامل بين الطرفين، الأميركي والخليجي وبين دول مجلس التعاون نفسها في مجالات الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، والملاحة والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والتجهيزات والمشتريات العسكرية.
ورغم عدم إيضاح المزيد من التفاصيل أكد كيري أن "واشنطن باشرت عملية تقييم مفهوم الشراكة بين دول مجلس التعاون والناتو، وما إذا كانت بعض الخطوات المحددة ستسهم إلى حد كبير في تحقيق أمن واستقرار المنطقة."
كما أعلن بأنه "سيتم تشكيل مجموعة عمل خاصة للتعامل مع التحديات الاقتصادية التي تواجهها الاقتصاديات الخليجية في هذا الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط."
وأضاف كيري في محاولة تبديد المخاوف الخليجية المثارة، حول دور ونفوذ إيران المتنامي في المنطقة، خاصة بعد إبرام الاتفاق النووي قائلا "لقد تحدثنا اليوم حول ما إذا كانت إيران ستلتزم وتعطي الدليل على كلام رئيسها مؤخرا (الرئيس حسن روحاني) بأنها لا تشكل خطرا لشعوب المنطقة وترغب بالعمل مع شعوب المنطقة، وأفضل الأمكنة لبدء هكذا نهج تكون بدعم الجهود التي ننخرط بها للتوصل إلى سلام في اليمن، وليس توفير المزيد من الأسلحة والاستمرار في تأجيج النزاع."
وكانت اتهامات قد صدرت عن مسؤولين بريطانيين وفرنسيين تشير إلى أن بحريتهما العاملة في منطقة الخليج اعترضت 4 شحنات أسلحة متوجهة من إيران إلى "الحوثيين" في اليمن، حسب زعمهم.
أما البيت الأبيض فقد أعلن على لسان مسؤول رفيع، تعليقا على زيارة أوباما القادمة للرياض "ستوفر الزيارة فرصة للقادة لمناقشة خطوات إضافية لتشديد الضغط على داعش ومعالجة النزاعات الإقليمية وتخفيض مستوى التوترات الإقليمية والمذهبية."
ساحة النقاش