<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
العدوان السعودي على حزب الله!
الأحد 10 نيسان 2016
إيهاب زكي - بيروت برس -
حين أقرأ أو أستمع لمصطلحات من قبيل مصالح سعودية أو سياسيات سعودية أو رؤية سعودية أعرف مباشرة بأن مهنة من كتب أو تحدث هي التضليل،أما الطامة الكبرى حيت تقرأ أو تستمع لمصطلحات من مثل الثقل السعودي وركيزة العمل العربي المشترك والدولة المحورية أو القوة الإقليمية الكبرى، هنا يكون الكاتب أو المتحدث تجاوز مرحلة التضليل إلى مرحلة التوثين، حيث يقوم بدعوة الناس لعبادة وثن من طين، وذلك من خلال إيهامهم بقدرته على المنح والمنع، فيما العائلة السعودية لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً خارج إطار الرؤية الأمريكية والمصلحة "الإسرائيلية"،وهذا التوثين يعتنقه أتباع آل سعود في كل موضع، ففي لبنان مثلاً حين تم الحكم على ميشال سماحة بالسجن أربع سنوات،ثارت ثائرة أصحاب نظرية الحرية والاستقلال فأعادوا على مسامعنا اسطوانة ملَّت ولم يملوا، عن خطف حزب الله للدولة اللبنانية، وتحويل لبنان إلى ولاية إيرانية تحت تهديد السلاح، والخطر المحدق بعروبة لبنان جراء سلاح الحزب، والعروبة المقصودة هنا ليست اللسان ولا الموقف ولا الفكرة ولا الجغرافيا، إنما عروبة مبادرة السلام السعودية.
ولكن حين صدر بالأمس حكماً بالسجن لثلاثة عشر عاماً على ميشال سماحة بعد أن فسخت المحكمة العسكرية الحكم السابق بأربع سنوات، بدأ الخاضعون لترهيب سلاح الحزب لهم وأخطاره على عروبتهم بالحديث عن انتصاراتهم وانتصار منطق الدولة وسيادة القضاء،وفجأة تبخرمنطق اختطاف الدولة ومنطق المظلومية وقهر السلاح، ولِم لا فكل شئ ممكن، ومن الممكن أن سلاح الحزب كان يمارس قيلولة الظهيرة حين غافلته الدولة المختطفة والقضاء المختطف بالحكم على سماحة،وعلى هذا المنوال كل ما يحدث في لبنان،فالأزمات والمشاكل مهما كان حجمها ونوعها فسلاح الحزب وراءها،وكل إنجازٍ مهما كان نوعه وحجمه،فأسبابه قيلولة السلاح ويقظة فريق الحرية والاستقلال،وفيما هم يمارسون الصراخ فضائياً وأرضياً، يلتزم حزب الله فضيلة الصمت، أو كما يقول الروائي جوزيه ساراماغو" لكن إغراء الصمت وفتنة الجمود يكتسحاننا، أن نكون كالآلهة صامتين وهادئين،مجرد متفرجين"،وحتى وقف بث قناة المنار على قمر نايلسات يدخل في إطار إغراء الصمت وفتنة الجمود، لأنه يأتي في سياق ما يمنح العدو الأرعن عدوه، فآل سعود الذين يملئون الفضاء صخباً بكل ما هو غثٌ لا سمين فيه، يلاحقون صوت حزب الله، فإذا كان صوت الحزب فضيلة فصمته الإجباري أو الاختياري أيضاً فضيلة.
يروي الكاتب العراقي حامد الكيلاني أثناء مصادفة حديثاً له مع القنصل التشيكوسلوفاكي في بيروت أواسط سبعينيات القرن الماضي،وهو يروي روايته في إطار التدليل على كم التضليل الذي يمارسه إعلام المقاومة والممانعة لدرجة أن يتأثر به دبلوماسي غربي فيقول" فاجأني القنصل حين قال أنا أحب العرب عموماً، لكنكم وأقصد الحكام خونة، يتعاملون ضد بعضهم لخدمة "إسرائيل"، واستثنى الرئيس حافظ الأسد، لذلك جميعكم تناصبونه العداء لأنه الوحيد الذي يقف في وجه عدو العرب، وستكتشف بعد سنين طويلة بأن ما يتعرض له الرئيس السوري ونظامه هو بسبب عروبته وإخلاصه في الدفاع عنها"، ولا أعرف كم الديماغوجية التي يتمتع بها أي كاتب ليصل به الأمر لاعتبار سفيراً لبلاده مجرد تلميذٍ أحمق، يبني مواقفه تأثراُ بتوجهات صحيفة، وقياساً على هذا المنطق نستطيع اكتشاف السبب الحقيقي لوقف بث المنار، حيث من الممكن أن تقو بالتأثير على مواقف السفير السعودي في لبنان، أو حتى على مواقف العائلة السعودية مجتمعة بحكم أنها تبث فضائياً، فنرى كبير آل سعود مصطحباً السيد نصرالله في طوافٍ حول الكعبة، إن ما قاله القنصل لم يعد تاريخاً وحسب، بل هو حاضر نراه في سوريا اليوم ولنفس الأسباب ولصالح نفس الأعداء.
إن التورط السعودي المدفوع أمريكياً و"إسرائيلياً" في سوريا واليمن، وفي ظل أزمة خلافة داخلية، سيظل دافعاً لسياسة الهروب إلى الأمام، وهذا ما جعل السيد نصرالله في حديثه الأخير لقناة الميادين يحذر مهدداً من أي حماقة "إسرائيلية" تجاه لبنان، فمن الواضح أن "إسرائيل" واتكاءً على المال السعودي والإعلام السعودي كانت تنوي شن عدوانٍ جديد على لبنان، فكان الردع المخيف هو ما وضع النوايا "الإسرائيلية" في خانة الجنون، ولكن على الضفة الأخرى فالتراجع "لإسرائيلي" وضع آل سعود أيضاً على حافة الجنون، وهي بكل الأحوال تقيس حماقاتها بعكس آل سعود الذين لا يعرفون عن القياس شيئاً اللهم قياس الرغبات والأمنيات على دفاتر الشيكات، لذلك فإن الحرب العدوانية التي يشنها هؤلاء على حزب الله لن تتوقف قريباً، بل هي في تصاعد وستأخذ أشكالاً متعددة، وقد تصل في مرحلةٍ ما إلى عدوان "إسرائيلي" مباشر تكون السعودية إعلامياً ومالياً وأمنياً وحتى عسكرياً رأس حربته.
ساحة النقاش