<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
خرافة القوة السعودية
الاثنين 11 نيسان , 2016 14:10
بيروت برس = محمد نور الزمان
كتب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في الكويت"محمد نور الزمان"مقالة نشرت على موقع National Interest وحملت عنوان "خرافة القوة السعودية".
وتحدث الكاتب عن وجود مؤشرات تدل على أن الرياض تخسر في محاولاتها للهيمنة الإقليمية، معتبراً أن ذلك يضع مصداقيتها كقوة توازي إيران في خطر. وأشار إلى أن السعوديين يتفاوضون سراً مع الحوثيين من اجل إنهاء الحرب، ورأى أن السعوديين يبدون مستعدين للخروج من اليمن "كالخاسرين"، وترك الحوثيين "يهتفون بالنصر وعلى الأرجح يتحكمون بالسياسية في اليمن في المستقبل"، على حد قوله.
أما في سوريا، فلفت الكاتب إلى أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد يبدو مضموناً أكثر من أي وقت مضى، وذلك على الرغم من مساعي السعودية للإطاحة به.
الكاتب شدد على أن تحدي "إيران الشيعية" يبقى "الجزء المركزي من سياسة الملك سلمان"، لكنه أضاف انه ما من شك بان الحراك المطالب بالديمقراطية في العالم العربي (ما يسمى الربيع العربي) قد أدى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى توسيع دائرة نفوذ إيران الإقليمية، وان كان بشكل افتراضي.كذلك اعتبر أن أحداث ما يسمى بالربيع العربي مهدت لتدخل إيران وحزب الله عسكرياً في سوريا من اجل الدفاع عن الحليف المتمثل بالأسد. ورأى أيضا أن صعود "داعش" أدى إلى توطيد العلاقات أكثر فأكثر بين إيران وفصائل مختلفة من الشيعة العراقيين، خاصة وان داعش و"كما رجال الدين السعوديين الوهابيين" تعتبر الشيعة كفارًا.
هذا وتحدث الكاتب عن الاستياء السعودي من الولايات المتحدة بسبب عدم تدخلها دفاعاً عن نظام حسني مبارك في مصر، وكذلك عدم تدخلها عسكرياً لإزاحة حكومة الأسد في سوريا (عندما قرر اوباما إحالة قضية ضرب سوريا إلى الكونغرس بعد مزاعم استخدام الجيش السوري أسلحة كيماوية في صيف عام 2013). وشدد على أن هذه الرغبات السعودية لم تكن تلتقي مع المصالح الأميركية في المنطقة.
وعليه قال إن الرد السعودي على هذه التطورات غير الايجابية من منظور الرياض اخذ بعدين اثنين: الأول هو تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، والثاني تشكيل تحالفات لمواجهة إيران و"وكلائها". إلا انه اعتبر أن كلا البعدين قد ثبت انه غير فاعل أو تشوبه العيوب.
ولفت الكاتب إلى انه وفي إطار مساعي تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، لجأت السعودية إلى كل من الصين وروسيا والهند بغية تعزيز نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي، غير أن الصين وروسيا كانتا أكثر اصطفافاً مع إيران بينما الهند لا تتمتع بنفوذ كبير في قضايا الشرق الأوسط. بالتالي شدد على صعوبة إيجاد الرياض بديل عن واشنطن، ما أجبر السعوديين على عدم الخروج بشكل كامل من الفلك الأميركي.
وفيما يخص إنشاء السعودية تحالفات عربية و"إسلامية جديدة" مثل التحالف العربي للحرب على اليمن والتحالف "الإسلامي" المزعوم الذي قيل انه يتألف من أربع وثلاثين دولة، فرأى الكاتب هنا أن كلا التحالفين يبدوان تحالفاً على الورق أكثر من تكتل عسكري حقيقي. وأشار إلى "ضربة قوية" تلقاها التحالف السعودي في اليمن بعد تصويت البرلمان الباكستاني برفض المشاركة بهذا التحالف. ولفت أيضا إلى رفض سلطنة عمان المشاركة بالحرب على اليمن.
أما التحالف الإسلامي المزعوم الذي أعلنت السعودية عن إنشائه في كانون الأول أواخر العام الماضي، فقال إن التحالف هذا لا يقصي الدول الشيعية فقط وإنما الدول الإسلامية في آسيا الوسطى وأفغانستان.كما أشار إلى أن سلطنة عمان ليست عضوا بهذا التحالف وكذلك الجزائر التي هي اكبر بلد إسلامي في شمال إفريقيا يملك جيشًا حديثًا.
الكاتب تحدث أيضًا عن نقاط ضعف "جوهرية" تعاني منها السعودية في المجالين الاقتصادي والعسكري، معتبراً أن على الرياض التغلب على نقاط الضعف هذه قبل أن تفرض هيمنتها الإقليمية. ولفت إلى أن الاقتصاد السعودي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، إذ أن نسبة ثمانين بالمائة من الأرباح القومية وتسعين بالمائة من دخل الصادرات تعود إلى قطاع النفط. وشدد على أن الاعتماد الكبير على النفط جعل السعودية عرضة لتقلبات أسواق النفط العالمية، مثل انخفاض سعر النفط من 116 دولار مقابل البرميل منتصف عام 2014 تقريباً إلى 40 دولار مقابل البرميل الذي هو السعر اليوم.
كما نبه إلى أن العمليات الحربية في اليمن تكلف الرياض ستة مليار دولار كل شهر، محذراً من أن الاقتصاد السعودي لا يمكن أن يحتمل ذلك لفترة طويلة في ظل المشاكل الذي يعاني منها أصلا. وتحدث عن "مثال موازٍ" يتمثل بالإنفاق العسكري الأميركي في العراق، فقد وصل هذا الإنفاق العسكري إلى 2 تريليون دولار قبل أن تنسحب القوات الأميركية عام 2011 و"تسلم الملف العراقي لإيران" على حد تعبير الكاتب. وعليه تساءل عما إذا كان السعوديون سيواجهون مصيراً مماثلاً في اليمن.
وبحسب الكاتب، هناك مصدر قلق أساسي آخر هو توسع الرياض العسكري مؤخراً، حيث قال إن هذا التوسع تشوبه العيوب، إن لم تكن المخاطر. ولفت إلى أن الرياض تواصل استيراد الأسلحة والى أنها احتلت المرتبة الأولى عالمياً في عام 2014 لجهة إيرادات السلاح، وعليه اعتبر أن السؤال المطروح هنا هو ما إذا كان باستطاعة دولة مثل السعودية فرض هيمنتها العسكرية على المنطقة "بناء على أسلحة مستوردة"، بينما "عدوتها إيران" قد حققت "اكتفاء ذاتيًّا لافتًا" في مجال التسلح. وأشار إلى أن "القوى العظمى و الصاعدة" هي أيضا دول مصدرة للسلاح كبرى، إلا أنها تستورد السلاح بشكل محدود.
وهنا نبه إلى أن السعودية لا تنتج أي سلاح أو أنظمة سلاح معتبرة، بل تعتمد على الغرب والصين وروسيا في هذا المجال. بالتالي قال إن هذا الاعتماد يجعل الرياض أكثر عرضة لضغوط الأطراف المصدّرة، خاصة في وقت الأزمات الإقليمية. وتحدث عن احد الأمثلة في هذا المجال التي هي قرار البرلمان الأوروبي بالدعوة إلى فرض حظر سلاح على الرياض رداً على "الكوارث الإنسانية في اليمن التي خلقتها عمليات القصف السعودية".
وفي الختام، قال الكاتب انه يبدو أن السعودية تمارس سياسات "حافة الهاوية" بينما لا تملك من القوة ما يدعم هذه السياسات، وبالتالي فان مساعيها "لتصبح القوة العسكرية المتفوقة في المنطقة وللتحكم بشؤون المنطقة قد تفشل".
ساحة النقاش