<!--
<!--<!--<!--
لطيفة اغبارية: ضاحي خلفان لا يعجبه اسم فلسطين ويطالب بضم إسرائيل لجامعة الدول العربية.. تمثال لمبارك في ميدان التحرير.. منطق القرآن في الحوار مع الآخر.. إسرائيل تطرح خدماتها للأوروبيين لمحاربة الإرهاب..
رأي اليوم = لطيفة اغبارية (كاتبة فلسطينية)
لا ندري ما هو سر نشاط نائب شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان مؤخّرًا في سلسلة من تغريداته وإبداعاته التي تتعلق بالفلسطينيين وأوضاعهم، واقتراحاته “العجيبة” والغربية في هذا الشأن، وغزله الصريح بـ “أولاد عمنا” كما يسميهم في معظم تغريداته، فهل هذا يدخل من باب التصريح بالتطبيع العلني المباشر، أم من باب “خالف تُعرف”، حيث يشعل مواقع التواصل الاجتماعي، والعديد من الفضائيات التي تتناول هذه التصريحات، كما الحال مع الإعلامي محمد ناصر الذي انتقد في قناة “مكمّلين” إحدى تصريحات خلفان التي اقترح فيها عدم قيام دولة فلسطينية وإنّما الاكتفاء بدولة إسرائيلية تضم الفلسطينيين واليهود، وتنضم للجامعة بعد 70 عامًا سيكون العرب 75% من سكّانها”، كما واقترح على موقع التواصل الاجتماعي”تويتر” إلى ضمّ “إسرائيل” إلى جامعة الدول العربيّة.سلسلة التغريدات هذه جاءت من قِبل خلفان كتعليق على وصول 17 يهوديا من اليمن أحضرتهم إسرائيل في عمليّة سريّة تم الكشف عنها الأسبوع المنصرم، عندما ذكرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أنّ استجلاب هذه المجموعة إلى إسرائيل جرى في إطار عمليّة سريّة للوكالة اليهودية استمرت سنة كاملة، معلقا خلفان على ذلك ” يجب ألّا نتعامل مع اليهود على أنّهم أعداء، يجب أن نتعامل مع اليهود على أنّنا أبناء عم نختلف معهم على وراثة الأرض، وأنّ الفيصل في الحكم من يقدّم دليل”. معزّزا فكرة الاندماج مع اليهود في دولة، في حال التحم العرب مع اليهود في لحظة من لحظات التاريخ المعاصر. وأهان السلطة الفلسطينية بشكل صريح بتغريدة ” لأن زيادة دولة فلسطينية بإدارة عرب بتكون زيادة دولة فاشلة في العالم العربي على الدول الفاشلة عربيّا وما أكثرها”.الإعلامي محمد ناصر في برنامج “مصر النهارة دة” على قناة “مكلمين” عقبّ على أقوال خلفان إنّ”إسرائيل بتلعب في دماغه”. واستعرض جزءا من مقابلة في إحدى الفضائيات التي يقول فيها خلفان إنّ إسرائيل لا تشكّل خطرا على الوطن العربي، ولكن الخطر يكمن في إيران والإخوان.وفي السياق عبّر خلفان عن عدم إعجابه باسم ” فلسطين” لأنّ الاسم مكّون من “فلس″ و”طين”، مشيرا إلى أنّ اسم إسرائيل أفضل.بصراحة نجد أنّ التعليق على هذه التصريحات يهدر طاقتنا سدىً، بخاصّة أنّ تصريحاته تمثّل رأيه الشخصي كما قال،وهذه التصريحات ليست من فلسطيني ولا مسؤول ناطق باسمهم يعبّر عن آلامهم ويدرك جيّدا ما عانوه من ويلات ومصاعب، وما قدّموا من تضحيات بالجملة، واسم فلسطين لا نجد به عارًا أو عيبًا، بل نفتخر به أينما حللنا، كما يفتخر به الكثير من العرب الأحرار.
*******
تمثال مبارك
قمنا بالبحث عن أهم انجازات الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، لنرى ما هي أهم الانجازات التي قام بها لأجل المحروسة، حتى يتم نصب تمثال له، فوجدنا أنّ الجانب السلبي والحالة السيئة هي الطاغية على المحروسة وأوضاعها المتردية من فقر وبطالة، طيلة حكمه التي تعتبر أطول رابع فترة حكم في المنطقة العربية.فما هي المعايير التي تؤهله ؟ لمجرّد أنّ هناك من يعتبره رمزا، ويبدو أنّنا العرب نؤمن بالرموز، كما الحال مع الفنّانة هالة صدقي التي اعتبرت مبارك رمزًا،في حوارها مع الإعلاميّة مع رغدة شلهوب في برنامج “100 سؤال”،على فضائية “الحياة” والتي أشارت لضرورة وضع تمثال للرئيس مبارك في ميدان التحرير، ثمّ عادت الفنّانة وأكدّت أنّها توافق على وضعه في أي ميدان، وليس في أي ميدان معيّن.التماثيل تنصب عادة لتخليد العظماء، وهناك العديد منهم لم يحظوا بذلك؛ لكن برأينا يجب أن تكون هناك معايير وشروط جديّة لمن يتم نصب تمثال له، ولا يكفي أن يكون رئيسًا لتخليده، فهناك شخصيات عظيمة خلّدها التاريخ ولم يتم نصب تمثال لها، وهناك شخصيات كلمّا شاهد الكثير “تماثيلهم” لعنوا تاريخهم السيئ، وهناك من تمّ تحطيم تماثيلهم بعد حين، ،فلماذا الاستثمار بأموال طائلة لتخليد تمثال، والتي لم يستثمر صاحب التمثال جهده في حياته لخدمة شعبه؟.
***********
منطق القرآن في الحوار مع الآخر
استضاف الدكتور يحيى أبو زكريا في برنامج “أ ل م” الذي يُعرض على قناة “الميادين”، المرجع الديني المعروف كمال الحيدري، في حلقة بعنوان “منطق القرآن في الحوار الآخر”. في الحقيقة كانت هذه الحلقة مميّزة، لأنّنا وجدنا “الحيدري” يناقش بطريقة حضارية بعيدة عن التعصبّ والتشنّج، ثم أنّ هذا البرنامج الحواري المتخصص بقضايا الفكر الإسلامي يعالج الملفات الجدلية بطريقة تسعى لتقريب وجهات النظر والتقارب بين المسلمين بدون تكفير وتشدّد.ما خلصت إليه الحلقة هو أنّ القرآن الكريم مرجعية المسلمين الأولى، وهو مورد اتفاق بين جميع المسلمين، ولم يقع فيه أيّة تحريف. والمشكلة كما يؤكّد “الحيدري” هي ليست في القرآن بل في القراءات التي قُدّمت عن القرآن. فالقرآن يخاطب البشر في كل الأزمنة، ولكن المشكلة تكمن في تفسيرات وفتاوى بعض العلماء، لأنّ الكثير منهم لو قاموا فعلا بإتّباع المنهج القرآني سوف يقبل منهم الآخر، ولن نجد التحارب والتكفير. و”إيمان” كل طائفة بأنّها هي الفرقة الوحيدة الناجية من النار، وباقي الفرق كافرة مصيرها جهنم. داعيا إلى انتهاج أسلوب الدعوة والفهم القرآني بالحكمة والموعظة والمجادلة بالتي هي أحسن، والتي لوم تم تطبيقها لتنافت مع منطق السبّ والحرق والذبح.لو وجدنا علماء وشيوخًا يتمتعون بمثل هذه الأفكار النيّرة، وتكون مرجعيتهم الأولى هي القرآن الكريم، وتشغيل العقل بطريقة صحيحة بعيدة عن التشنج والتكفير وفتاوى القتل لكان حال هذه الأمة بألف خير.
********
إسرائيل والإرهاب الأوروبي
في حديث تلفزيوني مع البروفيسور “الكسندر بلاي”، الذي كان يعمل مستشارا لدى رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق من عام (1990-1992)، والمتواجد في العاصمة البلجيكية بروكسل على رأس وفد ضمّ طلابًا متفوقين من جامعة “أريئيل” في دراسات علوم الشرق الأوسط، تم توجيه أسئلة للبروفيسور “بلاي” لوصف الوضع في بروكسل بعد الهجمات الإرهابية العنيفة، فعبّر عن خشيته أن تكون هذه التفجيرات بداية لسلسلة طويلة وجديدة من المعركة بين السلطات الأوروبية والجماعات الإرهابية المتطرفة. وحول وإذا كانت هناك صحوة لدى المجتمع الأوروبي من عدوّه الأول وهو الإسلام المتطرف كما سألته المذيعة، فقال إنّ الأوروبيين يفصلون فصلا كاملا لا يقبل التأويل بين العمليات الإرهابية التي تحصل في أوروبا والتي لا يفهمون أسبابها، وبين العمليات الشرعية من وجهة نظرهم ضد الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، ويبدي “بلاي” الاستياء الكبير من عدم اكتراث الأوربيين بوجهة نظر إسرائيل، وهي أنّ الإسلام عدو للحرية والبشرية. لأنّ الأوربيين لا يؤمنون بشرعية الاحتلال، والاحتلال هو أمر مرفوض لديهم، وبالنسبة للاجئين السوريين فإنّ الأوربيين لا يكترثون للتحريض اليهودي، وكل التسويق الإعلامي اليهودي من خلال استغلالهم لحوادث الإرهاب والتحريض على الإسلام والمسلمين، ومن جهة أخرى محاولة إسرائيل عرض حلولها “السحرية” للقضاء على الإرهاب في أوروبا، وتسويق نفسها على أنّها صاحبة الخبرة في هذا المجال لم تجدِ نفعًا وقبولا لدى الأوربيين، لأنّهم يدركون الأهداف المخفية وراء اقتراحات إسرائيل، التي يصحّ القول فيها ” في كل عرس لها قرص”، ومحاولة كسب ودّ الشعوب واستهبالهم على العقول لم تعد تنطلي على كل عاقل.
ساحة النقاش