<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
72 ساعة فقط تحتاجها الرياض لولادة تحالف غامض.. الأهداف والعمليات معروفة!
18 كانون الأول ,2015 18:31 مساء
عربي برس - إيفين دوبا
مع الإخفاقات المتكررة للسعودية في العديد من الأزمات، سواء في سوريا، أو في اليمن، يبدو، أن الرياض لم تجد وسيلة ما للخروج من تلك المستنقعات التي تورطت بها، إلا عبر ما يسمى "التحالف الإسلامي"، الذي دعت إليه مؤخراً، ومع ذلك، لم تحجب الأصوات المرحبة بإعلان ذاك "التحالف" الغموض الذي يكتنف ماهية هذا التحالف وأهدافه وآلية عمله، والتي تُرجمت بلبلة في أوساط المسؤولين في بعض الدول التي يُفترض أن تكون من أركان التحالف، مثل أندونيسيا، وتركيا، وباكستان.
فتركيا على سبيل المثال، جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم الخارجية التركية، طانجو بيلغيج، الذي قال:" إن التحالف الإسلامي المزمع تشكيله ليس عسكرياً، وأهميته تكمن في التنسيق العسكري والإستخباراتي والأيديولوجي بين الدول المشاركة فيه"، مؤكداً، أنه لا خطط لدى أنقرة لإنشاء قوة عسكرية تركية في إطار هذا التحالف، لافتاً إلى أن المسؤولين السعوديين سيعرضون تفاصيل التحالف أكثر خلال الفترة القادمة.
أندونيسيا بدورها، قال وزير أمنها، لاهوت باندجايتان:" لا نريد أن ننضم إلى تحالف عسكري"، بعدما كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية، أرماناثا ناصر، قد أوضح أن وزير الخارجية السعودي اتصل بجاكرتا مرتين خلال الأيام القليلة الماضية، يسألها الانضمام إلى" التحالف" المزعوم، وأضاف باندجايتان: "ما أعلنته السعودية هو تحالف عسكري، لذا من المهم أن تطلع إندونيسيا على التفاصيل أولاً قبل أن تقرر ما إن كانت ستسانده".
وفي السياق نفسه، أوضحت وزارة الخارجية الباكستانية، أن إسلام آباد ترحب بإعلان السعودية، لكنها تنتظر المزيد من التفاصيل حول التحالف المذكور، لتحديد مدى مشاركتها فيه، وأعرب أمس سكرتير وزارة الخارجية الباكستانية، عزيز تشادوري، عن دهشته من الأخبار عن انضمام بلاده إلى الدول المشاركة في التحالف، مشيراً إلى أن الخارجية الباكستانية طلبت من سفيرها في الرياض لقاء المسؤولين السعودين، والحصول منهم على إيضاحات حول الموضوع. كذلك أكدت عضو لجنة الدفاع التابعة لمجلس الشيوخ الباكستاني، سهار كمران، أن مسألة الانضمام إلى التحالف لم تناقش بعد في مجلس الشيوخ أو الجمعية الوطنية.
والجدير ذكره، أنه فيما استخدم ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عبارة "التحالف الإسلامي العسكري" في إعلانه، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن مساهمة الدول المعنية يمكن أن تشمل القوة العسكرية أو المساعدة المالية أو الخبرة الأمنية.
إذاً، الكثير من التساؤلات يطرحها هذا "التحالف" سواء كان من ناحية التوقيت، وملابسات ذلك، والجهة التي أعلنته وحسب، وأيضاً، في أهدافه وآليات عمله وخططه للعمل الميداني، والاهم من ذلك كله التعريف الذي سيتبناه بشأن "الإرهاب"، خصوصاً أن للرياض التي طرحت الفكرة، وأعلنتها ونصبت نفسها قائدة له من عاصمتها، لديها "لائحتها" الخاصة للمنظمات التي تعتبرها "إرهابية".
على ما يبدو، فإن الوضع في اليمن، ومع ما يواجهه "التحالف" بقيادة السعودية، شكل حائطاً مسدوداً بعد تسعة شهور من حرب الخراب التي قادتها عدة دول على الدولة العربية الأكثر فقراً تحت عنوان مواجهة أنصار الله، المدرجين بالمناسبة على لائحة الإرهاب السعودية، ومن بعدها، قررت الرياض، كما أشار ولي ولي العهد، إنه لا يستطيع القيام بعمليات في كل من سوريا والعراق، من دون تنسيق مع السلطات الشرعية فيهما، الأمر الذي من شأنه أن يطرح العديد من التساؤلات حول عمل ذاك التحالف، خاصةً مع الإرهاب الذي تعيشه تلك الدولتين.الواضح، من خلال المشاورات التي سعت الرياض من خلالها لتشكيل "التحالف الإسلامي" العتيد، والتي جرت خلال 72 ساعة فقط، أنها ستضاف إلى التحالفات واللقاءات والاجتماعات الماضية التي قامت بها، من أجل أن تتزعم المشهد العربي، على أنها من تقود حملات مواجهة الإرهاب في البلاد العربية، وتغطي أنها من تدعمه، وتموله، لا بل وتكبره، وتنشره في دول العالم، وهو ربما ما يفسر ما اعتبرته موسكو أنه من المبكر إبداء موقف من التحالف الناشئ، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "يلزمنا وقت للتحليل ثم اتخاذ قرار بناء على المعلومات الدقيقة التي نحتاج إليها، من يضم هذا التحالف، ما هي أهدافه المعلنة، وما هي طريقة مكافحة الإرهاب؟" وذلك بأن الأهداف والنتائج والخطط معروفة!.
ساحة النقاش