<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
هل يحصل أردوغان على تسوية تحفظ ماء وجهه مع روسيا؟
04 كانون الأول ,2015 06:46 صباحا
عربي برس _ متابعات وصحف: البناء - حميدي العبدالله
وضع الرئيس الروسي ثلاثة شروط لتسوية حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلة التركية. الشرط الأول، يقتضي بتقديم أنقرة اعتذاراً صريحاً للحكومة الروسية، والشرط الثاني معاقبة المسؤولين عن الحادث، ولعلّ هذا الشرط هو الذي دفع أردوغان إلى التنصّل من المسؤولية، والتأكيد على أنه لم يكن ثمة أوامر صدرت عنه بإسقاط الطائرة الروسية، بل هي نتيجة لقواعد اشتباك وضعت قبل الإسهام الروسي في مكافحة الإرهاب في سوريا،وبديهي أنّ أردوغان يرمي المسؤولية هنا على قيادة الجيش التركي،والشرط الثالث، حصول روسيا على تعويضات مناسبة.
واضح أنّ هذه شروط صعبة بالنسبة لأردوغان وحكومته، أيّ أنه سيكون من الصعب قبول هذه الشروط، ولكن من الصعب أيضاً إبقاء الخلاف مع روسيا من دون تسوية. لهذا نجد اضطراباً في مواقف المسؤولين الأتراك،ولا سيما الرئيس التركي ورئيس حكومته، لحظة يأسفون ويعلنون عن حزنهم، ولحظة أخرى يؤكدون على التمسك بالموقف الذي قاد إلى إسقاط الطائرة الروسية.
لكن من الواضح أنّ الخسائر السياسية والاقتصادية والعسكرية، جراء إسقاط الطائرة الروسية، يفوق أضعافاً أيّ مكاسب كان يتوخاها الذين وقفوا وراء الاعتداء عليها. إذا كان هدف السلطات التركية ردع روسيا ومنعها من الاقتراب من المناطق الحدودية المشتركة السورية التركية، وما حصل بعد إسقاط الطائرة كان على عكس ما كان يتوقعونه، إذ أنّ روسيا زادت من نشاطاتها في المناطق الحدودية، وإذا كان هدف إسقاط الطائرة الروسية دفع موسكو إلى الجلوس إلى طاولة التفاوض مع تركيا لتكريس المعادلة القائمة على قاعدة خلق منطقة حظر جوي كأمر واقع بعمق يتجاوز 8 كلم، فإنّ ذلك لن يحدث.
اليوم تركيا تتعرّض لعقوبات اقتصادية روسية، قال عنها رئيس وزراء روسيا إنها خطوة أولى قد تلحقها خطوات أخرى أكثر إيلاماً بالنسبة لتركيا، كما أنّ النشاط العسكري ضدّ قوافل نقل النفط من سوريا إلى تركيا، أو القوافل التجارية من تركيا إلى سوريا، أو تدفق الإرهابيين عبر الحدود التركية إلى داخل سوريا، كلّ ذلك لم يعد من مصلحة تركيا، بل أصبح وضع تركيا في هذه المسائل أكثر صعوبة.
أما إذا رضخت تركيا بعد كلّ ذلك وقبلت شروط الرئيس الروسي لتسوية الأزمة، بعد فشل كلّ الوساطات، بما في ذلك وساطات دول الاتحاد الأوروبي، فعندها فقط يمكن تسوية أزمة الطائرة، ولكن يكون الثمن الذي دفعته تركيا جراء هذه المغامرة ثمناً باهظاً.
ساحة النقاش