<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
التركمان حجة أردوغان لإبقاء الحدود مفتوحة.. المحسيني جوكر المذابح العنصرية في الشمال
26 تشرين الثاني ,2015 18:48 مساء
عربي برس - محمود عبداللطيف
من جرابلس إلى شواطئ المتوسط، منطقة يريدها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان "منطقة آمنة" تحت شعارات إنسانية، هي ذاتها الشعارات التي خبأت من خلالها المخابرات التركية الأسلحة والذخائر تحت شحنات الأدوية التي أدخلتها إلى سوريا مرات عدة على أساس إنها مساعدات إنسانية لـ "الأقلية التركمانية"، وهو ما دفع النظام التركي لاعتقال عدد من عناصر الشرطة وضباط الجمارك وأربعة من "الإدعاء العام" بعد الفضيحة التي كشفتها صحيفة جمهورييت التركية خلال شهر أيلول الماضي، والملاحظ من تصرفات أردوغان وتصريحاته إن الحجة التي يبرر النظام التركي تدخله في الملف السوري من خلالها باتت ضيقة، وتتمثل بـ "حماية التركمان"، وهي الأقلية التي باتت تركز عليها وسائل الإعلام كمكون تدعي أنقرة إنه يقاتل الدولة السورية، في مناطق شمال سوريا وخاصة "جبل التركمان".
وإن كانت التقارير الإعلامية تتحدث عن وجود ما بين 1.5 – 3 ملايين مواطن سوري من الأقلية التركمانية فإن الواقع يؤكد أن العدد أقل من ذلك بكثير، إذ لا يصل عدد الأقلية التركمانية التي تشكل أقل من 2.5% من الشعب السوري، ما يعني إن عددهم يقدر بنحو 100 ألف مواطن سوري موزعين على أرياف المحافظات السورية، و يتركز تواجدهم في المناطق الشمالية "الحسكة – الرقة – حلب – اللاذقية"، أكثر من غيره من المناطق السورية، وبكون أغلب المدنيين من القرى المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا نزحوا مع توجه أنقرة لفتح حدودها أمام حركة الميليشيات المسلحة، فإن المزاعم التركية بوجود بنية عرقية لميليشيات تقاتل ضد الدولة السورية، أمر مرفوض بشكل مطلق، وهذا الكلام ينطبق حتى على الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطية الذي يتزعمه "صالح مسلم"، فالأخيرة تحتوي على أكثر من 50% من المقاتلين العرب، إضافة إلى تحالفها مؤخرا مع عدد من الميليشيات "العربية" ضمن مسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، ما ينفي أي مزاعم لوجود ميليشيات تقاتل في سوريا على أساس "عرقي".
ما لفت انتباه الإعلام إلى "التركمان" هو التصريحات التركية التي تصاعدت في هذا الإطار بعد بدء العلميات السورية – الروسية المشتركة ضد مواقع الإرهاب في شمال اللاذقية وتحديداً في منطقة "جبل التركمان"، الأمر الذي دفع الحكومة التركية إلى نصب "كمين جوي" لقاذفة روسية من طراز "SU-24” وإسقاطها لتعقيد الملف السوري والذهاب بالتصعيد العسكري الدولي في منطقة الشرق الأوسط عموما إلى ذروته، إلا أن التروي الروسي في التعامل مع الحدث، لم ينهي الصراع الدولي سياسياً على الشرق الأوسط، بل فتح الباب على مصرعيه على ضرورة الحسم مع الإرهاب وإغلاق الحدود وفقا للتصريحات الأوروبية من خلال الدعوة إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى "حرب عالمية ثالثة"، في حين جنحت تركيا إلى تصعيد حملتها الدعائية لتعويم فكرة إن "التركمان" كأقلية عرقية تقاتل الدولة السورية، تحت حمايتها المباشرة.
الوقائع تؤكد إن الميليشيات العاملة في منطقة شمال اللاذقية تتداخل عرقيا تحت منهج "إسلامي واحد" يتمثل بتني الفكر الوهابي، وأبسط حالات التشدد لدى هذه الميليشيات تأتي بالصبغة "الإخوانية"، مع العلم إن الإخوان المسلمين كجماعة دينية خرجت من عباءة الوهابية التي كانت تسمى في أولى نشأتها خلال العام 1722 بـ "الإخوان الموحدين"، وتقارب الاسمين ومنهج العقائد بين الإخوان والوهابية التي يقوم على أساسها تنظيمات كـ "القاعدة- جبهة النصرة – داعش"، يفضي إلى أن الدولة السورية تقاتل ميليشيات "تكفيرية" في عموم الأراضي السورية، بعكس ما يزعم أردوغان وثلته من تصريحاتهم فيما يخص "جبل التركمان".
وتشهد منطقة جبل التركمان حضورا لميليشيات "تركية"، مطعمة بوجود عناصر من دول الاتحاد الروسي الحالي، ودول الاتحاد السوفيتي السابق، وكانت صحيفة حياة التركية قد أكدت في تقرير نشرته أواخر شهر أيلول الماضي، (قبل بدء العمليات الروسية بأسبوع)، أكدت فيه مشاركة "القوميين الأتراك" في المعارك ضد الدولة السورية، ضمن ميليشيا "السلطان عبد الحميد" وميليشيا "المنتصر بالله" و ميليشيا "السلطان مراد"، وبررت الصحيفة حينها وجود هؤلاء لقتل "الأرمن والعلويين" في ريف اللاذقية الشمالي، وكان دخول تنظيم جبهة النصرة بالدعم المدفعي الكبير إلى مدينة كسب في أقصى الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، أثر كبير في تشكل الميليشيات على الأساس التكفيري في المنطقة، حينها، ظهر الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني، متحدثا عما أسماه بـ "النصر" في كسب، وكان هذا النصر مذبحة "عثمانية – سعودية" جديدة بحق الأرمن في سوريا، وهو أمر يؤكد على حضور التنسيق "التركي – السعودي" قبل دخول الميليشيات إلى مدينة إدلب بذات السيناريو الذي نفذ في "كسب"، وفي كلا المدينتين، كان الإرهابي المحيسني عراب التنسيق المخابراتي بين النصرة ومن معها من ميليشيات، وغرف العمليات المخابراتي المشتركة في تركيا، إذ لعب المحيسني دور "الجوكر" في التحالفات الميليشياوية من جهة، وفي تنسيق الهجمات "العنصرية" على المناطق السورية التي تقطنها أقليات محددة كما حدث في "كسب - سهل الغاب - جبل السماق"، بدفع من الحكومتين التركية، والسعودية بالتوازي.
وبحسب المعلومات التي تناقلته وسائل إعلام تركية من بينها، صحيفة "حياة"، فإن قيادات الميليشيات ذات المسميات التركية هم من "القوميين الأتراك" الذين كانوا يشغلون مناصب قيادية في الحزب مع بدأ الأزمة السورية، وبعض هؤلاء أقيم له جنازة رسمية، وأطلق عليهم تسمية "الشهيد" بعد مقتله في الأراضي السورية، ومنهم "براق مسينجي"، الذي شغل منصب رئيس اللجنة الشبابية في الحزب القومي بمنطقة الفاتح في اسطنبول، و "سلامي اي نور"، والذي شغل منصب رئيس الحزب القومي لمدة سنتين في مدينة "جريسون" التابعة لإقليم البحر الأسود، كما تقوم جمعية تعرف باسم "جمعية الأتراك في سوريا" بجمع التبرعات لصالح الميليشيات التركية المقاتلة في الداخل السوري، وقد تولى رئيس اللجنة الشبابية للحركة القومية "أولجاي كلافوز" شخصياً ما تم جمعه إلى الحدود السورية وتسلميها للميليشيات المسلحة.
ولكون القوميين الأتراك يقاتلون جبناً إلى جنب مع "جبهة النصرة" و "حركة أحرار الشام" وميليشيات من قبيل "جند الأقصى" التي تميل مؤخراً إلى التحالف مع تنظيم داعش، فإن مسألة التمييز بين هذه الميلشيات على أساس نظرية "المعارضة المعتدلة" التي تروج لها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها "الأتراك والسعوديين"، تندرج ضمن المحاولة لتصدير شكلا من الميليشيات بما يضمن استثناءها من الاستهداف، خاصة وإن منطقة جبل التركمان تعد واحدة من أكثر المناطق حيوية بالنسبة للإمداد اللوجستي للميليشيات المسلحة، ووجود الميليشيات "التركية" تحت ذريعة انتمائها إلى التركمان، القشة الأخيرة التي يتعلق بها الغريق التركي في الملف السوري، ولعل إعلان القوات الروسية العاملة في الأراضي السورية لاستخدام منظومتي الدفاع الجوي "S-300” و “S-400” إضافة لمنظومة "فرونت" و عربة الحرب الإلكترونية "كاراسوخا-4” لإغلاق الأجواء السورية بمساحة دائرية يبلغ قطرها 500 ميلاً، فإن المنطقة العازلة التي يعول أردوغان على قرار غربي لإنشائها لـ "حماية التركمان" من جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، إلى شواطئ المتوسط، باتت مجرد أحلام واهية.
كما إن ضيق الحجة الأردوغانية للتدخل في الملف السوري، وتحولها من "دعم الحريات في سوريا" إلى "حماية التركمان"، دليل على وجود توافقات دولية تحاول إلزام الحكومة التركية بإغلاق الحدود مع سوريا، وهو ما ادعت الحكومة الأمريكية والتركية بدأ العمل عليه بعد قمة الـ 20 مباشرة، إلا أنه مازال محصورا في خانة التصريح دون أي عمل على الأرض بسبب سياسة أنقرة المستفيدة من إرهاب الميليشيات "التركية"، إضافة إلى الاستفادة بشكل أساسي من كل من النصرة وداعش على المستوى الاقتصادي من خلال نشاط السوق السوداء إذا إن أردوغان نفسه وفي شهر تشرين الثاني من العام الماضي كان قد التقى بتجار أتراك أكد فيه عن رفضه "الحرب الأمريكية" على داعش واصفا أياها بـ "الوقحة" ما اعتبر حينها على إن أردوغان مصر على الحفاظ على العلاقة مع تنظيم داعش، ولأن رئيس النظام التركي بات محشورا في زاوية عدم وجود مبررات لإبقاء الحدود مفتوحة، ذهب إلى المناورة بورقة "التركمان" على اعتبار إن الغرب يتكلم عن "حماية المسيحية" في سوريا، إلا أن مسار الحدث السوري عسكريا في مناطق الشمال، مع ورود أنباء التقدم البري للقوات السورية في منطقة جبل الأكراد، سيجرد أردوغان من حجته الأخيرة.
* الصورة المرفقة بالمقال لبعض من مقاتلي الحزب القومي التركي يقاتلون في منطقة جبل التركمان بحسب ما أكدته صحيفة الحياة التركية
ساحة النقاش