<!--
<!--<!--<!--
فرنسا الحائرة في سوريا
29 أيلول ,2015 18:55 مساء
عربي برس - علي مخلوف
للكرواسان الفرنسي في أزقة الشام العتيقة نكهة أخرى، لن تستطيع باريس أن تنسى تاريخها في الشام، بين مداعبة لأحلام الاستعمار، وكوابيس عن خروجه بفعل مقاومة شعب ودولة، وبعد مرور عقود طويلة على الاستقلال، عاد الخراب لينتقم من القرار المستقل، اشتعلت سوريا، وباتت الفرص مواتية للدخول من النافذة أو من تحت الباب إلى البيت السوري.تصريحات كثيرة تلك التي صدرت عن باريس بشأن سوريا، تارةً تكون عدائية داعية للتغيير والإسقاط، وتارةً أخرى للتعاون والتفاهم والتنسيق!
في آخر تطورات الموقف الفرنسي دعا رئيس مجموعة فرنسا-سوريا في الجمعية الوطنية الفرنسية النائب الفرنسي جيروم لامبير خلال زيارته إلى سوريا كلاً من باريس ودمشق إلى التصدي "معا" لتنظيم "داعش"، المذكور يقوم حالياً بزيارة إلى سوريا إلى منطقة تسيطر عليها القوات السورية، ويرافقه نائبان آخران من الغالبية الاشتراكية الحاكمة هما جيرار بابت وكريستيان أوتان، وقال النواب الثلاثة إن زيارتهم المقررة من 26 إلى 30 أيلول هي زيارة خاصة وسيتوجهون أثنائها إلى دمشق وحمص واللاذقية حيث سيعربون عن دعمهم لسيادة سوريا.
الحكومة الفرنسية سارعت لعدم الاعتراف بزيارة النواب تلك، ونأت بنفسها عنها، على غرار زيارة سابقة قام بها نواب وكأن في الأمر لعبة، أو صدام في الداخل الفرنسي، بمعنى إما أن يكون النواب الفرنسيون مجرد كشافة لحكومتهم لكن بطريقة غير مباشرة، أي أن تنكر باريس أنها كلفت نوابها بزيارة إلى دمشق عندما ترى ذلك ضرورياً، لكن هل يختلف الأمر وراء الكواليس الفرنسية؟.
وسائل الإعلام اهتمت بتلك الزيارة لأنها تزامنت مع شن مقاتلات فرنسية ضربتها الجوية الأولى في سوريا ضد معسكر لتدريب مقاتلي تنظيم "داعش"، علماً أن باريس لا تزال تردد موقفها السلبي تجاه الأزمة السورية والمتمثل بالمطالبة باستبعاد الرئيس بشار الأسد من مستقبل سوريا! لكن وللتناقض فإن الفرنسيين بحاجة ماسة إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية السورية في مسألة تبادل المعلومات عن الإرهاب والجماعات التكفيرية واللاجئين، باعتبار أن فرنسا هي من أكثر الدول الغربية إلى جانب بريطانياً عرضةً للتهديدات الإرهابية!.
إذاً فإن الفرنسي حالياً في حالة ضياع بما يخص الملف السوري، هو يريد المضي بعيداً في العداء للحكومة السورية، لكنه في ذات الوقت بحاجة ماسة إليها من أجل الحصول على معلومات متعقلة بالإرهاب، وهي بحد ذاتها معضلة تجعل من باريس منبراً لإصدار التصريحات والمواقف المتناقضة.
ساحة النقاش