http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

»سوق اللاجئين«

المساء = جمال بدومة

سبتمبر 17، 2015، العدد: 2785

من أين خرجت كل هاته الحشود؟ فجأة غرقت أوربا باللاجئين، ومعها شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي ومراكب المساكين والسياسيون المنافقون. عشرات الآلاف من السوريين والعراقيين وذوي الجنسيات المنحوسة تدفقوا على القارة العجوز، فاضحين احتياطي الحقارة الذي تدخره بعض الشعوب الأوربية، أكثر من سبعين عاما بعد هزيمة هتلر. معظم الفرنسيين لا يريدون لاجئين في بلدانهم، رغم أنهم شاركوا في تخريب سوريا، عن طريق الدعم العسكري والمالي للحرب التي تطحن البلد منذ أكثر من أربع سنوات. يدمرون ويشتتون ويشردون، ويعتبرون أنفسهم غير معنيين بالعواقب. منتهى الوقاحة !
دون الحديث عن التشيكيين والبولونيين والهنغاريين، الذين لخصت موقفهم تلك
الصحافية التي شاهدها العالم وهي تتعلم «الكاراطي» في حشد من العائلات السورية، ولم يترددوا في تشييد سور ضخم في وجه المشردين الذين رمتهم الحرب تحت أقدام الأنذال. الخير يأتي أحيانا من حيث لم نتوقعه. وحدها ألمانيا، وريثة النازية، أظهرت أنها الأكثر إنسانية والأقرب إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حين فتحت حدودها للاجئين بدون قيد، وأعلنت أنها ستستقبل نحو مليون في عامين، وهي قمة المفارقات. «ماما ميركل» أحرجت «بابا هولاند»، الذي وافق في النهاية على استقبال أربعة وعشرين ألفا من اللاجئين خلال عامين، على مضض، علما بأن ألمانيا لا ناقة ولا جمل لها في ما يجري في الشرق الأوسط، بشكل عام، بخلاف فرنسا التي تتحمل نصيب الأسد في زعزعة استقرار المنطقة، من خلال المغامرة العسكرية التي أقدم عليها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في ليبيا، وأدت إلى سقوط نظام معمر القذافي،مما أسفر عن فوضى عارمة تحولت معها ليبيا إلى مرفأ لتصدير عشرات الآلاف من المهاجرين إلى الضفة الشمالية من المتوسط،ناهيك عن زعزعة استقرار منطقة برمتها.ورأينا كيف دفعت مالي فاتورة انهيار النظام الليبي، عندما زحف الجهاديون على باماكو، مما اضطر فرانسوا هولاند إلى التحرك عسكريا لإنقاذ الحليف الإفريقي. فرنسا، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، في طليعة المسؤولين عما يجري في المنطقة، ومعها دول الخليج التي مازالت تذكي نيران الحرب السورية عبر الدعم المالي والعسكري لفصائل المعارضة الأكثر تطرفا، ومع ذلك لا تصنع شيئا من أجل المشردين، لأنها لم توقع على اتفاقية 1951 المتعلقة باللاجئين، وتخشى أن يتزعزع استقرارها الهش في حال فتح أبوابها أمامهم. تفضل أن تترك المهمة الصعبة إلى دول الجوار، في مقدمتها لبنان والأردن وتركيا
ولا يسعنا إلا أن نتساءل: لماذا ظهرت كل هاته الحشود فجأة في قلب أوربا،
بعد أربع سنوات من النزاع، في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا تزامن ذلك مع إرسال فرنسا طائرات استطلاعية إلى سوريا، بحجة الاستعداد لضرب تنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن كانت الضربات تقتصر على العراق؟ ثمة ما يدعو إلى الارتياب. الروس أرسلوا عتادا عسكريا إلى طرطوس واللاذقية، مدافع وطائرات حربية وصواريخ ارض-جو، مما يرجح أن موسكو تملك معلومات استخباراتية، دفعتها إلى التحرك على الأرض. بوتين لن ينسى الخدعة التي تعرض لها في ليبيا حين تحول قرار الحظر الجوي، الذي صادق عليه مجلس الأمن لإنقاذ المدنيين، إلى ذريعة لإسقاط القدافي، ولن يترك الفرنسيين والأوربيين يصنعون الشيء ذاته مع بشار الأسد. القيصر لا يمزح. الدليل في أوكرانيا، حيث أجبر العالم على القبول بالأمر الواقع، بعد أن ألحق إقليم القرم بروسيا، وأشعل النيران في الشرق، نكاية في الأوربيين الذين اعتقدوا أن بإمكانهم أن يضحكوا عليه مرة أخرى.
في استطلاع للرأي نشرته صحيفة «لوجورنال دوديمانش»، ظهر أن ستة وخمسين في
المائة من الفرنسيين يؤيدون تدخلا بريا في سوريا للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وهي تقريبا نفس النسبة التي ترفض استقبال اللاجئين على الأراضي الفرنسية، رغم الصور الإنسانية المرعية التي تبكي الجماد. الفرنسيون لم يتأثروا بصور القتلى الذين يسقطون يوميا في سوريا، منذ أربع سنوات، وأرعبتهم صور عائلاتهم وهي تطرق أبوابهم هربا من الموت. فتش عن الغلط!
أما ديفيد كاميرون، فقد أبدى استعداد بريطانيا لاستقبال اللاجئين السوريين،
لكنه يفضل أن يختارهم على المقاس، لذلك ذهب لزيارة «السوق» في لبنان والأردن، كي يفحص الأسنان والأجساد، والديانة على الخصوص، لأنه، مثل معظم الأوربيين، يفضل استقبال مهاجرين نصرانيين، وهو أمر يجعل كثيرا من اللاجئين المسلمين يدّعون أنهم مسيحيون لعل الحظ يبتسم في وجوههم، والحمد لله، لم تعد تنقص إلا «محاكم التفتيش» كي يكمل العالم قفزته الجبارة إلى الوراء !

المصدر: المساء = جمال بدومة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 17 سبتمبر 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,517