http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

يا بصري ارْتاح ارتاحْ.. سنواصل الكفاح!

المساء = عبد الله الدامون

سبتمبر 13، 2015، العدد: 2781

انتبهوا جيدا.. نحن لا نعيش حاليا في زمن الحسن الثاني وادريس البصري، لكن البعض قد يساوره الشك في ذلك عندما يقرأ ما يجري هذه الأيام من سباقات محمومة من أجل المصالح الانتخابية التي تلت الانتخابات الجماعية والجهوية ليوم الجمعة الماضي.
في زمن الحسن الثاني كانوا يسمونها «الديمقراطية الحسنية»، وكنا نعتقد أن
تلك الديمقراطية العجيبة انتهت أو، على الأقل، لم تعد بالقوة التي كانت عليها، لكننا نتأمل هذه الأيام ما يجري ونحاول التأكد من أن مهندس تلك الديمقراطية العجيبة، ادريس البصري، قد ووري الثرى فعلا، لأننا بدأنا نشك في موته وصرنا نعتقد أنه يمكن أن يكون قد خرج من قبره مؤخرا لإعادة تشكيل الخرائط الانتخابية كما كان يفعل في زمن اعتقدنا واهمين أنه انتهى أو في طريقه إلى الزوال.

في ذلك العهد، الذي نسميه البائد، كانت الانتخابات فرجة حقيقية تستحق أن تؤلف حولها مسرحيات كبرى وتنجز بخصوصها أفلام كوميدية عظيمة. كان الشعب المغربي، أو جزء منه على الأقل، يشارك في مهزلة تمتد من وجدة إلى الكويرة، وفي النهاية تخرج آلاف المجالس «المنتخبة» التي تضم الآلاف من جحافل الجراد التي لا تبقي ولا تذر. ومن تلك الانتخابات يخرج، أيضا، برلمان مومياء لا أحد يعرف إن كان مجلسا للأمة أو كابوسا للغمة، لكن ذلك كان ينفع في إظهار المغرب كبلد ديمقراطي في عيون الآخرين، رغم أن تلك الديمقراطية كانت وبالا حقيقيا على المغاربة.

كنا نعتقد أن تلك السلوكات انتهت أو، على الأقل، هناك محاولات لإنهائها، لكن دعونا نمر قليلا على بعض العناوين الصحافية لكي نعرف إن كان ادريس البصري قد مات فعلا:

«مهربون وأصحاب سوابق يترشحون كوكلاء لوائح في الانتخابات».. «وعود بفيلات وعقارات ومبالغ طائلة للحسم في رئاسة بعض الجهات».. «أسعار أرانب السباق تحطم أرقاما قياسية ومستشارون ضمن قائمة مجهولي المصير».. «استغلال الأطفال في الانتخابات».. «استنفار أمني بعد سرقة صندوق انتخابات».. «العثور على مستشار جماعي مختف بمنزل أحد المقاولين».. «اختفاء مرشح جماعي يثير غضب أحزاب التحالف الحكومي».. «الصراع حول ثروة الجهات يهدد بنسف التحالف الحكومي».. «اختفاء ثلاثة مرشحين في ظروف غامضة».. «محاولة اختطاف مستشارين بواسطة فيدورات».. «العثور على الصندوق الانتخابي المسروق».. «اختفاء مستشار ومحاولة الاعتداء على آخر».. وطبعا، هناك الكثير من العناوين الأخرى، بل هناك الآلاف من الحالات المثيرة التي لم تصل أصداؤها إلى الصحافة.
الأحزاب التي نشأت في عهد ادريس البصري أو، بعبارة أصح، التي أنشأها ورعاها
ادريس البصري، لاتزال تلعب دورا كبيرا في رسم الخرائط الانتخابية، ولاتزال تربح الملايير في كل انتخابات من وراء دعم الدولة ومن وراء بيع التزكيات الانتخابية للمفسدين وتجار المخدرات ولصوص المال العام.

والمستشارون الجماعيون الذين كانوا يختفون بعد النجاح في الانتخابات في زمن البصري لازالوا يفعلون ذلك إلى اليوم، بل إن أسعارهم ارتفعت بشكل كبير.

في زمن البصري، ربما كانت الأشياء أكثر وضوحا من الآن. وقتها، كانت النذالة السياسية والحزبية في طور النشوء والترقي، لكنها اليوم صارت نذالة محترفة وممؤسسة. في زمن البصري، كانت الوقاحة الحزبية تترعرع وتشب على الطرق؛ واليوم، صارت تعيش أزهى سنوات النضج وتغرق في بحبوحة الصحة والعافية.

في زمن البصري، كان زعماء الأحزاب يأخذون الأعطيات سرا؛ واليوم، يطلبون الأعطيات علنا. في زمن البصري، كانت الأحزاب القريبة من الشعب تعتبر الأعيان وبالا على الديمقراطية؛ واليوم، صارت الأحزاب القريبة والبعيدة من الشعب تعتبر الأعيان أساس الديمقراطية وعمودها الفقري.
في زمن البصري، كان الكثير من السياسيين وزعماء الأحزاب على مختلف مشاربهم
واتجاهاتهم يتقربون من البصري سرا وينالون حظوته ثم يتظاهرون بالعداء له؛ أما سياسيو اليوم وزعماء الأحزاب فلسان حالهم يهتف بشعار «يا بصري ارْتاح ارتاحْ.. سنواصل الكفاح».
في وقت البصري، كانت لاتزال هناك بضعة أحزاب تعيش على المبادئ أو، على
الأقل، تتظاهر بذلك وترفض الدخول تحت جلباب المخزن؛ واليوم، تتحرك جميع الأحزاب تحت جلباب المخزن، والصراع بينها هو فقط حول من يتدثر أكثر بهذا الجلباب حتى يظفر بأكبر قدر من الدفء.
وحتى لا نكذب على أنفسنا ونلصق كل شيء بالراحل البصري وكأنه سيد الموبقات،
نقول إن ما جرى ويجري هو سياسة دولة، وعندما تقرر الدولة أن يكون المغرب بلدا ديمقراطيا بالفعل.. فسيكون ذلك.. وربما لا يلزمنا أكثر من قرن أو قرنين لكي نصل إلى تلك المرحلة. إذن، هناك أمل..

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 20 مشاهدة
نشرت فى 14 سبتمبر 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,597