<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
"ثورة الجوع" تُرعب "علوش" .. والتسويات الدولية قد تُطيح ب"إمارته"
08 أب ,2015 05:53 صباحا
عربي برس: ماهر خليل -
فيما تُشعل نيران المعارك معظم الجبهات السورية، ينشغل قائد ميليشيا "لواء الإسلام" بالبحث عن وسيلة تنقذه و"عُصابته" من غضب آلاف المدنيين الذين مازالوا محاصرين تحت رحمته في الغوطة الشرقية، وبالوقت يقترب تنظيم "داعش" من حدود "عاصمته" في دوما من جهة البادية، يرفع "الجوعى" من أهالي الغوطة الشرقية إصبعهم بوجهه مهددين بالانفجار على كامل المساحة الريفية للعاصمة السورية دمشق، فالجوع "ضرب أطنابه" بحجة "الثورة"، ولم يعد "الدود" يُشبع معدة أطفالهم بعد سنوات من الحصار المسلّح الذي فرضه "جيش الإسلام" على أهالي الغوطة، ضارباً كل مبادرات الدولة السورية تجاه هؤلاء المدنيين عرض الحائط، عله يحمي بهم نفسه في حال "حاول" الجيش السوري اقتحام "عاصمة ثورته" التي وعلى مايبدو ستنقلب عليه في القريب العاجل.. بوجه شاحب تظهر عليه معالم "الغضب والخوف"، جمع زهران علوش ما وصفهم بـ"كبارية الغوطة الشرقية" في على مابدا أنه قبو لأحد الأبنية "الآمنة" بحسب ماظهر في فيديو نشرته "وكالة خطوة" التابعة لميليشياته المتشددة، حيث راح "علوش" يحاضر أمام "المشايخ" بـ"العفّة"، مبرءاً نفسه وعصابته من تهمة "السرقة" وحرمان الناس من أدنى مقومات العيش. التهمة التي وجّت له في المظاهرات التي عمّت بلدات الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية والتي طالب فيها المتظاهرون بـ"إسقاط علّوش" كونه "الآمر الناهي" في تلك البقعة التي تقع على تخوم دمشق. وفي محاولة من علوش لامتصاص "الغضب الساطع" تجاه سلوكياته وعناصره، أخرج علوش بصورة "فنيّة" من جعبته تسجيلاً مصوراً قال أنه اعتراف لأحد "قادة" ميليشيا "الاتحاد الإسلامي - لواء فجر الأمة" بأن الأخير هو من يقوم بتخزين المواد الغذائية "المخصصة للغوطة" في الأنفاق المسؤول عنها، والتي تزن بحسب اعتراف "أبو جعفر بليس" مايقارب الـ1000 طن جميعها من المواد الغذائية التي يتم طرحها بالسوق للبيع بأسعار مرتفعة جداً، أردفها وبأسلوب يشبه إلى حدٍّ ما الشخصيات الهولويودية بسؤال "السادة الحضور" عن بعض الأسعار، لتأتيه الإجابات "راجفة" .. الرز يباع بين 900 - 1300 ل.س يقول أحدهم، بينما قال آخر أن كيلو السكر مثلاً بـ2900 ل.س وليتر الزيت بـ3100. يتعجّب كثيراً "علوش" أمام الحضور بهذه الأسعار ويُبدي استغرابه أمام الحشد المكوّن مما لايزيد عن 25 شخص. ودفعه للاعتراف بأن "الناس عم تاكل دود". بحسب قوله، لكن هذا التعجّب والاعتراف لم يصبان في مصلحته عندما ترك لنا عدّة أسئلة حول "المحاضرة" التي ألقاها .. كيف تدّعي "السلطة" في منطقة لاتتعدّى عشر بلدات ولاتعرف أبسط الأمور عنها فيما يخصّ الأسعار على أقل تقدير .. لاسيما وأن المظاهرات الماضية لم تكن الأولى، فقد تعرضت مستودعاته بداية العام الماضي لهجوم من الأهالي بعد تجويع تعدّى الشهرين، وقتل على إثره عشرات المدنيين برصاص حرّاسه واعتقل مئات آخرين حتى اليوم لاتعرف عوائلهم مصيرهم .؟؟ وبعد أن أنهى "علوش" استعراضه أمام "الكبارية"، شهق عالياً وصرخ قائلاً: "أنا لا أريد السلطة - السلطة لاتعنيني"، وأضاف: "أنا سأسقط بدون مظاهرات - جيش الإسلام لايحتاج لمظاهرات حتى يسقط .. سنسقط بدون مظاهرات"، وأردف قائلاً: "تفضلوا واستلموا السلطة.. هل يستطيع أحد ربط 70% من بلدات الغوطة .. لم نستطع ربط بلدات الغوطة مع بعضها"، في إشارة منه واعتراف بفشله في السيطرة على مناطق الغوطة خاصة وأن الجيش السوري استطاع في الأعوام الماضية من تقطيعها إلى جزر معزولة، إلا أن علوش "صاحب فكرة الأنفاق" بالتعاون مع عناصر حركة حماس، تمكّن من وصل هذه المناطق لفترة وجيزة قبيل أن تبدأ وحدات الجيش باكتشافها تباعاً وتدميرها بمن فيها، ما شكّل عائقاً أمام التنظيمات التي تقاتل الجيش خاصة في جوبر - دوما عربين - زملكا ...الخ. ما زاد الحصار عليه وعلى ميليشياته خلال الفترة القريبة الماضية. علوش القادم حديثاً من "جولة عربية - دولية" افتتحها في تركيا، وأنهاها في السعودية التي تعتبره طفلها المدلل، كان على وشك فتح جبهة جوبر- دوما خلال الأسابيع القليلة الماضية بطلب من آل سعود، للضغط على الجيش السوري الذي يقاتل على عدة جبهات، لكن المحاولة "الموءودة" جاءت كرد على اقتحام الجيش السوري مدينة الزبداني حيث حقق خرقاً سريعاً لجدران الصد التي حاولت جبهة النصرة" تحصينها خلال سنوات سيطرتها، ما استنفر الرياض لتطلب منه التحرك سريعاً في جوبر ودوما، إلا أن الجيش تمكن من ضرب التحرك في بداياته ما دفع الفصائل الإرهابية بإلغاء الفكرة ونسفها من أساسها.. إذاً .. يعاني زهران علوش من حراك داخل بيئته الشعبية التي أيدته في بداية الأزمة السورية، من محاولة الانقلاب عليه والذهاب باتجاه اختيار أحد أمرين، إما الخروج باتجاه المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية رغم تهديد السلاح من قبل ميليشياته، وإما "ثورة مسلحة" عليه وإسقاطه بالقوة، وهذا مايدل أو يبرر انفعاله أمس وارتجاف صوته أثناء حديثه، فهو لم يبقى أمامه خيارات مفتوجة كما السابق، واليوم هو أمام أمرين أحلاهما مرّ بالنسبة له .. إما مهاجمة مستودعات الفصائل الأخرى لإرضاء الأهالي المنتفضين، وهذا سيستدعي من الفصائل رد عسكري سيتحول إلى معارك داخلية ستكون خسائرها كبيرة بين الطرفين، وإما "ترك كرسيه" فارغاً والتخلي عن "عاصمته" إلى تركيا أو السعودية، مايعني تسليم المنطقة كاملة للدولة السورية والجيش السوري، وهذا ماقدّ يدفع بحاضنته الدولية "تركيا والسعودية" إلى طرده أو تسليمه للدولة السورية لاحقاً .. خاصة وأن المنطقة تتجه إلى مايشبه تسوية عامة تتجسد بزيارات ومفاوضات وراء الكواليس بين السعودية وروسيا وسوريا والولايات المتحدة .. وقريباً تركيا، فهل يكون علوش "كبش فداء" التسويات القادمة ..؟؟
ساحة النقاش