<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
دي مستورا.. وسياسة « حمار الطاحون»
11 تموز ,2015 21:31 مساء
عربي برس - محمود عبداللطيف
من الغريب أن يبقى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا يدور في المكان نفسه، وفي الحلقة المفرغة نفسها، في محاولة منها لإيجاد ما يطرحه على طاولة النقاش، دون أن يكون لديه أي توجه للذهاب إلى جوهر القضية، وكأنه يتعمد الدوران حول المسألة الأساس في سوريا، ويلتف من حولها بقصد إضاعة الوقت وحسب، الأمر الذي لا يخدم الملف السوري في شيء، وينبأ باستقالة للمبعوث الأممي في وقت ربما لن يكون طويلاً.
وصول دي مستورا إلى القاهرة، تزامن مع حضور وفد برلماني فرنسي جديد إلى سوريا، ليؤكد أعضاء هذا الوفد من دمشق ألا حل للأزمة السورية من دون الحديث مع الرئيس الأسد، وتشير الأحداث في سوريا إلى أن الأزمة السياسية في هذه الدولة قابلة للحل الداخلي فور إنهاء الوجود الإرهابي، وذلك بكون المناخ السياسي المطلوب لعقد مؤتمر حوار «سوري – سوري»، غير متوفر طالما إن المشكلة الأساسية غير قابلة للحل، وفي المسألة رغبة واضحة من الكثير من الدول على تعقيد الملف السوري قدر الإمكان بما يمنع الوصول إلى حل، والمهمة المناطة بموفد الأمم المتحدة خلال المرحلة الحالية، هي المطمطة وحسب.
فالمنطق يقول إن كان دي مستورا جدي في البحث عن طرح سياسي يضعه على طاولة النقاش، بين الدول الراعية للإرهاب وحلفاء سوريا، فالمسألة تأتي من بساطة تكوين فريق أممي مستقل وجدي، تكون مهمته استطلاع المواطنين السوريين على مستوى الداخل وفي كل المناطق السورية التي يمكن أن يقام بها هذا لاستطلاع، على أن يكون السؤال متمحوراً حول الأزمة السورية، من قبيل، « من أين يبدأ الحل في سوريا، وكيف يمكن أن يصاغ هذا الحل»..؟.المشكلة الأساس في صراع المحاور الدولية حول سوريا، هي عدم الجدية في التعامل مع ملف الإرهاب، وليس من الغريب أن يكون التحالف الأمريكي يبحث عن صيد مكاسب سياسية في بركة الدم السوري، وما سيطرح المبعوث الأممي في نهاية الشهر الجاري على مجلس الأمن كمقترح للحل السياسي في سوريا، يجب أن يحتوي ما يضمن تحقيق معجزة بوتين، وذلك بكون إقامة تحالف دولي جدي للحرب على الإرهاب هو الخطوة الأولى في الحل السياسي السوري، وذلك بكون دخول السعودية وقطر مع إلزامهما بهذا التحالف، سيعني قطع التمويل عن الميليشيات المسلحة في الداخل السوري، وإن كان طرح الرئيس الروسي يحتاج إلى معجزة حقيقية لينتقل إلى واقع ملموس، فإن الواقع الميداني في سوريا لابد له من فرض حضوره على طاولة النقاش حول الحدث السوري، وذلك بكون الميدان هو الفيصل، وما يدور في كثير من الجبهات السورية يؤكد أن سقوط سوريا أمر مستحيل، وعلى من يحاول الخروج من الأزمة السورية بأقل الخسائر الممكنة أن يبحث لنفسه عن طريق للعودة إلى دمشق، فالمراهنة على الإرهاب أو انفضاض حلفاء سوريا عنها، مراهنة محكومة بالخسارة من قبل ممارسيها.
وإن كان دي مستورا يبحث عن حل جدي، يترك من خلال سياسية «حمار الطاحون» التي يدور من خلالها المبعوث الأممي في المكان نفسه دون جدوى، لأن المبعوث الأممي ملزم بأن يعي تماماً، إن الحل السياسي في سوريا هو الخطوة الثانية لإنهاء الأزمة السورية، في حين أن الحرب على الإرهاب هي الأولوية لخلق مناخ يقبل الطروحات السياسية، وما دون ذلك لا يمكن أن يكون له ناتج ملموس على الأرض، وبذلك يمكن القول أن على دي مستورا أن يوفر الوقت الذي يضيعه في الانتقال بين عواصم العالم لإيجاد ما يطرحه، بأن يطرح أسلوب علمي ومنهجي قابل للتطبيق لخلق تحالف دولي يحارب الإرهاب في كل المنطقة، وليس في سوريا وحدها، لأن في ذلك الحل الوحيد للأزمة السورية.
ساحة النقاش